العرب وسط لندن هذا الشهر مثل الرز في حقول الصين، هربوا من حرارة الصحراء إلى جو الجزر البريطانية المنعش، وفروا أكثر من أخبار داعش ووحشيتها، والعراق
وطائفيته، وسوريا ومآسيها، واليمن وتعاسته، والدماء المتدفقة بلا انقطاع فوق أرض لا تشبع من الحزن.
هرب الخليجيون القادرون على الدفع بالجنيه الاسترليني إلى محلات التسوق، وسهرات الفن الراقي والشعبي وما بينهما، لكن «الشعب العربي» في لندن لا يزور أماكن كثيرة تروي حكاية التاريخ البريطاني العريق، وجلهم لا يضعون أرجلهم في المتاحف والمكتبات والمؤسسات الكثيرة التي تروي قصة الإمبراطورية التي لم تكن الشمس تدير لها ظهرها. الجيل العربي الجديد لا يرى من حضارة الغرب إلى فواكهها الدانية قطوفها..