الدكتورة آمنة بلعلى أستاذة بجامعة تيزي وزو ورئيسة مخبر تحليل الخطاب، لها العديد من المؤلفات، من بينها: «تحليل الخطاب الصوفي في ضوء المناهج النقدية المعاصرة»
و«سيمياء الأنساق؛ تشكلات المعنى في الخطابات التراثية» و«خطاب الأنساق الشعر العربي في الألفية الثالثة»، الذي ظفرت من خلاله بجائزة الباحة في 2014. كما نظمت عبر مخبرها الملتقى الأول حول آسيا جبار بالجزائر سنة 2013. «المساء» التقت بالدكتورة وأجرت معها هذا الحوار:
❊ هل لك أن تحدثينا عن مهام مخبر تحليل الخطاب الذي ترأسينه والتابع لجامعة تيزي وزو؟
❊❊ تم اعتماد مخبر تحليل الخطاب بجامعة تيزي وزو سنة 2003، وبدأنا العمل سنة 2006 بإنشاء فرق فعلية تتكون من طلبة دراسات عليا وأساتذة من قسم اللغة العربية وآدابها، وقد تم في نفس السنة إنشاء مجلة الخطاب، التي اخترنا لها هذه التسمية تيمنا بمجلة سابقة تحمل نفس العنوان، كان يشرف عليها اللساني والمترجم محمد يحياتين من قسم اللغة العربية.
تتناول المجلة مواضيع تختص في تحليل الخطاب في ضوء الدراسات المعاصرة؛ باعتبار أنه تخصص جديد في مجال الدراسات ليس فقط المتعلقة بالأدب، بل حتى تلك التي تمس ظواهر مختلفة؛ حيث نجد الخطاب في الفلسفة والتاريخ وغيرهما.
وفي هذا السياق، كان ميشال فوكو ومحمد أركون وغيرهما مختصين في تحليل الخطاب، هذا الأخير الذي جاء لتطوير الفلسفة وكذا المناهج النقدية التقليدية أو السياقية؛ لذلك نحن في المخبر نحاول أن نعطي دفعا جديدا للدراسات الجزائرية في مجال تحليل الخطابات بكل أنواعها؛ السياسية والدينية والاجتماعية والتعليمية والأدبية.
وبما أننا في قسم الأدب يجب أن ننفتح على المجتمع لأن الضرورة تقتضي لذلك ، فعلى الطالب في الأدب أن لا يكون عمله مقتصرا على الدراسات الأدبية فقط من رواية وشعر، وإنما يجب أن ينفتح على الخطابات الأخرى؛ لأنه ثبت أن هذه الأخيرة تستعمل أيضا المجاز أو الصورة أو الاستعارة؛ لهذا قال أحدهم: «نحن نحيا بالاستعارات»، ويقال بأن حرب الخليج بدأت باستعارة بوش التي قالها، ولذلك نحن نوجه الطلبة إلى هذه المجالات الثرية، ليتعاملوا مع الخطابات الحية، وهو الأساس بالنسبة لنا. وهذا لا يعني أن الخطابات الأدبية الأخرى التي توفي أصحابها أو المرتبطة بالأدب القديم، هي خطابات ميتة، ولكن يجب أن نبث فيها الحياة بهذه المناهج الجديدة التي تستمد آلياتها من اللسانيات أولا، وكذا من الأنثربولوجيا والتاريخ والفلسفة، وهي معارف يتغذى منها تحليل الخطاب، لكي نجعل الدارس في مجال اللغة والأدب منفتحا على كل المجالات، ويسهم بطريقة أو بأخرى في تحليل هذه الخطابات التي ترد إلى المتلقي كل يوم لكي يحلل مضامينها واستراتيجيها الخطابية ومقاصد أصحابها، ويكشف عن المضمرات والمسكوت عنه وغيرها من الموضوعات المهمة في هذا المجال.
❊تحولت مجلة تحليل الخطاب إلى فصلية بعد أن كانت تصدر كل ستة أشهر، كيف جرى هذا التحويل؟
❊❊نعم كانت مجلة تحليل الخطاب تصدر كل ستة أشهر لأسباب تقنية وعلمية، وهذا لكي نتمكن من اختيار المقالات الأفضل في مجال البحث العلمي، ونفتح المجال لأكبر عدد من الباحثين ليس في الجزائر فقط وإنما في العالم لكي يشاركوا معنا، وفي نفس الوقت لكي نتريث قليلا قبل النشر، ولكن بوصول المجلة إلى مستوى علمي مهم وإلى درجة تحكيمية دولية ارتأينا ابتداء من سبتمبر الماضي جعلها ثلاثية.
❊ يضم عدد جانفي الجاري مواضيع حساسة تتمثل في الخطاب السياسي الديني، كيف تم اختيار هذا الموضوع؟
❊❊ خصصنا عدد جانفي هذا للخطاب الجزائري في مجالي السياسة والدين، لننفتح على هذه الخطابات. ونحاول أن نجيب على عدة أسئلة مثل: ما الذي يقولهالجزائريون؟ كيف يتحدث الجزائريون؟ ما الذي يريدون أن يبلغوه للمجتمع الجزائري؟ وغيرها، وهذا لكي نعرف كيف نفكر، وهذا هو الأساس، وبالتالي نتمنى أن الموضوعات التي تنشر على هذا الأساس تكون مفيدة لكل الجزائريين في مجال البحث العلمي.
❊ في زمن التقشف، هل يمكن أن تفقد المجلة مجانيتها بالنسبة للقراء؟
❊❊ مخابر الجامعات ليس لها سياسة اقتصادية، ولكن يفترض في المستقبل مع سياسة التقشف والظروف المادية، أن تتخذ إجراءات وقرارات أخرى بالنسبة للمخابر لكي تتمكن من تمويل نفسها بنفسها، وربما ستكون المجلة إحدى الوسائل التي تسهم في تمويل المخبر، ولكن إلى حد الآن توزع بالمجان على الطلبة والباحثين، كما نجد المجلة في موقع جامعة تيزي وزو، علاوة على كونها ورقية أيضا وتصدر ب 500 نسخة.
❊ في وقت كثر الحديث عن الأديبة آسيا جبار وتنظيم جائزة باسمها، كنتم أول جهة تنظم ملتقى حولها، حدثينا عن الموضوع؟
❊❊ نظم مخبر تحليل الخطاب أول ملتقى عن آسيا جبار في الجزائر سنة 2003، وهذا لأن مخبر تحليل الخطاب وقسم اللغة العربية بتيزي وزو منفتح على اللغات الأجنبية. وهناك العديد من الطلبة الذين سجلوا في الأدب المكتوب باللغة الفرنسية، ولهذا فكرنا في تنظيم ملتقى حول آسيا جبار.
وصادف أن التقينا برئيسة جمعية أصدقاء آسيا جبار في فرنسا، أمال شواتي. وتم الاتفاق معها، فكان هناك نوع من التوأمة، مكنتنا من التعرف على كل الباحثين في العالم الذين يشتغلون على آسيا جبار من مترجمين وباحثين، ولذلك شاركت معنا مجموعة من الأستاذة والباحثين تقريبا من كل أقطار العالم، من أمريكا، اليابان،فرنسا، إنجلترا، كاليدونيا الجديدة، تونس وغيرها. كان ذلك يوما احتفائيا بآسيا جبار، وتمكنا من لفت انتباه الباحثين الدين يدرسون باللغة العربية وكذا الباحثين في الرواية الجزائرية، إلى هذه الأيقونة في مجال الإبداع الروائي التي ارتبطت بالجزائر والتاريخ الجزائري، فكان التاريخ والمرأة الجزائرية من علامات الكتابة عند آسيا جبار، التي احتفينا بها ووجهنا الاهتمام لها، والدليل على ذلك انطلاق الكثير من الباحثين في الكتابة عنها وإعداد مذكرات تخرج حول أدبها. وفي نفس الوقت تردم هذه الهوة التي كنا نلاحظها بين القراء بالعربية وبالفرنسية، فكنا نعتقد أن الذين يقرأون باللغة العربية لا يقرأون بالفرنسية، والعكس صحيح، ولكن نحن المعرَّبون، على الأقل، نقرأ الأدب المكتوب باللغة الفرنسية؛ لأنه جزء من هويتنا وإبداعنا.
❊ما رأيك حول جائزة آسيا جبار التي نظمت مؤخرا من طرف الوكالة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية؟
❊❊ شيء جميل جدا أن ننشئ هذا النوع من الجوائز، خاصة حينما تكون حول علم من أعلام الإبداع الجزائري مثل آسيا جبار، وهكذا سيتحفز المبدعون الروائيونالجزائريون في مجال الكتابة ليقتفوا آثار آسيا جبار.
هذه سنّة حميدة تقوم بها كل الدول، ونحن في الجزائر بدأنا نهتم بهذا النوع لا أقول الإشهار، إنما المحفزات العلمية والإبداعية التي تؤكد أن المشهد الثقافي، يجب أن يقوم على سياسة رشيدة ترتكز على عدة أعمدة من بينها التحفيزات، لأن الأدب هو عبارة عن سوق تقتضي المنافسة، والمنافسة تقتضي بدورها الجانب المادي، لهذا شيء طبيعي أن يكون هناك نوع من الجوائز تمكن الباحثين من التباري في مجال الإبداع.
❊ هل هناك ملتقى ثان في الأفق؟
❊❊نعتزم تنظيم ملتقى آخر حول الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية والرواية الجزائرية المكتوبة بين الضفتين حتى نقارن بين من يكتبون باللغة العربية ومن يكتبون باللغة الفرنسية، ونرى إن كانت الاهتمامات هي نفسها وكذا الطرائق الموضوعات، أم أن هناك اختلافا خاصة في الوقت الحاضر، الذي نشهد فيه عودة واستعادة للصورة الكولونيالية وأشياء كثيرة تهتم بها الرواية في هذا المجال.
❊ماذا عن مؤلفات الدكتورة آمنة بلعلى؟
❊❊ لدي بعض المؤلفات في مجال تحليل الخطاب الشعري منذ 1996، وقد نشرت أولى أعمالي في ديوان المطبوعات الجامعية، «أبجديات القراءة النقدية مشروع البعث» و«الانفصام في الشعر العربي المعاصر» و«أثر الرمز في القصيدة المعاصرة»، بعد ذلك نشرت كتابا حول تحليل الخطاب الصوفي عن منشورات «اختلاف»، ثم كتابا آخر في أسئلة المنهجية موجها للطلبة الجامعيين بالدرجة الأولى، ثم كتاب «سيمياء الأنساق أو البحث عن الجذور السيميائية في تراثنا»، فكتاب» خطاب الأنساق الشعر العربي في الألفية الثالثة»، وهو الذي نلت عليه جائزة الباحة في 2014. كما ترجمت رواية «سانت أوغسطين في الجزائر» لكبير عمي إلى اللغة العربية، عن منشورات ألفا.
نشر في المساء الجزائرية
و«سيمياء الأنساق؛ تشكلات المعنى في الخطابات التراثية» و«خطاب الأنساق الشعر العربي في الألفية الثالثة»، الذي ظفرت من خلاله بجائزة الباحة في 2014. كما نظمت عبر مخبرها الملتقى الأول حول آسيا جبار بالجزائر سنة 2013. «المساء» التقت بالدكتورة وأجرت معها هذا الحوار:
❊ هل لك أن تحدثينا عن مهام مخبر تحليل الخطاب الذي ترأسينه والتابع لجامعة تيزي وزو؟
❊❊ تم اعتماد مخبر تحليل الخطاب بجامعة تيزي وزو سنة 2003، وبدأنا العمل سنة 2006 بإنشاء فرق فعلية تتكون من طلبة دراسات عليا وأساتذة من قسم اللغة العربية وآدابها، وقد تم في نفس السنة إنشاء مجلة الخطاب، التي اخترنا لها هذه التسمية تيمنا بمجلة سابقة تحمل نفس العنوان، كان يشرف عليها اللساني والمترجم محمد يحياتين من قسم اللغة العربية.
تتناول المجلة مواضيع تختص في تحليل الخطاب في ضوء الدراسات المعاصرة؛ باعتبار أنه تخصص جديد في مجال الدراسات ليس فقط المتعلقة بالأدب، بل حتى تلك التي تمس ظواهر مختلفة؛ حيث نجد الخطاب في الفلسفة والتاريخ وغيرهما.
وفي هذا السياق، كان ميشال فوكو ومحمد أركون وغيرهما مختصين في تحليل الخطاب، هذا الأخير الذي جاء لتطوير الفلسفة وكذا المناهج النقدية التقليدية أو السياقية؛ لذلك نحن في المخبر نحاول أن نعطي دفعا جديدا للدراسات الجزائرية في مجال تحليل الخطابات بكل أنواعها؛ السياسية والدينية والاجتماعية والتعليمية والأدبية.
وبما أننا في قسم الأدب يجب أن ننفتح على المجتمع لأن الضرورة تقتضي لذلك ، فعلى الطالب في الأدب أن لا يكون عمله مقتصرا على الدراسات الأدبية فقط من رواية وشعر، وإنما يجب أن ينفتح على الخطابات الأخرى؛ لأنه ثبت أن هذه الأخيرة تستعمل أيضا المجاز أو الصورة أو الاستعارة؛ لهذا قال أحدهم: «نحن نحيا بالاستعارات»، ويقال بأن حرب الخليج بدأت باستعارة بوش التي قالها، ولذلك نحن نوجه الطلبة إلى هذه المجالات الثرية، ليتعاملوا مع الخطابات الحية، وهو الأساس بالنسبة لنا. وهذا لا يعني أن الخطابات الأدبية الأخرى التي توفي أصحابها أو المرتبطة بالأدب القديم، هي خطابات ميتة، ولكن يجب أن نبث فيها الحياة بهذه المناهج الجديدة التي تستمد آلياتها من اللسانيات أولا، وكذا من الأنثربولوجيا والتاريخ والفلسفة، وهي معارف يتغذى منها تحليل الخطاب، لكي نجعل الدارس في مجال اللغة والأدب منفتحا على كل المجالات، ويسهم بطريقة أو بأخرى في تحليل هذه الخطابات التي ترد إلى المتلقي كل يوم لكي يحلل مضامينها واستراتيجيها الخطابية ومقاصد أصحابها، ويكشف عن المضمرات والمسكوت عنه وغيرها من الموضوعات المهمة في هذا المجال.
❊تحولت مجلة تحليل الخطاب إلى فصلية بعد أن كانت تصدر كل ستة أشهر، كيف جرى هذا التحويل؟
❊❊نعم كانت مجلة تحليل الخطاب تصدر كل ستة أشهر لأسباب تقنية وعلمية، وهذا لكي نتمكن من اختيار المقالات الأفضل في مجال البحث العلمي، ونفتح المجال لأكبر عدد من الباحثين ليس في الجزائر فقط وإنما في العالم لكي يشاركوا معنا، وفي نفس الوقت لكي نتريث قليلا قبل النشر، ولكن بوصول المجلة إلى مستوى علمي مهم وإلى درجة تحكيمية دولية ارتأينا ابتداء من سبتمبر الماضي جعلها ثلاثية.
❊ يضم عدد جانفي الجاري مواضيع حساسة تتمثل في الخطاب السياسي الديني، كيف تم اختيار هذا الموضوع؟
❊❊ خصصنا عدد جانفي هذا للخطاب الجزائري في مجالي السياسة والدين، لننفتح على هذه الخطابات. ونحاول أن نجيب على عدة أسئلة مثل: ما الذي يقولهالجزائريون؟ كيف يتحدث الجزائريون؟ ما الذي يريدون أن يبلغوه للمجتمع الجزائري؟ وغيرها، وهذا لكي نعرف كيف نفكر، وهذا هو الأساس، وبالتالي نتمنى أن الموضوعات التي تنشر على هذا الأساس تكون مفيدة لكل الجزائريين في مجال البحث العلمي.
❊ في زمن التقشف، هل يمكن أن تفقد المجلة مجانيتها بالنسبة للقراء؟
❊❊ مخابر الجامعات ليس لها سياسة اقتصادية، ولكن يفترض في المستقبل مع سياسة التقشف والظروف المادية، أن تتخذ إجراءات وقرارات أخرى بالنسبة للمخابر لكي تتمكن من تمويل نفسها بنفسها، وربما ستكون المجلة إحدى الوسائل التي تسهم في تمويل المخبر، ولكن إلى حد الآن توزع بالمجان على الطلبة والباحثين، كما نجد المجلة في موقع جامعة تيزي وزو، علاوة على كونها ورقية أيضا وتصدر ب 500 نسخة.
❊ في وقت كثر الحديث عن الأديبة آسيا جبار وتنظيم جائزة باسمها، كنتم أول جهة تنظم ملتقى حولها، حدثينا عن الموضوع؟
❊❊ نظم مخبر تحليل الخطاب أول ملتقى عن آسيا جبار في الجزائر سنة 2003، وهذا لأن مخبر تحليل الخطاب وقسم اللغة العربية بتيزي وزو منفتح على اللغات الأجنبية. وهناك العديد من الطلبة الذين سجلوا في الأدب المكتوب باللغة الفرنسية، ولهذا فكرنا في تنظيم ملتقى حول آسيا جبار.
وصادف أن التقينا برئيسة جمعية أصدقاء آسيا جبار في فرنسا، أمال شواتي. وتم الاتفاق معها، فكان هناك نوع من التوأمة، مكنتنا من التعرف على كل الباحثين في العالم الذين يشتغلون على آسيا جبار من مترجمين وباحثين، ولذلك شاركت معنا مجموعة من الأستاذة والباحثين تقريبا من كل أقطار العالم، من أمريكا، اليابان،فرنسا، إنجلترا، كاليدونيا الجديدة، تونس وغيرها. كان ذلك يوما احتفائيا بآسيا جبار، وتمكنا من لفت انتباه الباحثين الدين يدرسون باللغة العربية وكذا الباحثين في الرواية الجزائرية، إلى هذه الأيقونة في مجال الإبداع الروائي التي ارتبطت بالجزائر والتاريخ الجزائري، فكان التاريخ والمرأة الجزائرية من علامات الكتابة عند آسيا جبار، التي احتفينا بها ووجهنا الاهتمام لها، والدليل على ذلك انطلاق الكثير من الباحثين في الكتابة عنها وإعداد مذكرات تخرج حول أدبها. وفي نفس الوقت تردم هذه الهوة التي كنا نلاحظها بين القراء بالعربية وبالفرنسية، فكنا نعتقد أن الذين يقرأون باللغة العربية لا يقرأون بالفرنسية، والعكس صحيح، ولكن نحن المعرَّبون، على الأقل، نقرأ الأدب المكتوب باللغة الفرنسية؛ لأنه جزء من هويتنا وإبداعنا.
❊ما رأيك حول جائزة آسيا جبار التي نظمت مؤخرا من طرف الوكالة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية؟
❊❊ شيء جميل جدا أن ننشئ هذا النوع من الجوائز، خاصة حينما تكون حول علم من أعلام الإبداع الجزائري مثل آسيا جبار، وهكذا سيتحفز المبدعون الروائيونالجزائريون في مجال الكتابة ليقتفوا آثار آسيا جبار.
هذه سنّة حميدة تقوم بها كل الدول، ونحن في الجزائر بدأنا نهتم بهذا النوع لا أقول الإشهار، إنما المحفزات العلمية والإبداعية التي تؤكد أن المشهد الثقافي، يجب أن يقوم على سياسة رشيدة ترتكز على عدة أعمدة من بينها التحفيزات، لأن الأدب هو عبارة عن سوق تقتضي المنافسة، والمنافسة تقتضي بدورها الجانب المادي، لهذا شيء طبيعي أن يكون هناك نوع من الجوائز تمكن الباحثين من التباري في مجال الإبداع.
❊ هل هناك ملتقى ثان في الأفق؟
❊❊نعتزم تنظيم ملتقى آخر حول الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية والرواية الجزائرية المكتوبة بين الضفتين حتى نقارن بين من يكتبون باللغة العربية ومن يكتبون باللغة الفرنسية، ونرى إن كانت الاهتمامات هي نفسها وكذا الطرائق الموضوعات، أم أن هناك اختلافا خاصة في الوقت الحاضر، الذي نشهد فيه عودة واستعادة للصورة الكولونيالية وأشياء كثيرة تهتم بها الرواية في هذا المجال.
❊ماذا عن مؤلفات الدكتورة آمنة بلعلى؟
❊❊ لدي بعض المؤلفات في مجال تحليل الخطاب الشعري منذ 1996، وقد نشرت أولى أعمالي في ديوان المطبوعات الجامعية، «أبجديات القراءة النقدية مشروع البعث» و«الانفصام في الشعر العربي المعاصر» و«أثر الرمز في القصيدة المعاصرة»، بعد ذلك نشرت كتابا حول تحليل الخطاب الصوفي عن منشورات «اختلاف»، ثم كتابا آخر في أسئلة المنهجية موجها للطلبة الجامعيين بالدرجة الأولى، ثم كتاب «سيمياء الأنساق أو البحث عن الجذور السيميائية في تراثنا»، فكتاب» خطاب الأنساق الشعر العربي في الألفية الثالثة»، وهو الذي نلت عليه جائزة الباحة في 2014. كما ترجمت رواية «سانت أوغسطين في الجزائر» لكبير عمي إلى اللغة العربية، عن منشورات ألفا.
نشر في المساء الجزائرية