ذوبان ألف مليار طن من الجليد
جان بول فريتز/ ترجمة - جودت جالي
من المتوقع أن يكون العام 2016 هو عام كل الأرقام القياسية في مجال مناخ كوكبنا، ووفقا لخبراء «ناسا» فإنه يوجد مؤشران رئيسان على التغير المناخي، درجات حرارة الكوكب والجليد القطبي الشمالي. إذا كان الربيع في فرنسا منعش الهواء عموما، وبدرجة حرارة أقل 0,3 بالمئة من معدلها في الأعوام 1981 – 2010، فهذا لا يعني أن الاحترار المناخي قد تباطأ، فعلى مجموع الكوكب أظهر النصف الأول من 2016 ميلا الى تصاعد مستمر لدرجات الحرارة، وكما تظهر مقاييس وكالة ناسا فإن كل شهر، من كانون الثاني الى حزيران، كان هو الأكثر حرارة منذ بداية أخذ القياسات في العام 1880 .
المقياس الحراري
كذلك فإن النصف الأول من السنة أثبت كسرا للرقم القياسي بزيادة 1,3 درجة مئوية عن معدل النصف الثاني من السنة الأخيرة للقرن التاسع عشر، ولو رجعنا أكثر الى حقبة ما قبل الصناعية لوجدنا أن الزيادة التي لدينا تتجاوز 1,5 درجة. ووفق المنظمة الفيدرالية الأميركية لمراقبة الغلاف الجوي والمحيطات فإن شهر حزيران الماضي كان هو الشهر الرابع عشر المتعاقب الذي كسر الرقم القياسي مقارنة بالسنة الماضية، وكان هو أيضا الشهر 378 المتعاقب بدرجات حرارة أعلى من معدل القرن العشرين.
المقياس الجليدي
مؤشر آخر على التغير المناخي هو مستوى الجليد في القطب الشمالي. فالأرصاد على الأرض وبواسطة الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية تتكلم بلسان فصيح، فخمسة من الأشهر الستة الأولى من العام 2016 ضربت الرقم القياسي لأقل امتداد جليدي منذ بداية أرصاد القمر الصناعي في العام 1979، والاستثناء الوحيد شهر أيار الذي يحتل المرتبة الثانية. يوضح والتر ماير المختص بالجليد البحري في مركز غودارد للطيران الفضائي (ناسا): «كانت هي سنة قياسية بالنسبة لحرارة الكوكب، ولكن درجات الحرارة العالية التي سجلها القطب الشمالي خلال الأشهر الستة الأخيرة كانت أشد». إلا أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي لم يكن له تأثير مباشر في ارتفاع مياه المحيطات فإذا ذاب فإن المستوى سيبقى نفسه، ولكن له مع ذلك تأثير غير مباشر: يمتص المحيط المكشوف طاقة شمسية أكثر وبهذا تزداد سرعة الحرارة قليلا من المحيط المغطى بالجليد. لكن الأكثر مدعاة للقلق يخص الكتل الجليدية الموجودة على الكتل الأرضية، كما في غرينلاند. فقد نشرت الوكالة الفضائية الأوروبية نتائج أرصاد وقياسات قمرها الصناعي «كريوسات» الذي تفحص القطع الجليدية في الجزيرة، وقد فقدت ألف مليار طن من الجليد بين العامين (2011 - 2014)، أي مساهمة بنسبة 0,75 مليمتر في السنة لارتفاع مياه المحيطات، أي ضعفي معدل الارتفاع للعقدين الماضيين. يتركز القلق على جليد أنتراكتيكا وخصوصا جزءه الغربي متسببا بزيادة مستوى المياه، ووفقا لدراسة نشرتها مجلة ريفيو جيوفيزكال ريسيرتش ليترز، فإن ذوبان هذا الجزء يمكن أن يؤدي الى ارتفاع مستوى المحيطات الى عدة أمتار، ويمكن أن يحدث هذا بأسرع مما هو متوقع.
الاحتباس الحراري
إلا أن الأرقام القياسية ليست هي العناصر المقلقة الوحيدة، فعلماء ناسا يؤشرون الى حقيقة أن درجات الحرارة وذوبان الجليد يستمران على مستوى عالمي وعلى المدى الطويل، وهذان الاتجاهان تدعمهما تركيزات متزايدة لديوكسيد الكاربون وغازات أخرى حابسة للحرارة في الغلاف الجوي. نحن نذكر ظاهرة النينو «El Niño» التي تسببت هذا الشتاء بزيادة درجات الحرارة، ولكن بوجود النينو أو عدمه فإن الغازات المنبعثة هي المسؤولة عن هذا الاتجاه، بحسب تأكيد ناسا. بقي أن نعرف إذا كان مسؤولون أميركيون معينون سيستمعون الى تحاليل علماء وكالتهم نفسها؛ أم لا.
مجلة لو نوفيل أوبسرفاتور الفرنسية
جان بول فريتز/ ترجمة - جودت جالي
من المتوقع أن يكون العام 2016 هو عام كل الأرقام القياسية في مجال مناخ كوكبنا، ووفقا لخبراء «ناسا» فإنه يوجد مؤشران رئيسان على التغير المناخي، درجات حرارة الكوكب والجليد القطبي الشمالي. إذا كان الربيع في فرنسا منعش الهواء عموما، وبدرجة حرارة أقل 0,3 بالمئة من معدلها في الأعوام 1981 – 2010، فهذا لا يعني أن الاحترار المناخي قد تباطأ، فعلى مجموع الكوكب أظهر النصف الأول من 2016 ميلا الى تصاعد مستمر لدرجات الحرارة، وكما تظهر مقاييس وكالة ناسا فإن كل شهر، من كانون الثاني الى حزيران، كان هو الأكثر حرارة منذ بداية أخذ القياسات في العام 1880 .
المقياس الحراري
كذلك فإن النصف الأول من السنة أثبت كسرا للرقم القياسي بزيادة 1,3 درجة مئوية عن معدل النصف الثاني من السنة الأخيرة للقرن التاسع عشر، ولو رجعنا أكثر الى حقبة ما قبل الصناعية لوجدنا أن الزيادة التي لدينا تتجاوز 1,5 درجة. ووفق المنظمة الفيدرالية الأميركية لمراقبة الغلاف الجوي والمحيطات فإن شهر حزيران الماضي كان هو الشهر الرابع عشر المتعاقب الذي كسر الرقم القياسي مقارنة بالسنة الماضية، وكان هو أيضا الشهر 378 المتعاقب بدرجات حرارة أعلى من معدل القرن العشرين.
المقياس الجليدي
مؤشر آخر على التغير المناخي هو مستوى الجليد في القطب الشمالي. فالأرصاد على الأرض وبواسطة الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية تتكلم بلسان فصيح، فخمسة من الأشهر الستة الأولى من العام 2016 ضربت الرقم القياسي لأقل امتداد جليدي منذ بداية أرصاد القمر الصناعي في العام 1979، والاستثناء الوحيد شهر أيار الذي يحتل المرتبة الثانية. يوضح والتر ماير المختص بالجليد البحري في مركز غودارد للطيران الفضائي (ناسا): «كانت هي سنة قياسية بالنسبة لحرارة الكوكب، ولكن درجات الحرارة العالية التي سجلها القطب الشمالي خلال الأشهر الستة الأخيرة كانت أشد». إلا أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي لم يكن له تأثير مباشر في ارتفاع مياه المحيطات فإذا ذاب فإن المستوى سيبقى نفسه، ولكن له مع ذلك تأثير غير مباشر: يمتص المحيط المكشوف طاقة شمسية أكثر وبهذا تزداد سرعة الحرارة قليلا من المحيط المغطى بالجليد. لكن الأكثر مدعاة للقلق يخص الكتل الجليدية الموجودة على الكتل الأرضية، كما في غرينلاند. فقد نشرت الوكالة الفضائية الأوروبية نتائج أرصاد وقياسات قمرها الصناعي «كريوسات» الذي تفحص القطع الجليدية في الجزيرة، وقد فقدت ألف مليار طن من الجليد بين العامين (2011 - 2014)، أي مساهمة بنسبة 0,75 مليمتر في السنة لارتفاع مياه المحيطات، أي ضعفي معدل الارتفاع للعقدين الماضيين. يتركز القلق على جليد أنتراكتيكا وخصوصا جزءه الغربي متسببا بزيادة مستوى المياه، ووفقا لدراسة نشرتها مجلة ريفيو جيوفيزكال ريسيرتش ليترز، فإن ذوبان هذا الجزء يمكن أن يؤدي الى ارتفاع مستوى المحيطات الى عدة أمتار، ويمكن أن يحدث هذا بأسرع مما هو متوقع.
الاحتباس الحراري
إلا أن الأرقام القياسية ليست هي العناصر المقلقة الوحيدة، فعلماء ناسا يؤشرون الى حقيقة أن درجات الحرارة وذوبان الجليد يستمران على مستوى عالمي وعلى المدى الطويل، وهذان الاتجاهان تدعمهما تركيزات متزايدة لديوكسيد الكاربون وغازات أخرى حابسة للحرارة في الغلاف الجوي. نحن نذكر ظاهرة النينو «El Niño» التي تسببت هذا الشتاء بزيادة درجات الحرارة، ولكن بوجود النينو أو عدمه فإن الغازات المنبعثة هي المسؤولة عن هذا الاتجاه، بحسب تأكيد ناسا. بقي أن نعرف إذا كان مسؤولون أميركيون معينون سيستمعون الى تحاليل علماء وكالتهم نفسها؛ أم لا.
مجلة لو نوفيل أوبسرفاتور الفرنسية