قيم السلام والعدل الإسلامية: هل أغفلنا شيئاً؟
"الدفاع عن حقوق الملحدين مطلب من مطالب الإسلام"
عندما نتحدث عن المدنية- والتي يقصد بها، التشارك في إدارة المجتمع وتوفير حياة عادلة وكريمة لجميع أفراده- فهذه اللحظة ليست الأكثر مواتية في التاريخ للنظر في اتفاق المدنية مع الدين الإسلامي. ففي تركيا، قام طيب أردوغان بإحلال خصائص رئيسية للدولة الديموقراطية. لأنه يري الخائنين في كل مكان، ويشمل هذا التخوين المحكمة الدستورية والبنك المركزي، بالإضافة إلي تشككه في أي شخص لا يظهر له العرفان والامتنان الكافيان بالنسبة له.
كما أنه يرفض الالتزام بالدستور والذي ينص علي أن يكون الرئيس شخصاً غير حزبي علاوة علي تباهيه بسلطاته التي فرضها بحكم الأمر الواقع. أما في الجوار في ليبيا والعراق وسوريا واليمن فهي دول تمزقها الحرب الأهلية ولا يوجد إجماع علي الحكم في إندونيسيا وتونس. ولكن ربما النموذج الأكثر بروزاً في الوعي العالمي: "الدولة الإسلامية" الوحشية التي روعت العالم أجمع بعد تفشيها في الشرق الأوسط إلي ما ورائه. ولذلك ربما يكون درباً من دروب الجنون أن نبحث عن قواعد ومباني للمسلمين المدنين؟ وربما لا.