د.محمد
حمد والميتاقص في محمود درويش الثقافي البلدي
-الناصرة
الملامح ومنتشرة في عدد كبير من الأعمال الروائيّة على
امتداد
العالم العربيّ، وبشكل متزايد منذ أواخر القرن الماضي".
وقد حاورت الدكتورة لنا وهبي الدكتور الضيف حمد الباحث والمحاضر في أكاديميّة القاسميّ، حول
موضوع " الميتاقصّ في الرواية العربيّة" بحضور جمهور من الأكاديميين والباحثين
وعشّاق الثقافة والأدب.
وقد
عرّف الدكتور حمد الميتاقصّ بأنّه كتابة نقديّة داخل السياق السرديّ، فهو كتابة عن الكتابة، أو
الكتابة في مرآة نفسها، بحيث تتّخذ من نفسِها موضوعًا يتم وضعه على الحدّ الفاصل بين
النقد والأدب، وهو ظاهرة يمكن النظر إليها من ثلاثة مستويات: مستوى ما قبل النصّ،ويشمل
العتبات، كاللون الأدبيّ والعنوان، واسم المؤلّف، ودار النشر ومكانه، والإهداء والتقديم
والتظهير؛ومستوى النصّ، ويشمل عالم الكتابة
كالمؤلّف، سيرورة الكتابة وأدواتها، الشخصيّات
وعلاقتهم بالكاتب، الرقابة، الأساليب الفنّيّة كالتناصّ وتداخل الألوان الأدبيّة،
أسماء مؤلّفين ومؤلّفات، مخاطبة القارئ، محاكمة الشخصيّات للمؤلّف وغيرها. وفي هذا
المستوى تشتغل الحبكة بالكتابة كثيمات أساسيّة لها؛ ومستوى ما بعد النصّ،ويشمل الملاحق
والتذييلات الّتي تتبع العمل الأدبيّ، وتندرج فيه الدراسات والمقابلات الشخصيّة وكلّ
فعّاليّات ما بعد النهاية وما بعد القراءة.
وقد
مثّل د. حمد للظاهرة من خلال عدّة روايات، منها رواية المحاكمة لليلى العثمان، رواية
خشخاش لسميحة خريس، ورواية النجوم تحاكم القمر لحنا مينة.
وأشار
إلى إرهاصات الظاهرة في الشعر الجاهليّ والقرآن الكريم، وإلى تأثّر الرواية العربيّة
بالرواية الغربيّة، من خلال مجموعة من الروائيّين النقّاد، أمثال محمد برادة، إدوار
الخرّاط، إلياس خوري وآخرين.
كما
أشار إلى شيوع الكتابة الميتاقصّيّة لدى الكاتبات العربيّات كتقنيّة كتابيّة، هدفها
التعبير عن التمرّد على اشكال الكتابة الذكوريّة، وممارسة الحريّة في التنويع والتداخل
بين الألوان الأدبيّة، وإلى الرغبة في التركيز على الكتابة، وعلى دورهنّ ككاتبات، كجزء
من مواجهة مؤسّسة النقد الذكوريّة.
أعقب
الندوة مداخلات جادّة ساهمت في تبئير النقاش بأريحية وصفاء
يذكر
ان الشاعر مفلح طبعوني قد ركز هذه الندوة وافتتحها بكثافة مشيرا على أهمية رفع مستوى
الندوات واللقاءات الأدبية والغوص في الأعماق الإبداعية .