-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

التحرش.. مابين الهوس الجنسى ، والجنس السياسى : حنان بديع ساويرس

1- هل تعتبرين التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية ظاهرة إجتماعية ناتجة عن الكبت الجنسي أم إن هناك عوامل أخرى تمارس دورها في تفاقم هذه الظاهرة؟
– إن ظاهرة التحرش الجنسى التى إنتشرت فى الآونة الآخيرة فى الدول العربية عامةّ ، ومصر خاصةّ ما هو إلا نِتاج تدهور أخلاقى ومُجتمعى تراكم عبر السنون ، والسبب الرئيسى فى ذلك هو إستيراد ثقافات وهابية تريد النيل من المرأة ومن المُجتمع ككل ،ويروج لها ويُعضدها شيوخ الفضائيات المُدعمين والمُمولين من دول النفط ، والذين يُريدون العودة بنا إلى الوراء آلاف الأميال ، فهناك عمل مُمنهج للتعتيم علىعقول الناس فى مُحاولة للسيطرة والهيمنة على تلك العقول وتشكيلها حتى يَسهُل الوصول إلى المآرب المنشودة والأهداف المُخطط لها ليَنصَب فى مصلحة أصحاب المصالح من المتاجرون بالدين . * وهنا سؤال يطرح نفسه ، لما يوجد “كبت جنسى” ؟ فالكبت الجنسى من أهم أسبابه عزل الجنسين عزلاً مُبالغ فيه بالمُجتمعات الشرقية مما كان له أكبر الأثر على مر السنوات فى أن يكون سبب جوهرى فى زيادة التحرش بالنساء ، فكل طرف من الجنسين يشعر أنه امام كائن غريب وغامض يُريد التعرف عليه فأصبح لدى الذكور شغف جنسى أو فضول لمعرفة الجنس الآخر ، ومع إنتشار البطالة التى تَفشت فى دول الشرق ، مما تسبب فى عدم إقدام الكثير من الشباب على الزواج ، ومعها وجدنا أنفسنا أمام هَمجية هؤلاء المحرومون وعلى أثره وجدنا المرأة وحدها هى من تدفع الثمن الباهظ عن ذلك ، وبدون ذنب أقترفته ،ولاسيما أن المرأة هى الآخرى مُتضررة بأحوال المُجتمع السلبية والتى تحرمها كما تحرم الرجل من تكوين بيت وأسرة وأولاد بسبب إرتفاع سن الزواج . لكن ليس هذا كل شئ لأننا نجد حالات يكون المُتحرشون فيها أطفال “ذكور” فيتحرشون بفتيات أكبر منهم سناً !! وهذا يدل على تدنى الأخلاق قد يعود سببه لتربية النشأ على عدم إحترام المرأة ، وزرع إعتقاد لدى الذكور بأن من يُعاكس فتاة أو يتحرش بها يحصل على لقب “رجل” !! فهناك إنعدام فى التربية وتهذيب الأخلاق ، كما نجد فى نفس الوقت من يتحدث ليلاً ونهاراً عبر الفضائيات الدينية عن المرأة ، فحسب بل عن الجنس ، فيستحلون الحديث عن أجساد النساء وإنتهاك أعراضهن ، مما أحدث نوع من ” الهوس الجنسى” لدى كثير من الرجال بالدول العربية ويرجع كل الفضل لشيوخ الفضائيات الذين يبثون أفكارهم الرديئة من خلال قنوات تُدعى دينية وكأنها فُتحت خصيصاً لتتحدث عن الجنس وبلا حياء فأصبح التطرق لأخص خصوصيات المرأة من شيوخ الفضائيات مُباح ، فحدث ولا حرج .. فنسمع منهم كلام لا يخطر على قلب بشر من ألفاظ وفتاوى مُهينة للمرأة ، فنسمعهم يتحدثون عن ملابسها الداخلية وبعضهم بارع فى وصفها ، والبعض يتحدث عن عورات المرأة والنقاش فى أمور لا يجوز الخوض فيها ، ويحدث هذا بلا خجل مما يندرج تحت بند “هتك العرض” باللفظ ، والبعض الآخر يسب الفنانات ويصفهم بممارسة الزنا فى أفلامهم ووصف بعضهن بأنهن تم إعتلاءهن بالأفلام !! بل تجرأ وإنتهك خصوصية إعلامى وإعلامية متزوجين وتطرق للحديث عن علاقتهم بغرفة النوم وتسائل بل حياء أو أدب كيف يلتقيا هذين الزوجين فى غرفة النوم !! والغريب أنه يجلس أمام الشاشة ليشرح لك المشهد ويصفه بإمعان ودقة مُنقطعة النظير !! فتلاحظه يتابع المشاهد الساخنة بشغف وبإستمرار فيسردها وكأنه يحفظها عن ظهر قلب !! فتجدهم وكأنهم خبراء “جنس” ولايعرفون أو يفكرون فى شئ سواه !!فتسمع منهم الأعاجيب عن الشذوذ الجنسى بأنواع ربما لم نسمع عنها أو نتخيلها فيلوثون عقولنا بأشياء لا تخطر لنا على بال .. عفواً فأدبى وحيائى يمنعنى من التطرق لسرد بعض الأمثال مما قالوا هؤلاء من أقوال لم أتخيل أن يتحدث فيها عاقل !! ، فيتهمون الحرائر بالزنا والعرى وهم من تمرسوا على ذلك وليس سواهم ” فدائماً من يفعل شئ قذر فيعتقد أن جميع الناس مثله ، أو ربما يعرف جيداً أنهم ليسوا مثله لكنه يريد تلويث سمعتهم وشرفهم حتى يشعر أن الجميع مُلوثون السمعة والشرف مثله !! ، فهؤلاء هم من يثيرون الشباب جنسياً ويحرضونهم على النساء ، فمنذ أيام قليلة خرج علينا أحدهم “مدعو شيخاً” مُطلاً من إحدى القنوات يُحرض علناً على المُتظاهرات بالتحرير ويحض الشباب على إغتصابهن ووصفهن بالعرايا والصليبيات ووصف الغير مُحجبات بأنهن يتشبهن بالصليبيات لذا يجوز فيهم أيضاً الإغتصاب!! وعلى حد تعبيره الركيك المُتدنى قال وبمنتهى الغل ” أن الواحدة منهن تخرج المُظاهرة ” نافشة شعرها” فى إشارة للمسيحيات والغير مُحجبات من المُسلمات ، رغم أن الحجاب والنقاب لم ينتشر فى مصر إلا مُنذ سنوات قليلة ، فكان الطبيعى قبل إنتشار الحجاب هو خروج نساء مصر بدون حجاب وقد رأينا أمهات الكثير من الشيوخ فى صور قديمة لهم مكشوفات الشعر !! ففى فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى أنتشرت موضة ” المينى والميكروجيب ” والملابس التى بدون أكمام ، ولكن ما طرأ على المُجتمع العربى عموماً والمصرى خصوصاً هو “الحجاب والنقاب” وتغطية الشعر وليس العكس ، فكان الطبيعى هو إظهار الشعر وليس إخفاؤه حتى يتحدث هذا الشخص عن إظهار شعر المرأة وكأنه مُصيبة كُبرى ويصف الشريفات بالعاهرات !! والبعض أيضاً يتحدث عن زواج القاصرات ” الأطفال” والغريب أنهم يحاولون إقناع الناس به عن طريق أحاديث ، خبيثة فيصورون هذا على أنه حق من الحقوق المهضومة للمرأة ، للعبث بعقول البسطاء ،
– فعلى سبيل المثال ولمزيد من الإقناع يزجون ببعض المُنتقبات لتذكية هذا الفكر المُضل ، فهناك فيديو لداعية مُنتقبة على إحدى القنوات الدينية ، تدعو خلاله لتحرير المرأة بالسماح لها بالزواج قبل سن الـ 18 عا، وقالت إنه من العجيب أن نبقى على قوانين زوجة الرئيس المخلوع سوزان مبارك حتى اليوم، والتي قالت إن الأب الذي يقوم بتزويج أبنته قبل سن الـ 18 عام يُحبس هو والمأذون، مُشيرةً إلى أنها جريمة يجب عدم السكوت عليها ولابد من تغييرمثل هذه القوانين. وتساءلت قائلة ، إذا كان المُجتمع ينظر للبنت قبل سن الـ 18 بأنها صغيرة على الزواج، فلماذا يسمح لهم الأهل بالإطلاع على مشاهد الحب والرومانسيه والغرام على التليفزيون؟ ولماذا يتركوهم يختلطوا بالشباب فى المدارس والجامعات ويمنعوا عنهم الزواج؟ ، مؤكدةً على أنها مؤامرة بإباحة الحرام وتحريم الحلال. وطالبت بحرية المرأة فى إختيار السن المُناسب لها والتي تريد أن تتزوج فيه ، مُبررةً ذلك بوجود فتيات لديها ميول مُبكرة للزواج فيجب تركها تتزوج حين تريد ذلك.
– فكما لاحظتم أعزائى القراء ، أنهم يُحاولون تبرير الأفكار الشاذة عن طريق وضعها فى بوتقة الحريات والحقوق ولقد إنطبق عليهم القول الشهير “بأن هذا حق مراد به باطل” ، بل بكل خُبث يربطون بين المكاسب والإنجازات التى حققتها المرأة بشخصية منبوذة أو مكروهة من المجتمع حالياً وهى” سوزان مبارك” فى مُحاولة ساذجة لجلب السخط على قرار صائب أتخذته أثناء حكم زوجها فى مُستغلين حساسية الناس من تلك لشخصية فى مُحاولة للتأثير واللعب على مشاعرهم ! ومع ذلك فالمثقفون يعلمون جيداً أنه إذا كانت هناك مُكتسبات قد نالتها المرأة بسبب سوزان مبارك فهذا يُحتسب لها وليس ضدها . وهذا بخلاف عمل مقارنة بين ترك الأسر مُشاهدة الفتيات للأفلام الرومانسية وإختلاطهم بالمدارس والجامعات بالذكور وبين زواجهم فى مرحلة الطفولة !! وأيضاً مُطالبة التيارات المُتشددة بعودة ختان الفتيات ، فهذه كلها أسباب كافية تحث السفهاء على التحرش والإغتصاب وهتك العرض والعنف الجنسى !!
2- هل ترتبط هذه الظاهرة بالتربية العائلية الذكورية التي تحط من دور ومكانة المرأة في الأسرة والمجتمع؟
– نعم ، فالتمييز بين الأطفال يبدأ مُنذ الصغر ، فالطفل الذكر يتربى على أنه أعلى شأناً من شقيقته فتتولد لديه روح التعالِ على الجنس الآخر، وكثير من الأسر لا تسمح للبنت بما تمنحه للولد ، وإذا إعترضت يُقال لها الجُملة المُعتادة “أنت بنت وأخوكى رجل”!! ، فنجد أن ثقافة الحط من شأن الإناث وكأنها تمتزج ببلازما الدم بدول الشرق ، فثقافة العرب هى أن الأنثى خُلقت لسببين لا ثالث لهم الا وهما خدمة الرجل ، ومتعة للرجل !! فالفتاة مُنذ نعومة أظافرها تتربى على خدمة جميع أفراد الأسرة ، ويتربى شقيقها على أنه يسودها ، بل فى كثير من الأحوال نجد أنه صاحب الأمر والنهى فيما يخص شقيقته ، حتى لو كانت قرارات مصيرية لا تخص سواها ، وعندما تصل لسن الزواج لا يرى زوجها فيها إلا أنها مخلوق صُنع خصيصاً لخدمته ومتعته الجنسية فالرجال لديهم قناعة أنهم قوامون عن النساء، فلا ينظر الرجل لعقل المرأة لأنه يراها دائماً ناقصة عقلاً وديناً مهما بلغت من علم وثقافة وتدين ،حتى لو كانت دكتورة بالجامعة أو عالمة وهو سباك مع إعتذارى للإخوة السباكين!!!!
3- ألا تشارك النظم السياسية السائدة في الدول العربية , سواء أكانت قومية يمينية أم إسلامية سياسية واستبدادية , في استمرار هذه الظاهرة وتفاقمها الراهن؟
– بالطبع النظم السياسية لها أكبر الأثر فى إستمرار ذلك لأن الأمر سهل السيطرة عليه لو أرادت الدول والحكومات ، فمن السهل ردع هؤلاء المتحرشون عبر الفضائيات أو على أرض الواقع ، فالمثل يقول ” إن كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص” فإذا كانت الدولة تقف وقفة المُتفرج على مايحدث من تحرش وإغتصاب ، وكأنها تستحسن مايحدث وتشجعه بصورة غير مُباشرة فهى تُشارك فيما آلت له الأمور من تدهور وعنف ضد المرأة. فمثلاً فى مصر قد ساعدت الأنظمة المُختلفة على إنتشار هذه الظاهرة ، فالأنظمة السابقة كانت تَمن على المرأة ببعض المنح ولم تعطيها هذه المنح من باب الحقوق بل وكأن المرأة تستعطى ، فقد بدأ تدهور حال المرأة مُنذ عهد الرئيس الراحل السادات ولاسيما عندما صرح فى خطابه الشهير قائلاً ” أنا رئيس مسلم لدولة إسلامية” رغم تنوع الديانات بمصر ، وهذا ليس مجاله الآن ، لكن غرضى من ذكر هذا هو أن ماقاله السادات عن أسلمة الدولة كان البذرة والنواة التى بدأ معها التحكم والسيطرة على كل مناحى الحياة وعلى رأسها الإستحواذ حتى على عقول النساء فاستطاعوا جعل المرأة تابع وليس شريك فأصبحت تفعل مايُطلب منها دون وعى أو تفكير “بأسم الدين” بدأ من أمرها بالحجاب والنقاب إلى كل الأمور الحياتية التى تخص المرأة فلم تعد المرأة تفكر بل تنتظر فتوى من أحدهم !! فحدثت طفرة بالمُجتمع وأكتملت أركانها مع السياسات المُتلاحقة ، فقد أكمل نظام مُبارك ما بدأ السادات من تديين للدولة ، فعلى سبيل المثال تم وضع لافتات بالمواصلات العامة والطرقات تحث على الحجاب وأنه عفة وتنبذ التبرج والمقصود هنا بالتبرج هو عدم تغطية المرأة لشعرها!! وبالفعل أستطاعوا حجب المرأة زياً ، وهذا عن النظم التى ظننا أنها مدنية ، فما بالكم بالنظم الدينية ، فنرى أنهم لم يكتفوا بحجب المرأة زياً كما فعل أسلافهم ، فحسب بل يعملون على حجبها وتهميشها عملياً أيضاً ، فأعتقد أن هذا هو شغلهم الشاغل فى الأيام المقبلة ، فمثلاً فى الأيام القليلة الماضية أعلن مجلس الشورى أنه يُحمل الفتيات مسئولية حدوث التحرش الجنسى ، وبعضهم صرح بأن خيام التحرير تحولت إلى وكر للدعارة !! وأن نساء التحرير يبغون الإغتصاب !! وعلى الجانب الآخر قد صرح قيادى إخوانى مُتطاولاً على المرأة قائلاً “أن نساء مصر لصقن الطين بنهودهن لتكبيرها” وقد خرج علينا رئيس الوزراء الإخوانى فى خطاباً له والذى أحدث ضجة ودوى وإستياء الرأى العام ، وردود أفعال غاضبة عندما صرح بأن نساء بنى سويف يتم إغتصابهن فى الحقول ، وإن الأمهات المُرضعات هناك لاتنظفن صدورهن قبل الرضاعة مما يتسبب فى الإسهال للرضع ،وكأنه لا يوجد من كبائر وعظائم الأمور ما يشغله سوى التحدث عن مثل هذه الأمور الخاصة بالمرأة التى لايصح التحدث فيها ولاسيما من رئيس وزراء دولة كبيرة مثل مصر، وخاصة فى ظل الظروف الراهنة التى تجتاح البلاد وقد بدت مصر معها على حافة الهاوية .
4- ما هو دورنا في حماية المرأة من تلك الانتهاكات التي فاقت جميع التصورات والتي أصبح الرجل وكأنه العدو اللدود للمرأة وكيف يفترض أن تكون ردود افعالنا لمعالجة هذه الظاهرة السلبية؟
– الرجل ليس فى كل الأحوال عدواً للمرأة حتى لا نظلم جميع الرجال فمنهم من يدافعون عن النساء أكثر من النساء أنفسهن ولنا فى ذلك ما فعله قاسم أمين من أجل المرأة ، لكن مايحدث من تجاوزات وتطاولات ضد المرأة هو من فئات مُعينة من الرجال أو بالأحرى ممن ينتمون ” لجنس الرجال” فاللوم لايقع على عاتق رجل الشارع فقط الذى ربما يكون له دور بسلبيته ، أو بإصغاؤه لأقوال شاذة وسلبية عن المرأة ربما تأتى على هواه !! لكن النصيب الأكبر يقع على عاتق من يبثون سمومهم لدسها بعقول الناس عبر القنوات الدينية وممن يطلقون على أنفسهم شيوخاً من خلال فتاويهم المُستبيحة وإنتهاكهم لأعراض النساء ، وإنعدام حياءهم والتحدث فى خصوصيات المرأة وإستباحة الكلام الخادش للحياء وكأنهم يعرون المرأة ويصفون جسدها بدقة وكل شئ بها تحت ستار الدين !! بخلاف السب وإتهام الحرائر والفُضليات بالعرى ووصفهن بأنهن عاهرات لمُجرد تواجدهن بالمظاهرات.
– فالعلاج الأمثل من وجهة نظرى يكمن فى شئ واحد هو إهتمام المؤسسات المُهتمة بشؤون وحقوق المرأة بمُقاضاة كل من يسب أو يتهم المرأة عموماً وكل من يتطاول أويُحرض عليها أو من يعمل على التقليل من شأنها أو محاولة سلبها أشياء قد أكتسبتها عبر كفاح سنوات طويلة ، فربما يكون مُلاحقة هؤلاء قضائيا هو الحل الأمثل لردع هؤلاء وقطع إلسنتهم التى لها أكبر الأثر فى تدمير هذا المُجتمع وتدهور أخلاقياته ، فهم الأيدى العابثة التى تُستخدم لإتمام خطة بعينها ، فهؤلاء الناطقين بالسفاهات يتم الزج بهم لتضييق الخناق على المرأة لذا يجب ردعهم حتى لا تتفشى الظاهرة ويزيد أعداد المُناهضون للمرأة .
5- هل هناك علاقة جدلية بين الكبت الجنسي ومضامين وأساليب التعليم والثقافة السائدة والمتدنية في الدول العربية ، ومنها إعتماد قاعدة الفصل بين الجنسين في مراحل التعليم المختلفة؟
– حقاً هذا له دور لا بأس به ، فنجد أكثر البلدان التى تنتشر بها ظاهرة التحرش والعنف الجنسى والبدنى ضد المرأة هى البلدان التى تفصل بين الجنسين ، فينظر الرجل للمرأة وكأنها مخلوق غريب يريد التعرف عليه وعلى عالمه وأسراره !! ، فى حين أنه لو تربى الولد مع البنت بنفس الطريقة وإعطاء الثقة للبنت كالولد وتثبيت فكرة أن المرأة هى شقيقته وأمه وزوجته وأخته مُستقبلاً لشب على إحترامها ، فما الذى يمنع أن يكون هناك نوع من الإختلاط فى مراحل التعليم مع وجود رقابة وبث الوعى للبنات والأولاد وحينها سيشعر الولد أن المرأة التى يراها بالشارع هى زميلته التى كانت معه بالدراسة فيصبح الأمر عادى بالنسبة له.
6- هل من علاقة بين اتساع ظاهرة الحجاب و”الصحوة الدينية” وتفاقم ظاهرة التحرش بالنساء, وخاصة بعد وصول التيارات الإسلامية إلى السلطة في عدد من الدول العربية؟
– نلاحظ أنه كلما إلتزمت المرأة بالإحتشام الزائد كمن ترتدن الحجاب والنقاب ، وكلما أخفت المرأة جسدها كلما زاد شغف بعض الرجال لرؤية ما هو مستوراً عن العيون !! فالمرأة فى كثير من البلدان العربية أختبأت تحت الملابس وغطت شعرها، فلم يعد يظهر منها شيئاً مُثيراً أوحتى غير مُثير، ومع ذلك لانسمع عن التحرش وزيادة عدد حالات الإغتصاب إلا فى دول الشرق ، فزى المرأة الشديد الإحتشام لم يحميها من الإنتهاكات الجنسية التى تحدث لها ، بعكس بلاد الغرب التى يُشاع عنها بإنتشار الفحشاء ، فحتى لو كان هذا الأمر صحيحاً فيحدث هذا بإرادة الأشخاص ذاتهم وليس عن غصب ، لذا من باب أولى أن نعلم الذكور كيفية إحترام الإناث وأنهن ليسو بمخلوقات غريبة أوكائنات فضائية سقطت عليهم من كوكب زُحل!!
7- لا يعبر سكوت أو مشاركة النخب الحاكمة في الدول العربية في الموقف من المرأة وحقوقها عن تدهور فعلي في مستوى الوعي الإجتماعي وهيمنة الفكر اليميني الرجعي والديني المتخلف على أذهان أفراد المجتمع؟
– لقد طرحت هذا خلال السطور السابقة ، فأن الأمور مُسلسلة وكل حلقة ترتبط بالآخرى ، وتترتب عليها فكل عضو بالمُجتمع مسؤول عن ما يحدث للمرأة كلاً بدوره سواء كان هذا الدور مُباشر أو غير مُباشر فمن يصمت عن الحق فهو بمثابة شريك ومُتضامن مع المُنتهكين فيشارك بسلبيته حتى لو كان المرأة ذاتها بصمتها ورِضاءها بالأمر الواقع .
8- ألا تمارس السلطات الحاكمة في الدول العربية أساليب بشعة في إبتزاز المرأة وإستغلالها وتعريضها لمزيد من الإيذاء النفسي والجسدي؟
– بالطبع هناك إبتزاز وإستغلال للمرأة ، فنلاحظ أنها تُبتز لو وقفت بجوار الرجل فى مظاهرات أو أى شئ يصب فى صالح الوطن فتنتهك حُرماتها وتتعرض بسبب ذلك للإيذاء النفسى والمعنوى بل والبدنى ، وتُستغل عندما يريد النظام الإستعانة بها وليكن.. كما حدث فى الإنتخابات والإستفتاءات عندما أرادوا منها التصويت لصالحهم .. وما شابه ذلك من إستغلال !! *وأنا مازلت أكتب هذه السطور علمت أن أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين بمصر وهم بمثابة الحزب الحاكم حالياً قاموا بضرب النساء بالمنصورة ، وهم أنفسهم من أستعانوا بالنساء فى الإنتخابات المُختلفة .. وأترك لكم التعليق ؟!!
– ولكن ما هو ملحوظ للعيان ولاسيما بعد حدوث ما يُسمى بالخريف العربى ، عفواً أقصد مايسمى بالربيع العربى !! أن التحرش أخذ شكل آخر وهو تسييس التحرش الجنسى ، أو أصبح التحرش الجنسى السياسى!!
فلاحظنا أن التحرش بميدان التحرير مُمنهج وكيف يتم الإلتفاف حول الضحية من مئات المُتحرشين وكما وصفتهن الضحايا بأنهم ذوى عيون “ميتة” والمقصود هنا أنهم بلا رحمة أو شفقة بمن تقع بين أنيابهم ، وكأنهم مُضرَبون على هذا الفعل البشع فلايعرفون دين أو رحمة ، لدرجة أنهم يستخدمون آلات حادة لضرب الضحية ، بل وصل الأمر لضربهن بالآلات الحادة فى أعضاءهن التناسلية وهذا حسب تقرير لإحدى الناشطات المُهتمة بشؤون المرأة !!
– فواضح أن التحرش هنا له أبعاد سياسية فى محاولة لتخويف وترهيب المرأة حتى لا تعود مرة آخرى للتظاهر سواء هى أو من تسمع عن ما حدث لأمثالها من المُتظاهرات فيمتنعن عن التظاهر !!
9- كيف يتسنى للمرأة حشد طاقاتها وطاقات الرجال المتنورين لصالح الدفاع عن المرأة وحقوقها وحمايتها من اعتداءات “الفحولة” الفاحشة؟
– بالتعاون مع الرجال ذوى العقول المتنورة ، والعمل على تنسيق العمل والوقوف ضد أى إنتهاكات تحدث للمرأة بصرامة وجدية سواء كانت إنتهاكات باللفظ أو بالفعل أو بالتهميش أوالتقليل من شأنها ، وليس فقط إنتقاد مايحدث ، بل يجب الوقوف وقفة حاسمة وتجهيز مشروعات قوانين تضمن حقوق المرأة على مدار الأنظمة المُختلفة حتى لا يتثنى لفصيل مُعين يأتى إلى الحكم بأن يسلب المرأة مُكتسباتها أو حقوقها ويمنح ويمنع حسب أغراضه وحسبما يروق له ، ووفقا لمصالحه السياسية ، إلى أن نجد أنفسنا فى دائرة مُغلقة فنبدأ مع كل نظام جديد من أول السطر ونعود لأول نقطة بدأنا منها !!
10- ما هي الأساليب الناجحة لنضال المرأة في المرحلة الراهنة وكيف يمكن تعبئة قوى المجتمع لصالح العيش المشترك القائم على المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات؟
– يجب العمل أولاً على نشر ثقافة أن المرأة مثل الرجل ” معين نظيره” كما قال الكتاب المقدس وليس أقل منه ونحاول إزالة إنطباع الرجل بأن المرأة كائن بلا شعور ، فيجب تربية النشأ من جديد ، يليه العمل والإصرارعلى ردع هؤلاء المُجرمون والتى أعتقد أنهم يفتقدون الرجولة كصفات فحسب بل يفتقدون الذكورة كجنس فهؤلاء مرضى نفسيون أو مرضى أمراض الذكورة لذا يحاولون إثبات عكس ذلك من تلك المُحاولات الدنيئة

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا