-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

مايكل انجلو “أشعار الحب الشاذ” ترجمة وتقديم جليل حيدر

هذا الكتاب الذي عثرت عليه في إحدى محلات بيع الكتب القديمة، بالنسبة لي، إكتشاف. لم أكن أعرف ان مايكل انجلو إضافة إلى عبقريته في الرسم، والنحت، وفن العمارة،
هو شاعر وله هذا الكم من القصائد.
ترجم سفيركر أوستروم عن الإيطالية كتاب “مايكل انجلو – قصائد حب” إلى السويدية وصدر عن دار نشر”ليند-و-كو” عام 2006 مع مقدمة طويلة وافية في حياة ونتاج وكتابة الفنان. هنا أترجم مقاطع من المقدمة، وبعض القصائد التي تكشف مدى هيام العاشق بمعشوقه. يقول أوستروم:
“مايكل أنجلو باوناروتي أشتهر عموما كأعظم فنان في العالم، وأضيفت عليه صبغة ألوهية كعبقري في النحت، في الرسم، وفي العمارة، لكن لم يعرف إلا نادرا، كشاعر. فقد ترك لنا أكثر من 300 قصيدة كتبها على شكل سوناتات، ورسائل حب، وهوامش، وتعليقات، وزعها على أصدقائه ومعارفه، ولم ينشر أي نص منها من هذه المجموعة في حياته، وظلت بين أيدي هؤلاء. وباستثناء ما فعله حفيده من أخيه الذي نشر بعض القصائد بعد رحيل أنجلو بعدة سنوات، حيث حوّل الضمير من المذكر إلى المؤنث لتبدو القصائد كأنها غزل في المرأة، لم ينشر شيء من شعره. أما في عام 1905 فقد نشرت عدة قصائد إلى السويدية من ترجمة كاتب مغمور بعنوان “قصائد حب من مايكل أنجلو” لكن وفي عام 1962 وتحت عنوان” قصائد كلاسيكية إيطالية” يترجم الكاتب أندرس أوسترلينغ قصيدتين كانتا الإنتباهة التي أشارت وأعلنت هذا الشعر المحموم بالحب أمام العالم”
يضيف أوستروم: لم يهتم أنجلو يمنح قصائده وسوناتاته عناوين، لذلك عندما فكّر العالم الأدبي الإيطالي ريكاردي بالكتابة عن القصائد لجأ إلى ترقيمها من 1 حتى 302 ومن هذه المجموعة بالذات ترجمتُ شعر مايكل أنجلو”

الحبيب الوسيم
هنا سأتجاوز الكثير مما هو معلوم عن حياة ونتاج أنجلو وتواريخ أعماله وانشغالاته الفنية، لأركز على شعره وبواعثه في الحب الشاذ وغرامه بالشباب، وما أججه مثل هذا الغرام والهيام من اندفاعات شعرية، حتى إن أوستروم يؤكد حالة الشذوذ الواضح عنده.
بين العامين1531-32 إلتقى أنجلو شاباً وسيماً في الثالثة والعشرين من عمره، ينتمي إلى إحدى العائلات الكبيرة واسمه توماسو كافاليري “صورته من رسم أنجلو على غلاف الكتاب”، وفي تلك اللحظة التي رآه فيها وقع في حبه، وفوراً، وبعد أيام قلائل بدأ يبعث له قصائد عشق، رسائل هيام، وتخطيطات إيروتيكية. ومع إنه كان من النادر أن يرسم لأشخاص أحياء في حياته، إلا أنه لم يتردد، وباستمرار من رسم وتخطيط حبيبه الشاب الحلو. كان واضحاً شذوذه الجنسي، فلم يكن متزوجاً، ولم يحدث أن ارتبط بعلاقة مع إمرأة، بل وعلى العكس، كان مرتبطاً مع عدد من الشباب الوسيمين، وهو في عمر الخامسة والستين.
في رسالة لأحد أصدقائه في فلورنسا كتب:
“لو اختفى توماسو من ذاكرتي، فسوف أسقط أرضاً، وأموت” بينما يكتب لحبيبه:
“دع الساعات والأوقات تقف ثابتة
والشمس تقف في مسارها القديم”
هنا أيضاً لا بد من الإشارة إلى أنني بحثت في الإنترنت عن شعر مترجم له إلى العربية، فلم أجد سوى سطرين يتكرران في كل بحث ومقال. بمعنى ان كتابتي وترجمتي هي المرة الأولى لشعر مايكل أنجلو في العربية.
-176-
جمالكَ
ليس بحاجةٍ إلى قيدٍ
كي تقيدني
أتذكر تماماً، إن طرفة عينٍ منك تكفي
لأكون كبش القربان
وعبداً إلى الأبد.
لا بدّ لهذا القلب الممزق أن يركع
لكل تلك الآلام اللانهائية
لكن لا أحد يصدق
إن شخصاً مأخوذاً بعينيكَ الجميلتين
بدا غصنهُ اليابس سريع الإشتعال
يخضّرُ فجأة.
-37-
هكذا
مثل حطبٍ وريحٍ
تشعلهما النارُ عالياً
استمّد حياتي من قاتلي
إذ يجرحني، يشفيني
وحين يؤذيني، يحميني
برقته.
-36-
توّاً، وهنا
كان حبي الذي اختطف قلبي
هنا كان
كعينيكَ الجميلتينِ
بدايةً منحني حنانهُ، ثمّ
انتزعه مني
…..
هنا كبلْتّني
وهنا أطلقتَ سراحي
رثيتُ نفسي وأنا أراك
تقطف من روحي
مالم أستطع استرجاعه.
-72-
لو يتحدث القلبُ عبر العيون
حيث لا طريقة أفضل للإنفتاح
على حبيّ السعيد
آملُ أن يكون كافياً.
أراقبكَ كي أحرسكَ صديقي الحبيب
ربما يكون لروحكَ وقعٌ لاذعٌ أكثر
مما أعتقد
عندما رأيتُ اللهب الخارق الذي يبتلعني
ولذلك استنجدُ بالرحمة
كالغفران الذي يتدفقُ على المصلّين
وإذ يحدث ذاك
دع الساعات والأوقات تقفُ مكانها
والشمسُ تقفُ في مسارها القديم.
شاعر ومترجم عراقي، مالمو – السويد
 jalil344@hotmail.com

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا