نظمت جريدة العالم الامازيغي بمناسبة عيد ميلادها 21 لقاء تقديم الكتاب المعنون بالأمازيغية في التعليم المدرسي بالمغرب لكاتبته فاطمة اكناو، وذلك بتنسيق مع الهيئة الوطنية لأطر التربية والتكوين التجمعيين، اليوم الجمعة 27 ماي بمقر حزب التجمع الوطني للاحرار بالرباط، ابتداء من الساعة الرابعة.
افتتحت الاعلامية امينة ابن الشيخ اللقاء بنبذة حول اهتمامات جريدة العالم الامازيغي، ومسارها النضالي ومواكبتها التطور الذي مر منه ملف الأمازيغية منذ صدورها بتاريخ 30 ماي 2001، وذلك بمناسبة عيدها 21، وقدمت كل من الكاتبة فاطمة اكناو المحتفى بكتابها، والاستاذ عبد السلام خلفي مدير مركز الأبحاث الديداكتيكية والبرامج التربوية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والإطار التربوي والفاعل الاأمازيغي، أمين مال الهيئة الوطنية لأطر التربية والتكوين التجمعيين، مصطفى اوموش، ثم شكرت رئيس الحكومة السيد عزيز اخنوش على الأهمية التي اولاها لملف الأمازيغية وحزب التجمع الوطني للاحرار على توفير المقر.
بينما قدم الاستاذ سفيان اعزوزا الهيئة الوطنية لأطر التربية والتكوين التجمعيين التي تحمست لتقديم قراءة في كتاب تدريس الامازيغية للاستاذة فاطمة اكناو، وتقديرا للجريدة المناضلة كذلك، مع تأكيد أمل الهيئة في الحكومة الجديدة، التي جعلت ملف الأمازيغية من اولوياتها، كما قال “خاصة وانها وضعت الاستاذة المناضلة امينة ابن الشيخ مستشارة في شؤون الامازيغية”.
وجاء في تقديم الاستاذ عبد السلام خلفي شكر خاص للاستاذة امينة ابن الشيخ على نضالها، ثم قدم مسار الاستاذة فاطمة اكناو، حيث نوه بتجربتها البحثية، كونها معدة أول منهاج للامازيغية، واعتبرها مناضلة خارج المؤسسة، وبرزت في هذا الميدان قبل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وقال انها تشتغل بصمت، ووضعت برامج تدريس الامازيغية للكبار والصغار، وهي حاليا بصدد الاشتعال على مشروع “اموك” التعليمي الموجه بدوره لكل راغب في تعلم اللغة الأمازيغية من جميع الفئات.
واعتبر الاستاذ خلفي تقديم قراءة في هذا الكتاب ليست كافية، ويصعب التطرق لكل ما جاء به، وحاول الاقتصار على تقديم أهمية الكتاب واشكاليته وخلاصات عامة، واعتبره مرجع وطني وعالمي في اعتماد الأمازيغية في التعليم، كونه شق نظري متعدد التخصصات عمودي وافقي، ويعرض اشكالية تدريس اللغة الامازيغية، وتم تقسيم هذه الاشكالية الى اشكاليات فرعية، واعتمدت مقاربة موضوعاتية شاملة، والكتاب هو ثمرة الدراسات التي انتجتها سابقا، والتحقق الميداني، وعملت على تحليل كل النصوص المؤطرة للتعليم الوطني، وخلص في قرائته الى خصوصية الأمازيغية واعتبارها لغة وطنية ولغة للتواصل وليس للاستئناس، وتحتاج التدريج لتصل كل المستويات والفروع، ويعد الكتاب جرد الببليوغرافي في هذا الميدان.
واشار الى البناء التدرجي على مستوى المعجم والكلمات المستجدة، وكيفية جعلها اساس مقاربة تعليم الأمازيغية دون الغاء الخصوصية الجهوية، وحسب الاستاذ خلفي الكتاب يقدم تفاصيل مهمة لكل المستويات، والكتاب يظهر أهمية تلقين اللغة الأمازيغية للطفل، وهو بمثابة اضاءة لشرح وتوضيح اليات تدريس الامازيغية، والاستاذة فاطمة اكناو، أول من شخص مكتسبات المتعلمين وحسبها قدمت توصيات لتجويد تدريس الأمازيغية.
هنأ الاستاذ مصطفى اوموش الاستاذة امينة ابن الشيخ على استمرترية جريدة العالم الأمازيغي، وعطاىها النضالي، ثم الاستاذة فاطمة اكناو على بحثها الجاد، وتحدث عن تهديد بعض الفروع الأمازيغية بالانقراض، وأكد على ان الحل هو التعليم.
في تقييمه الكتاب الأمازيغية في التعليم بالمغرب، اعتبره متكامل خاصة بعد مرور 20 سنة عن ادراج اللغة الأمازيغية، فهو تقييم شامل لتجربة تدريس الامازيغية بالمغرب، وتحدث عن التجارب التي خلقت تراكم، وأكد على أهمية الانفتاح على التجارب الرائدة في هذا المجال على المستوى العالمي، وتعرض للاشكاليات التي تعترض تدريس اللغة الأمازيغية واللغات الأخرى بالمغرب، وقال هذا الاشكال يحيلنا على اشكالية المقرر، واقصاء بعض اللهجات مثل حالة فكيك، وتحدث اوموش على ضرورة حفظ الخصوصية الجهوية في اللغة الأمازيغية، وتحدث عن تأخر عملية تعميم تدريس الأمازيغية، وذلك وفق احصائيات رسمية، بالإضافة إلى اشكالية توقيت التدريس، وعدم وجود مذكرة تنظيمية.
وأضاف اوموش معاناة الاساتذة ومدرسي اللغة الامازيغية، وطالب الوزارة بحل هذه المشاكل، وتوفير قاعة لاستاذ الأمازيغية، وتمديد مدة التدريس، رغم وجود مكتسبات وتراكمات، الا ان هذه اللغة بحاجة إلى تنزيلها، وفي اطار التوصيات، اكد على ضرورة إعادة الخلية المنظمة لتدريس الامازيغية، وتدريسها بكل المستويات داخل الوطن ولابناء الجالية المغربية بالخارج، وكذا باسلاك التعليم الخصوصي والبعثات الاجنبية، مع تعيين أساتذة اضافيين وتوفير التكوين المستمر قصد تجويد التدريس، وتحيين مقررات الدراسية بما يتماشى مع منطوق الدستور والثقافة المغربية، اعتماد يوم خطاب اجدير يوم وطني للاحتفاء بانشطة امازيغية توحي برمزية هذا اليوم لكل أمازيغي.
وشكرت الاستاذة فاطمة اكناو جريدة العالم الامازيغي داعية لها بالاستمرارية، كما شكرت الاستاذة امينة ابن الشيخ على هذه المبادرة، واكدت على الارادة الملكية السامية التي جعلت الأمازيغية على ما هي عليه الان، وقالت فعلا تدريس الامازيغية يتخلله مشاكل، لكن الأمازيغية الان لديها بيداغوجية وكتاب مدرسي وديداكتيك واستاذ…، الأمازيغية حققت مسار مهم، وهي في ايدي امينة، وراكمت تجربة كبيرة في وقت متوسط، واكدت ان البحث هو الحل للمضي قدما بالأمازيغية، كما يجب على كل الطاقات الشابة الانخراط في هذا المشروع الوطني، ثم اغنى النقاش كل من استاذات واساتذة اللغة الأمازيغية والاطر التربوية التي حضرت هذا اللقاء العلمي.