نقلا عن ميدل إيست أون لاين
افتخر مثل كثيرين غيري بمي مدحت الفتاة المصرية التي قابلت الرئيس أوباما، ومارك زوكربيرج مؤسس الفيسبوك، وبهرت العالم عندما تحدثت عن أفكارها
التكنولوجية وعرضها لمشروعها "إفنتوس" الذي يعد إضافة مهمة في سماء شبكات التواصل الاجتماعي.
وقد تكون وسائل الإعلام العربية اهتمت بمي نظرًا لمقابلتها الرئيس الأميركي، ومؤسس الفيسبوك وهما من الشخصيات العالمية، إلا أن هناك شخصيات أخرى عديدة تبدع وترفع اسم مصر في الخارج بمشاريعها وهو ما يهمني هنا أن ألقي الضوء على نموذج مهم منها، وهي الدكتورة ريهام حسني.
تحمل الدكتورة ريهام حسني المقيمة في نيويورك، على عاتقها نشر الأدب الإلكتروني العربي باللغة الإنجليزية، وحققت في هذا الأمر إنجازات مهمة جدا لصالح الكُتَّاب العرب تستحق أن نسلط الضوء عليها.
أطلقت ريهام مشروعًا للأدب الإلكتروني العربى باللغة الإنجليزية بالتعاون مع الدكتور ساندي بالدوين أستاذ الأدب الإلكتروني بمعهد روتشستر للتكنولوجيا بنيويورك، ونائب رئيس منظمة الأدب الإليكتروني العالمية، والناقد الدكتور جمال التلاوي بقسم اللغة الإنجليزية في جامعة المنيا.
جذب المشروع أنظار الناشرين العالميين منذ أول يوم إطلاقه، ورحب دكتور ليوناردو فلورس أستاذ الأدب الإلكتروني بجامعة بورتريكو وصاحب مشروع I love E-Poetry عن استعداده للتعاون وفتح آفاق واسعة لمناقشة الأدب الإلكتروني العربي، كما رحبت به الروائية وكاتبة الأدب الإلكتروني إيليا سيزيلاك IIIyaSzilak الصحفية بالصحيفة الأميركية الأشهر هافنجتون بوست، وأبدت استعدادها لمناقشة أبعاده كخطوة لوضع الأدب الإلكتروني العربي على خريطة الأدب العالمية، كما بثت قناة الحرة الأميركية تقريرًا عن المشروع.
ويتضمن المشروع عدة محاور منها إطلاق موقع إلكتروني يعنى بكل جديد في الأدب الإلكتروني العربي، والذى تم إطلاقه بالفعل فى سبتمبر الماضي
ورفع بيانات كتاب الأدب الإلكتروني العربي على موقع البيانات العالمي ELMCIP وهو أكبر قاعدة بيانات تضم كل كُتّاب الأدب الإلكتروني بالعالم، وتضمنت المرحلة الأولى لرفع هذه المعلومات أرشفة البيانات الشخصية للكتاب، وسوف تتضمن المرحلة الثانية بيانات عن المنجز الإبداعي لكتاب الأدب الإلكتروني العرب.
ويأتي هذا ضمن خطة طموحة لوضع الأدب الإلكتروني العربي على الخريطة العالمية وتأسيس هيئة عالمية للأدب الإلكتروني العربي، بالإضافة لإقامة مؤتمر دولي يعنى بالمنجز الإبداعي الإلكتروني العربي، والذى سيقام في عامه الأول في دبي والعام الثاني بنيويورك، ونشر أعمال ودراسات أكاديمية حول الأدب الإلكتروني العربي في كبرى المجلات المحكمة دوليًا، وستنشر أولى هذه الدراسات الأكاديمية خلال بضعة شهور بمجلة Rhizomes” رايزومز" المحكمة الدولية في مجال الأدب الإلكتروني.
فإذا كانت التكنولوجيا استطاعت توصيل العمل الأدبي إلى كل أنحاء العالم، فإن ريهام حسني تقوم بتنظيم هذه العملية بشكل علمي ومنهجي من خلال الدراسات التي تقوم بها بجهد كبير، وأرى أنه يجب على كل كُتَّاب الأدب الإلكتروني أن يتواصلوا مع ريهام لأهمية ما تقوم به، وهو ما كان يمكن أن يقوم به كيان مثل "اتحاد كتاب الإنترنت العرب" والذي أنشئ في 2003 من خلال مجموعة من الكُتَّاب العرب، شرفت أن كنت واحدا منهم، وكان على رأسهم الأديب الأردني الصديق العزيز محمد سناجلة والذي له تجربة مهمة جدا في الأدب الإلكتروني وأسس لنظرية أدبية جديدة عن الواقعية الرقمية، وأعلم أن سناجلة يجتهد لإعادة إحياء دور اتحاد كتاب الإنترنت الذي كان سباقا قبل كثيرين في إلقاء الضوء على الأدب الإلكتروني.
ونعود إلى ريهام حسني التي لديها طموحات واسعة حيث تخطط لعمل دراسات جديدة عن الأدب الإلكتروني العربي باللغة الإنجليزية، مع عقد المقارنات بين الإنتاج العربي والعالمي في هذا المجال، من أجل جذب انتباه الساحة الأدبية العالمية للإنتاج العربي في مجال الأدب الإلكتروني، وتتعاون حاليا مع البروفيسور ساندي بالدوين بتحرير عدد خاص من مجلة Hyperrhiz عن عالمية الأدب الإليكتروني وسيكون للأدب الإلكتروني العربي نصيب كبير منها. وتعد مجلة "هايبرريز" واحدة من أهم المجلات العالمية المتخصصة في الأدب الإلكتروني.
كما شاركت ريهام في تصميم خريطة لتوزيع كُتَّاب الأدب الإلكتروني في العالم، تتضمن للمرة الأولى كُتَّاب الأدب الإليكتروني في العالم العربي، وقام البروفيسور سكوت ريتبرج، مؤسس منظمة الأدب الإليكتروني ومدير قاعدة البيانات العالمية ELMCIP بالاعتماد على البيانات التي رفعتها في رسم هذه الخريطة فيما يخص العالم العربى، ويمكن الاطلاع على هذه الخريطة من خلال هذا الرابط، حيث يفتح الرابط على خريطة وبالمرور فوق كل دولة يظهر عدد الأدباء في هذه الدولة.
كما اتفقت ريهام مع بروفيسور دينى جريجار رئيسة منظمة الأدب الإلكتروني والأستاذة بجامعة ولاية واشنطن على أرشفة الأدب الإليكتروني العربي لحفظه من الضياع بسبب المشاكل التقنية، وحتى نجمع إنجازنا الإبداعي الرقمي في مكان واحد بجانب الأعمال الإليكترونية من جميع دول العالم.
وتناشد ريهام حسني المبدعين من كل الدول العربية من كتاب الأدب الإلكتروني بالتواصل معها لإرسال ملف على الخاص يتضمن اسم كل عمل لهم، وفكرته الرئيسية، والميديا المستخدمة، وحجمه، ومكان توفره الآن، وسنة إصداره حتى يتسنى لها استكمال مشروعها.
إن ما قامت به د. ريهام حسني هو جهد تقوم به مؤسسة وليس فردا واحدا، وتستحق أن نسلط الضوء عليه، وأن نقدم لها المساعدة لكي تستكمل مشروعاتها الحالية والمستقبلية.