صديقي .......أيها آلآبق
: حسين رحيم /العراق
كنتُ أرى الدنيا
وأعرف الليل من أرتجاف ورق الشجر
وأعرف أيضا أن نهرمدينتي
يكبرني بعام ,
أراه من نافذة غرفتي
كل مساء
كنت تغسل وجهي بالعسل
الجبلي
كل صباح
لم أكن لوحدي ابدا بل
كان هناك الكثير من صبية المدينة مختبئين خلف نوافذ مغلقة
ينصتون لحكايا نهر المدينة
التي ستحولهم الى شعراء
بعد وفاة نهر المدينة
حكايا .....
عن صبية وقحين يتبولون
فيه وهم عراة
ونساء يثقلون بطنه المنتفخة بنفايات ماتبقى من ليلهن اليابس
وقناني خمر فارغة تهتز
رؤوسها سائرة
ورجل مخمور يقف بعيدا
ينظر
وفؤاده مترع بألحسرة
والجوع
يهتز جسر مدينتي الوحيد
تهرب النوارس ...تصمت
الزرازير
جسر مدينتي الوحيد يبكي
أقداما غادرته
لكنني مازلت صغيرا
وخبيثا
والضحك الراكض من فمي
...أتكرز به مع جمع
كبير من فئران ذهبية الوبر .. تشبه أمي .
صديقي...
...يوم زُرتني
كنتُ اتدفأ بغيمة
وارتدي إزارا بلون المطر
ثم أتجشأ غبار الياسمين
زعلتَ كثيرا ..
صفقّتَ الباب خلفك واختفىيتِ
صديقي ...
لقد تغيرت الدنيا
...
أبتعد النهر ألف سنة عني
توقف عن سرد الحكايا
لأطفال المدينة
كل صيف يرحل ..ولا يعود
الا وهو محمول على أول غيمة يرسلها الشتاء
وأشياء كثيرة غادرتني
بصمت
دون أن أدري
حتى ضحكي
اصبح يأتيني متوكئاعلى
عكازة ايامي تلك
لكنني سأكون معك ياصديقي
حتى لو أحاطوني بعطورهم ..
اتعرف لماذا ..؟
لأنك قلت لي
أن العطور تكذب كثيرا..على
من يرتديها
والعشق مقصلة الورد
في النهاية
سيأتيك يوما ما
لا تخشاه ...بل أحضن
كف أول إمرأة تسقط في قلبك
قبلها من جبينها
قل سلاما ...وغادر