صدر العدد الجديد 55 من مجلة الإمارات الثقافية التي تصدر عن مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام بأبوظبي .. وصورة الغلاف للكاتب الروسي أنطون بافلوفيتش
تشيخوف (1960-1904) بمناسبة صدور رسائله التي شكلت بداية هذا العام 2017 حدثاً أدبياً يستحق الاهتمام. عن دار روبير لا فون صدرت مراسلاته الكاملة في نحو 1120 صفحة جمعتها وعلقت عليها الكاتبة والمترجمة الفرنسية نادين دوبورفيو وقدمها أنطوان إدوارد. تبدأ الرسائل حينما كان تشيخوف في السادسة عشرة وتنتهي وهو في السادسة والأربعين من العمر. وقد وقعها بأسماء متعددة مثل "الساخر من ذاته" و"توتو"، "أنطونيوس الثالث عشر"، "ودينيتوف ديستانكوفيتش"...
إن رسائل حياة تشيكوف تجسد قوة أدبية فريدة، وإثارة مشوقة ونظرة ثاقبة، مشربة بعمق إنساني نادر لتشيخوف المقيم في سخالين، بسيبيريا حيث يوجد ذلك المكان السجني الشرير، بوحشيته، وعزلته وحيث شاهد أقصى درجات العنف تجاه الانسان من طرف الانسان نفسه.
في الجزء الأخير، من الكتاب تظهر المكانة العظيمة لأولغا كنيبر، ممثلة أعظم مسرحيات تشيخوف والتي تزوجها في عام 1901. حينما كان يضطرها المسرح للمكوث في موسكو بينما تشيخوف يضطره المرض للبقاء في يالطا. كان هذا الأخير يرسل لها رسائل هي الأكثر عذوبة وشاعرية ودراية بفن الأداء المسرحي. يخاطب أولغا قائلاً: "عزيزتي الصغيرة. اعتراف ماشا في المشهد الثالث ليس اعترافا كما قد تعتقدين. هو مجرد حوار صادق وحاولي أن تقدميه بطريقة نحس من خلالها بالسأم الليلي".
أما آخر رسالة كتبها تشيخوف، فكانت موجهة إلى أخته في ألمانيا. قبل ثلاثة أيام من وفاته. كانت صحة تشيخوف قد تدهورت يقول فيها: "أصبح جهازي الهضمي تالفاً بشكل لا يمكن إصلاحه".
هذه الكتابة التي يلتحم فيها الجسد بالروح، والروح بالجسد. تشيخوف، وحده يمكنه استحضار عبء المعاناة الإنسانية التي تتجلى أيضا في إبداعاته السردية وإن كان يتناولها بأسلوب ساخر.
تشيخوف (1960-1904) بمناسبة صدور رسائله التي شكلت بداية هذا العام 2017 حدثاً أدبياً يستحق الاهتمام. عن دار روبير لا فون صدرت مراسلاته الكاملة في نحو 1120 صفحة جمعتها وعلقت عليها الكاتبة والمترجمة الفرنسية نادين دوبورفيو وقدمها أنطوان إدوارد. تبدأ الرسائل حينما كان تشيخوف في السادسة عشرة وتنتهي وهو في السادسة والأربعين من العمر. وقد وقعها بأسماء متعددة مثل "الساخر من ذاته" و"توتو"، "أنطونيوس الثالث عشر"، "ودينيتوف ديستانكوفيتش"...
إن رسائل حياة تشيكوف تجسد قوة أدبية فريدة، وإثارة مشوقة ونظرة ثاقبة، مشربة بعمق إنساني نادر لتشيخوف المقيم في سخالين، بسيبيريا حيث يوجد ذلك المكان السجني الشرير، بوحشيته، وعزلته وحيث شاهد أقصى درجات العنف تجاه الانسان من طرف الانسان نفسه.
في الجزء الأخير، من الكتاب تظهر المكانة العظيمة لأولغا كنيبر، ممثلة أعظم مسرحيات تشيخوف والتي تزوجها في عام 1901. حينما كان يضطرها المسرح للمكوث في موسكو بينما تشيخوف يضطره المرض للبقاء في يالطا. كان هذا الأخير يرسل لها رسائل هي الأكثر عذوبة وشاعرية ودراية بفن الأداء المسرحي. يخاطب أولغا قائلاً: "عزيزتي الصغيرة. اعتراف ماشا في المشهد الثالث ليس اعترافا كما قد تعتقدين. هو مجرد حوار صادق وحاولي أن تقدميه بطريقة نحس من خلالها بالسأم الليلي".
أما آخر رسالة كتبها تشيخوف، فكانت موجهة إلى أخته في ألمانيا. قبل ثلاثة أيام من وفاته. كانت صحة تشيخوف قد تدهورت يقول فيها: "أصبح جهازي الهضمي تالفاً بشكل لا يمكن إصلاحه".
هذه الكتابة التي يلتحم فيها الجسد بالروح، والروح بالجسد. تشيخوف، وحده يمكنه استحضار عبء المعاناة الإنسانية التي تتجلى أيضا في إبداعاته السردية وإن كان يتناولها بأسلوب ساخر.