اختتم ليلة السبت مهرجان السينما الأفريقية بخريبكة (شرق الدار البيضاء) فعاليات دورته التاسعة عشر، بحفل اختتام تميز بعرض غنائي دمج بين الفولكور المغربي لفرقة “عبيدات الرمى” وإيقاعات من العمق اللأفريقي لإحدى الفرق الغنائية الافريقية، كما جرى عرض شريط تسجيلي حول المصور والمخرج المغربي، عبد الكريم الدرقاوي خلال لحظة تكريمه اعترافا بعطاءاته في المجال السينمائي، والذي بدأ مساره المهني في مجال السينما سنة 1966 كمصور رفقة شقيقه مصطفى الدرقاوي بعد أن درس السينما في بولونيا.
وعلى امتداد ثمانية أيام هي عمر فعاليات المهرجان الذي أنيرت أضواءه في السادس عشر من هذا الشهر، كان الجمهور الذي جاء من عدة مدن مغربية ومن بلدان أجنبية، على موعد مع 15 فيلما من 12 بلدا أفريقيا، تنافست على جوائز المهرجان، وفي مقدمتها الجائزة الكبرى (عثمان صامبين) التي بلغت قيمتها المادية 10 آلاف دولار، وتنوعت البلدان بين تونس بفيلمين والجزائر بفيلم واحد والمغرب (ثلاث أفلام) وغينيا (فيلم واحد) ومصر (فيلم واحد) ورواندا (فيلم واحد) وبوركينافاسو (فيلم واحد) ومالي (فيلم واحد) ونيجيريا (فيلم واحد) وسحال العاج (فيلم واحد) والبنين (فيلم واحد) وايتيوبيا (فيلم واحد).
وتكونت لجنة التحكيم التي ترأسها الفيلسفوف الفرنسي، ادغار موران، من سبعة محكمين، هم ياسين فنان (مخرج مغربي) وعائشة أكلاي (صحفية مغربية)، وماما كيتا مخرج من غينيا، والممثلة ميمونة أندياي من بوركينا فاسو، وهدى العامري (صحفية تونسية) والمنتجة الإيطالية سيركني روسانا، فضلا عن لجنة تحكيم جائزة “دون كيشوت” التي تقدمها “الجامعة المغربية للأندية السينمائية”.
وتجدر الاشارة الى أن ادارة المهرجان اختارت في هذه الدورة الاحتفال بالسينما التونسية، من خلال تكريم أحد أعلامها، وهو الراحل الطاهر شريعة، المعروف أيضا بأيقونة السينما الأفريقية.
واعتبر نور الدين الصايل، رئيس المهرجان في تصريح لـ”رأي اليوم” على هامش المهرجان، ان تطور السينما الأفريقية يسير بكيفية ضعيفة، مشيرا الى أن السبب في ذلك هو، ان الدول الأفريقية لم تصل بعد لدرجة الوعي كي تولي قيمة حقيقية للانتاج السينمائي.
وتابع الصايل “نلاحظ على غرار المغرب ان هنالك دولا افريقية بدأت تعي أنه لابد من المساعدة المادية كي تتقدم السينما وعلى رأس هذه الدول هنالك السينغال وساحل العاج التي نهجت نفس الطريق التي نهجها المغرب تقريبا خلال ما يقارب عشر سنوات والتي بدأت تعطي الى حد ما نتائجها.
وشدد نور الدين الصايل، وهو أيضا الرئيس الأسبق للمركز السينمائي المغربي (هيئة حكومية داعمة) على ان الدول الافريقية اذا لم تقرر بكيفية ارادية تقديم مساعدات كافية للانتاج السينمائي، فانها لن تصل الى تحقيق سينما افريقية.
الا أنه لفت الى وجود تطور ضئيل في السينما الافريقية، مؤكدا أن ذلك بالامكان أن يفتح أبواب الأمل أمام الانتاج الافريقي في مجال السينما.
وقد تخلل فعاليات المهرجان أنشطة مكثفة، تنوعت بين ندوات حول السينما والسيناريو وورشات في الاخراج والمونتاج (التوليف) والسيناريو.
وقال ندير عاطف أحد المستفيدين من الورشات التدريبية، لـ”رأي اليوم”، والذي يشارك للمرة الأولى في الورشات، أنه اختار ورشة كتابة السيناريو، لأنه وجد فيها مجموعة من التقنيات التي لم تتح له الفرصة من قبل للتعرف عليها.
و أطّر هذه الورشة، الكاتب والمخرج المغربي، أمين صابر، والذي لم يبخل على المتدربين بأي معلومة، حسب تعبير ندير، الذي أضاف أنه استفاد من العديد من الأمور تتعلق بكتابة السيناريو، التي لم تكن لديه معرفة مسبقة بها، فضلا عن مراحل تصوير الفيلم القصير من بداية السيناريو حتى عرضه على الشاشة.
ويعتبر مهرجان السينما الافريقية أحد أهم المهرجان في القارة السمراء، وقد حصدت ايتيوبيا جائزة “عصمان سامبين” الكبرى، والتي كانت من نصيب فيلم “الحمل” للمخرج الايتيوبي ياريد زيليكي، فيما فاز فيلم “مسافة ميل بحذائي” للمخرج المغربي، سعيد خلاف بجائزة لجنة التحكيم، وذهبت جائزة أحسن اخراج الى فيلم “جوع كلبك” للمخرج المغربي هشام العسري، وجائزة السيناريو لفيلم “طريق اسطنبول” للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، وجائزة اول دور نسائي للممثلة كراس نيكوزي عن دورها فيم “أغراض الهائم التائه” من رواندا، وجائزة ثاني أحسن دور نسائي للممثلة كيدست سيووم عن دورها في الفيلم الايتيوبي “الحمل”، وجائزة “محمد بسطاوي” لاول دور رجالي للممثل أمين ناجي في فيلم “مسافة ميل بحذائي” المغربي، وجائزة ثاني دور رجالي لسعيد العلمي عن دوره في فيلم “مسافة ميل بحذائي”، ثم أخيرا جائزة “دون كيشوت” للفيلم الرواندي “أغراض الهائم التائه” للمخرج كيفو ريهو.