ما أن تبزغ خيوط الفجر الأولى حتى تحزم نساء قرية ريكشة بضواحي مدينة وزان (شمالي المغرب) أمتعتهن معلنات بداية رحلة عمل شاقة على سفوح الجبال.
بكثير من الصبر وقليل من الزاد، تقطع نساء القرية رحلة جبلية شاقة سيرا على الأقدام، لمسافة تتجاوز ثلاثة أميال، للوصول إلى بئر ماء على جبل بين مدينتي وزان وشفشاون غنية بالملح، الذي يحترفن استخراجه وبيعه.
عملية مضنية يقوم بها نحو عشرين من نساء القرية، وتبدأ معالم هذه العملية باستخراج الماء من البئر، ثم ضخه في أحواض محفورة في الأرض ومغطاة بطبقة بلاستيكية سميكة.
عقب ذلك يترك الماء أياما تحت أشعة الشمس ليتبخر تاركا وراءه ما ترسب من ملح، ليعلن بداية مشهد جديد من مشاهد استخراج ملح الجبال، وإذا كانت أشعة الشمس الحارقة غير محبذة عند نساء القرية لدى اعتلائهن ونزولهن الجبل، فإنها تكون مطلوبة في مرحلة الأحواض.