-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

التراث.. الفكر والقيمة: عن محمد عابد الجابري ونقاده : إصدار جديد للدكتوريحيى بن الوليد

ــ "التراث.. الفكر والقيمة: عن محمد عابد الجابري ونقاده. دراسة تحليلية"، هو عنوان أحدث إصدارات الباحث والناقد الرصين يحيى بن الوليد، والصادر مؤخراً عن مطبعة
"سليكي أخوين"، مقرها طنجة، (ط 1، 2016)، وجاء في 209 صفحة من الحجم المتوسط.
تمهيد العمل مُحرر في أصيلا، (أنظر ص 16) وليس في الرباط أو الدار البيضاء، وهذه لوحدها ميزة/ إشارة تستحق التنويه، لأن بعض الأصدقاء بعتقدون عن حسن نية أو لحاجة في أنفسهم، أن إصدار الأعمال من "المركز"، يُساعد بشكل أو بآخر على تغذية "الرأسمال الرمزي" للعمل، وهذا اعتقاد مغلوط حتى لا نتحدث عن اعتقاد فاسد.
ــ إهداء العمل يُكرس أخلاق وثقافة الاعتراف (أنظر الصورة)، ومُخصّص للأستاذ عبد السلام الجباري، حيث أشار المؤلف إلى أن الجباري كان سبباً لكي يتعرف على الجابري والعروي والخطيبي..
لو كان المؤلف متشبعاً بأخلاق التمركز على الذات والأنا ــ هي أخلاق سائدة لدى بعض الباحثين والكتاب ــ لما حرّر هذا الإهداء أساساً.
ــ العمل عبارة عن بانورما في اجتهادات محمد عابد الجابري (رحمه الله)، وبانوراما موازية في مُجمل وأهم الأعمال التي اشتغلت بالتعريف أو الشرح أو النقد، على أعمال الفقيد، بما يتطلب سفراً بحثياً ليس هيناً، لأننا إزاء لائحة عريضة من الإصدارات (كتب، دراسات، مقالات، حوارات.. إلخ)، وهذا ما تؤكده لائحة مراجع العمل (ننشر هنا فقط المراجع بالفرنسية، لكي يأخذ الأصدقاء لمحة عنها، أما المراجع بالعربية، فجاءت مُوزعة على سبع صفحات ونيف.
ــ على عادته في التأليف ــ وهي صيغة غير متداولة كثيراً في المجال التداولي العربي ــ أسلوب الكاتب "مُكثف"، إن صح التعبير، أو قل لغة مكثفة، لا مجا للحشو والتكرار ومقتضى "الظواهر الصوتية" بتعبير الراحل عبد الله القصيمي (رحمه الله)، ونقصد به، الأعمال التي تعتقد أن تأتي بالجديد، وهي مجرد "لغو" جديد في الساحة (لا زلت أتذكر عملاً لباحث تونسي، أصبح وزيراً اليوم، حول موضوع النهضة والتحديث وذلك الكلام الكبير، دون أن يتضمن العمل أي مرجع).
ويكفي أننا نعاين عدداً قليلاً من الصفحات التي تغيب فيها المراجع، بما يُفيد أن العمل ينتصر للتركيب والتعريف والتحليل.
ــ موضوع العمل حافل بالحساسيات، خاصة أن الثقافة العربية ـ الإسلامية، ابتلاها الله بعقلية "الكانتونات الثقافية"، والتي تجعل مثلاً، باحثاً أركوني الوِجهة، يعتبر أن أركون مثلاً (رحمه الله)، هو "نهاية التاريخ البحثي"، والباقي مُجرد مُقلدة أو غير مبدعين، والعكس صحيح مع أسماء أخرى، وهكذا دواليك، وواضح أن هذه عقليات غير سوية، وتكرس إساءات بالجملة للمعرفة أولاً وأخيراً، وبالتالي، نعاين توزيع "صكوك الغفران الثقافية": هذا جابري الهوى، هذا تشومسكي الهوى.... وكلها "اتهامات" ساذجة إن لم تكن طفولية، تتوقف عند "نقاش" الأشخاص عوض الاشتباك البحثي الرصين مع المفاهيم والمشاريع.
في هذا السياق الملتهب، اشتغل المؤلف على العمل (الذي لم نتصفحه بعد كاملاً، فهذه مجرد إشارات عابرة)، آخذاً مسافة نظرية، بشكل أو بآخر، وهذه ميزة أخرى تُحسب للعمل.
ــ بقيت أمامنا نقطة أخيرة [وليس آخراً طبعاً]، وجاءت في خاتمة العمل (ص 186)، حيث نقرأ العبارة التالية التي نوردها حرفياً: "و"مقصلة التأويل" (كما نعتها الناقد صبحي حديدي)" [صبحي حديدي، ناقد سوري رصين، يُقيم في باريس، ومن أهم نقاد ومتتبعي أعمال محمود درويش والراحل إدوارد سعيد.. وننصح بقراءة أعماله النقدية].
لنتخيل لو أن العبارة جاءت كالتالي: و"مقصلة التأويل"، دون الإحالة على صاحب السبق في إثارة هذا المصطلح. بالنسبة لغير المتتبعين، لن يفقهوا شيئاً، وكان مُمكنا أن ينشرها المؤلف دون الإحالة على حديدي، ولكن مقتضى الأمانة العلمية، تطلب الإحالة. هذه أيضاً ميزة أخرى، ضمن مُميزات أخرى، تخول لنا، بتواضع، توجيه النصح بقراءة هذا العمل، الذي يُقدم خدمات علمية لمتتبعي أعمال الجابري، وأيضاً للذين يريدون طرق باب المشروع الجابري.
قراءة ممتعة نتمناها للجميع، على أمل العودة للعمل، ونشر أهم مضامينه في عدد شهر أبريل بحول الله لمجلة "أفكار"، ومُخصّص لموضوع: "إرث الجابري".
منتصر حمادة

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا