كل تغيير يقوم على استبدال شخص بآخر، لا منظومة صحيّة بأخرى فاسدة، ليس تغييرًا ولا يعوّل عليه.
كل انحياز للجديد الطارئ على القديم التليد، دون أخذ بالكفاءات القائمة أو بالقدرات المحتملة، نزقٌ لا يعوّل عليه.
كل انحياز للولاءات على الكفاءات لا يعوّل عليه.
كل معارضة تقوم على تقليد من تعارض، بالجوهر والمضمون، وتختلف معه بالشكل، ليست معارضة، ولا يعوّل عليها.
كل ثورة تقوم للإطاحة بدكتاتور لا لزرع قيم الحريّة والكرامة، يأكل أبناؤها بعضًا فور إسقاط الدكتاتور، وتضيع في الأزقة والشوارع والمنابر وعلى صفحات الجرائد، ولا يعوّل عليها.
كل ثائر أعمى، ولو كان على حقّ، يدّمر ولا يبني، يخسر ما ثار لأجله، ولا يعوّل عليه.
كل صراع سياسي، يعتمد جوهره صراعًا شخصيًّا، لا يعوّل عليه.
كل مشروع سياسي لا يحمل بعدًا اجتماعيًا لا يعوّل عليه.
كل مشروع اجتماعي لا يحمل بعدًا سياسيًا لا يعوّل عليه.
كل من يعتبر نفسه وليًّا على أصوات الناس، هو في الحقيقة يصادر أصوات الناس، ولا يعوّل عليه.
كل انتهازيّ يسعى إلى 'خلق' عدوٍّ أو غريم، لأنه يجمع الناس حول كره هذا الغريم لا حول قدراته، ثم يفتك بمن جمعهم حوله، ثم يفتك بنفسه، وبالطبع، يفشل في القضاء على عدوّه (الذي للمفارقة، ابتكره هو)، ولا يعوّل عليه.
كل من يصغي لانتهازيّ، ويقع كلامُهُ في قلبِه، لا يعوّل عليه.
كل من يعتقد أن اتّخاذ الموقف يعني الجلوس في المنزل مستنكفًا، لا يعوّل عليه.
كل نضال يستثني في جنباته النّضال الافتراضيّ، أقرب إلى الجيش الذي يترك نفسه دون غطاء جويّ، ولا يعوّل عليه.
كل نضال يستثني كل ساحات النّضال ويبقي على النضال الافتراضي، لا يعوّل عليه.
كل صبيانيّة لا يعوّل عليها.
كل قومي عربي بوصلته إيران لا يعوّل عليه.
كل قومي عربي بوصلته تركيا لا يعوّل عليه.
كل قومي عربي بوصلته أميركا، لا يعوّل عليه.
كل قومي عربي أو غير قومي ينتظر قلق بان كي مون لا يعوّل عليه.
كل قومي عربي أو غير قومي يراهن على مجلس الأمن والشرعية الدولية لا يعوّل عليه.
كل حديث عن الشرعية الدولية، دون الحديث عن التغوّل الأميركي على قرارات مجلس الأمن، لا يعوّل عليه.
ل قومي عربي يرى كرامة الوطن أهم من كرامة أبنائه (أي الوطن) لا يعوّل عليه.
كل قومي عربي لا يرى أن كرامة الأمّة من كرامة الفرد، وحدود الدولة تبدأ من حدود حريّة الفرد، لا يعوّل عليه.
كل قومي عربي لا يقدّر الأمور بمقاديرها، ولا يضع الأكفّاء في أماكنهم، ولا يعي أن التخطيط له نفس أهميّة الأشخاص، على اعتبار أن من خطّط لثورة يوليو والسّدّ العالي وردّ العدوان الثلاثي هو نفس الذي قاد للنكسة، لكن الفارق في التّخطيط ووضع أهل العمل في أماكنهم، لا يعوّل عليه.
كل قومي عربي يريد استنساخ التجربة الناصرية أو البعثيّة بنوعيها، شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، دون مراعاة التطوّر الفكري الذي عبره العرب، والفارق الزمني، لا يعوّل عليه.
كل قومي عربي يتنكّر للموروث الثقافي العربي والإسلامي، إنما يتنكّر لجزء من تاريخ أمّته، ولا يعوّل عليه.
كل حديث عن تدّخل أميركي للدفاع عن الحريّات والكرامة والدّيمقراطيّة، لله وللوطن، وليس بحثًا عن المال والنّفط، لا يعوّل عليه.
كل عربي لا يرى فلسطين بوصلة الصّراع، لا يعوّل عليه.
كل عربي يرى في التطبيع 'زيارة للسجين لا تعني الاعتراف بالسجّان'، لا يعوّل عليه.
كل مثقف عربي يتنكّر لعروبته لا يعوّل عليه.
كل مثقف عربي خرج من رحم الظلم والاستبداد لا يعوّل عليه.
كل مثقف عربي يفضّل الأمن على الحريّة لا يعوّل عليه.
كل مثقف عربي يعوّل على نظام الحكم في بلاده لا يعوّل عليه.
كل مثقف عربي يرى نفسه في صفِّ نظام الحكم في بلاده دومًا ولا يختلف عنه البتّة، لا يعوّل عليه.
كل فرد أو حزب أو تيّار أو دولة يرتكز إلى شخص بعينه، لا فكرة أو نظام حكم أو دستور، لا يعوّل عليه.
كل فرد أو حزب أو تيار أو دولة يهتم بالجانب الوطني والسياسي، دون الاهتمام بالجانب التعليمي وتشييد الجامعات، وفتح المشافي وإغلاق السجون، لا يعوّل عليه.
كل فرد أو حزب أو تيّار أو دولة يعرّف نفسه علمانيًا فحسب، دون إضافة موقفه من الوطنيّة والديمقراطية والحريّات الشخصيّة، لا يعوّل عليه.
كل عمل وطني يفتقر إلى بناء تفوّق علمي ودراسي، لا يعوّل عليه.
كل من يستورد المناهج التربوية والخطط التعليمية من الغرب، دون تعربيها وملاءمتها للواقع العربي، لا يعوّل عليه.
كل جيش عربي يتلقّى ضباطه تدريبًا في الولايات المتحدة لا يعوّل عليه.
كل جيش عربي يتلقّى معونات من الولايات المتحدة لا يعوّل عليه.
كل جيش عربي يتلقّى سلاحه من الخارج منحةً لا يعوّل عليه.
كل نظام عربي يوقّع اتفاقيّة أمنية مع الولايات المتحدة دون الاتفاقيّات في مجال التعليم الجامعي العلمي، لا يعوّل عليه.
كل بعثة عسكرية إلى الولايات المتحدة، لا يعوّل عليها.
كل اتفاق سلام برعاية أميركيّة لا يعوّل عليه