في السابعة من عمرى تجمعت العائلة، قيدونى وكمموا فمي، وبالمشرط بتروا عضوا من جسدي، لم أعرف ما هو، كان الألم أكبر من قدرتى على المعرفة، ثم سقط الألم من
ذاكرتى مع الزمن، لتطفو المعرفة بعد عشرين عاما على سطح الوعي، قمة جبل جليدى مخبوء مملوء بالألم والحزن والعار، تصورت أننى السبب فى كل هذا، وبدأت تعفير جبينى فى الأرض تكفيرا عن الذنب، طلبت العفو والغفران وكان الاثم مجهولا، راح الذنب وبقى الألم مدفونا، ثم دخلت كلية الطب، ورأيت الموت بحدقة عيني، سمعت صراخ الأطفال بأذني، وبدأ الحزن يطل من تحت الجبل، والألم ينزف من جديد، أعادت رائحة الدم ذاكرتى للوراء عشرين عاما، طفلة ذبحوها ضحية العيد، وهم يغنون ويرقصون، وبدأت طبقات الجهل والعار تتساقط بالتدريج، بعد أن تراكمت فى اللاوعى آلاف السنين. مفكرتى الطفولية السرية كنت أخبئها تحت مرتبة السرير، أكتب فيها أسرار العائلة الدفينة، نسيت أمى أحزانها وهى طفلة، ونسى أبى جرح ختانه بموس الحلاق، يحفر الكبار جروحهم فى أجساد أطفالهم دون وعي، وقررت العائلة أن أكون طبيبة، أكسب المال والجاه مثل عميد الكلية، لكنى كرهت الأطباء منذ الطفولة، فأمسكت القلم وفتحت جروحا مليئة بالوجع لا يفتحها المشرط، وأصبحت أنا سبب الوجع، عفروا رأسى فى التراب، ودخل اسمى قوائم الموت لكن الكتابة تتغلب على الموت، يحفر القلم فى العقول ثقبا ينفذ إليه الضوء، تنكسر طبقات الجهل الجمعي، يسقط العار والحزن والألم ليصبح كرامة وبهجة وفخرا، تتحول تجربة شخصية مكبوتة فى النفس، إلى قضية عامة تغير العالم.
ذاكرتى مع الزمن، لتطفو المعرفة بعد عشرين عاما على سطح الوعي، قمة جبل جليدى مخبوء مملوء بالألم والحزن والعار، تصورت أننى السبب فى كل هذا، وبدأت تعفير جبينى فى الأرض تكفيرا عن الذنب، طلبت العفو والغفران وكان الاثم مجهولا، راح الذنب وبقى الألم مدفونا، ثم دخلت كلية الطب، ورأيت الموت بحدقة عيني، سمعت صراخ الأطفال بأذني، وبدأ الحزن يطل من تحت الجبل، والألم ينزف من جديد، أعادت رائحة الدم ذاكرتى للوراء عشرين عاما، طفلة ذبحوها ضحية العيد، وهم يغنون ويرقصون، وبدأت طبقات الجهل والعار تتساقط بالتدريج، بعد أن تراكمت فى اللاوعى آلاف السنين. مفكرتى الطفولية السرية كنت أخبئها تحت مرتبة السرير، أكتب فيها أسرار العائلة الدفينة، نسيت أمى أحزانها وهى طفلة، ونسى أبى جرح ختانه بموس الحلاق، يحفر الكبار جروحهم فى أجساد أطفالهم دون وعي، وقررت العائلة أن أكون طبيبة، أكسب المال والجاه مثل عميد الكلية، لكنى كرهت الأطباء منذ الطفولة، فأمسكت القلم وفتحت جروحا مليئة بالوجع لا يفتحها المشرط، وأصبحت أنا سبب الوجع، عفروا رأسى فى التراب، ودخل اسمى قوائم الموت لكن الكتابة تتغلب على الموت، يحفر القلم فى العقول ثقبا ينفذ إليه الضوء، تنكسر طبقات الجهل الجمعي، يسقط العار والحزن والألم ليصبح كرامة وبهجة وفخرا، تتحول تجربة شخصية مكبوتة فى النفس، إلى قضية عامة تغير العالم.