-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

شعراء إعلاميون في ضيافة "بيت الشعر في المغرب" و" بيت الصحافة" في اليوم العالمي للشعر

شعراء إعلاميون، هو عنوان الاحتفالية الكبرى التي ينظمها "بيت الشعر في المغرب"، و"بيت الصحافة" وذلك بمناسبة اليوم العالمي للشعر 21 مارس 2017.
و لهذا الغرض، فقد أصدرت الهيئتان كلمة تضيء السياقات الثقافيــــــة والشعرية لهذه الاحتفالية التي تنعقد ببيت الصحافة بمدينة طنجة يوم 21 مارس 2017 ابتداء من الساعة السادسة مساء بمشاركة الشعراء:
عبد الحميد جماهري، نهاد بنعكيدا، سعيد عاهد، شكري البكري، سعيد منتسب.
             يدير الأمسية الأستاذ عبد الإلاه المويسي.
جدير بالذكر أن هذه الاحتفالية، ستشهد توقيع بروتوكول تعاون بين "بيت الشعر في المغرب" و"بيت الصحافة".
البرنامج
-       افتتاح معرض منشورات بيت الشعر في المغرب؛
-       لحظة موسيقية؛
-       كلمة الشاعر نجيب خداري، رئيس بيت الشعر في المغرب؛
-       كلمة الشاعر سعيد كوبريت، رئيس بيت  الصحافة؛
-       كلمة السيدة إيرينا بوكوفا الأمينة العامة لليونيسكو؛  " الشعر ليس ترفا"
-         تلاوة كلمة الشاعر أحمد الشهاوي " سلطانُ الشاعر، وسلطة الشِّعر"
             تقديم الشاعر: مراد القادري.
قراءات شعرية بمشاركة الشعراء:
             عبد الحميد جماهري؛
             نهاد بنعكيدا؛
             سعيد عاهد؛
             شكري البكري؛
             سعيد منتسب
             تقديم الأستاذ عبد الإله المويسي.
             توقيع بروتوكول تعاون بين "بيت الشعر في المغرب" و "بيت الصحافة"  
-       لحظة موسيقية.
كلمة "بيت الشعر في المغرب" و " بيت الصحافة "
شعراء إعلاميون
   لِعلاقةِ الشعر بالإعلام وُجوهٌ عديدةٌ ومُتباينة في آن. ما يَربط بين طرَفيْ هذه العلاقة يَحتفظ أيضاً بما يَفصلُ بينهُما. إنّها مُتجذرةٌ في المشهد الثقافيّ العربيّ الحديث مُنذ أن عرَفَت الصّحيفة، زمنَ ظهور الإعلام المكتوب، سَبيلها إلى هذا المشهد الثقافيّ، ومُنذ أن انخرط الشعراء في إمداد الإعلام بالمُتابَعات الثقافيّة والإلماعات التأمّليّة. والتاريخ الثقافي الحديث في المغرب شاهدٌ على الدّور الذي نهضَ به الإعلامُ المكتوب في استقبال القصيدة وتأمين تداوُلها، وعلى ما نهضَ به أيضاً هذا الإعلام في مُصاحَبَة الشعر نقديّاً، سواء عبر الإضاءات التي كان يُوفّرُها الإعلاميّون، أو عبر حُضور الشاعر في وسائل الإعلام، إن مُساهَمةً في إثرائها أو مُزاوَلة للمهنة المُرتبطة بها.
   لمْ يكُن، إذاً، الإعلام المكتوب، فترةَ ظهوره، فضاءً لاستقبال القصائد وحسب، بل اتّسع لاحتضان أعمدة شعراء أتاحوا للشعر أن يفعلَ فعله في آليات الإعلام وأن يُمَكّن الصحافة المكتوبة من ماء الخيال والإبداع قبل أن ينتقل هذا الفعلُ إلى أنماط الإعلام الأخرى. احتضانٌ يَسمحُ بالتمييز بين تجلّيّيْن من تجليات العلاقة بين الشعر والإعلام.
   ثمّة، أولاً، شعراءُ مغاربة اتّخذوا منابرَ إعلاميّة لإضاءة قضايا شعريّة وغير شعريّة، عبر نفَسٍ هيّأ للمعرفة الشعريّة أن تَسْريَ، في الصُّحف، بَدءاً، وفي الإعلام المسموع فيما بَعد، ثمّ في المرئيّ والتكنولوجيّ لاحقاً، على نحو مَكّنَ الشعراء، في تجربتهم الإعلاميّة، من إنتاج أفكار وقراءات وتآويل تحوّلت في العديد من الأحيان، بَعدَ تَجميعها، إلى كتُب بالغة الأهميّة، ممّا كشفَ، من حيث الوَجهُ المُضيء للإعلام، عن حَيَويّة المنبر الإعلاميّ في النهوض بالثقافة الحديثة.
   وثمّة، ثانياً، شعراءُ مغاربة اقترنَ مصيرُهُم المهنيّ بالإعلام، فكانت مُزاولتُهم له مُرتبطة بإلزام الوظيفة ومُتطلّباتها وإكراهاتها، غير أنّ هذا الإلزام ظلّ مُحصَّناً لديهم بالظلال النديّة التي يُوفّرُها الشعرُ في قيظ اليوميّ، ويُتيحُها الكلام السامي في زحمة الإخبار، ويُهيّئها الخيال والتأمّل البعيد سَنديْن للتخفيف من إيقاع الإعلام وآلته السريعة وزمَنه المحكوم بالآنيّ والنافر من الإبطاء.
   لقد أخذ اختراقُ الشعر للمُمارَسة اليوميّة، لدى الشعراء المُزاولين لمهنة الإعلام، مَلمحيْن: الأوّل جسّدَهُ، من جهة، النّفَسُ الشعريّ الذي ميّزَ لغة هؤلاء الشعراء، كما كشفتْ عنه، من جهة أخرى، المعرفة الإبداعيّة، بمُختلف مُكوّناتها، التي كانت تسري في كتابتهم وتمنحُها حصّتَها من العُمق. والملمَحُ الثاني تجسّدَ في اختيار هؤلاء الشعراء العملَ في الملاحق الثقافيّة أو البرامج الإذاعيّة الخاصّة بالإبداع الأدبيّ، على نحو جعلَ مادّةَ الاشتغال أقرب إلى الاهتمام الأصليّ لهؤلاء الشعراء.
   إنّ ظلالَ الشعريّ المُخترقة للمُمارَسة الإعلاميّة تجعلُ الإعلامَ، في مُزاولة بَعض الشعراء له، يَعملُ كما لو أنّه يُعارضُ إيقاعَهُ وضُغوطَهُ وآلياته. ذلك ما يُحوِّلُ سريانَ الشعريّ في مُمارَسة هؤلاء الشعراء لمهنتهم الإعلاميّة إلى مَوضوعٍ خليق بالتأمّل والتفكير.
   ومن ثمّة، فإنّ بيت الشعر في المغرب يَنوي، بهذه المناسبة الدّالّة، مُناسبة اليوم العالميّ للشعر، التي فيها يَحتفي بشُعراء يُزاولون مهنة الإعلام، أن يُنظّم في الشهور القليلة القادمة، بتعاون مع "بيت الصحافة"  ندوة أكاديميّة بمدينة طنجة، تقاربُ اللقاء السعيد بين الشعريّ والإعلاميّ، وتُنصتُ لوُعوده وامتداداته، وتُسائلُ تعثّراته وما يُمكنُ أن يَعتريَهُ في التنامي السريع الذي يَعرفهُ الإعلام التكنولوجيّ.
نص الكلمة التي  كتبها الشاعر المصري أحمد الشهاوي 
بمناسبة اليوم العالمي للشعر
سلطانُ الشاعر، وسلطة الشِّعر أحمد الشهاوي
لا يدخل الشِّعرُ وأهله ( وهم أمراء الكلام، وبناة المعاني، وخارقو القواعد ، الذين يجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم ) في مقارنةٍ مع فنٍّ من الفنون الأخرى، وليس له عصرٌ أو زمنٌ ما، يعلو فيه أو يهبطُ ، يفيضُ فيه أو ينحسرُ، يعيشُ فيه أو يموتُ ،  يُزاح أو يسيطر، إذ هو السيِّد الذي " يشعر بجوهر الأشياء " في كل عصرٍ، وينير ظلامه، مهما تلقَّى من ضرباتٍ يبقى مرفوعَ الرأسِ، عارفًا بالماهية، كاشفًا السر، واصلا ما يستحيل وصله، ولا يمكنُ أن نضعه في موقع التفاضُل مع سواه من الأجناس الأدبية، لأنه القلب من المرآة؛ وفي روحه انطوى العالم المتناهي في الدقة والصغر،" وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ".
وسيبقى الإنسانُ في حاجةٍ إلى الشِّعرِ الذي يجلِّي جوهرَهُ، ويُشرِق باطنه، ويصفِّي معدِنه، وينقِّي أرضَه الخصيبةَ؛ ليقاومَ القبحَ في صوره الكثيرة، ذلك الفن الذي يهزُّ بلفظه ومعناه هيمنةَ كلَّ سلطةٍ، لأنَّ له سلطةً على الرُّوح، إذ يخشاه الفقيهُ والسلطانُ معًا، وفي مواجهة القمع والاستبداد السياسي والديني، لابد أن نذكِّر أن " الشعر بمعْزِلٍ عن الدين "، غير ناسين مقولة عبد الله بن عباس (619 - 687ميلادية ): " إذا قرأتم شيئًا من كتاب الله فلم تعرفوه، فاطلبوه في أشعار العرب ، ... " أو " إذا سألتموني عن غريب القرآن  فالتمسوه في الشعر، ... "،  وأن الشَّاعرَ  رب المعاني – الذي ينفونه ويقصُونه الآن – هو نبيُّ قومه، إذ هو قادرٌ على إيصال  رسالته الشعرية بتعدُّد جمالياتها، على الرغم من المناوئين لحريته في التعبير والكتابة والنشر، ولم يفلح أحد منهم أن يسرق دولةَ معناه، وإذا كان العرب قديمًا قد قالوا إن: " الشعر ديوان العرب "، فهو الآن ديوان أرواحهم، رغم كثرة الوسائل والوسائط، بقدرته على الجذب لا المنافرة، والجمع لا الافتراق، في وقتٍ نرى فيه الرأسَ العربيةَ مضروبةً من الأهل والغرباء، فالشعر - بالأساس - هو ما يمكن أن نعوِّل عليه في الوصُول إلى عقل الرُّوح، تلك الرُّوح التي هي الذاكرة الجديدة والبديلة، لأنه  القادر على النخْلِ والبناء، حيث إن عمارته هي الأكملُ والأتمُّ جماليًّا، ومن ثم يمكن اعتباره المرجعَ والموئلَ، وشجرةَ المعرفة التي لا تعرفُ خريفًا  أبدًا .
سماء الشعر ليست واحدةً؛ لأنه منذ آدم إلى يومنا هذا خُلق الشعرُ متعدِّدا وكثيرًا، لا سواحلَ له، فهو ابن الأفق المفتوح، الذي يدخله المريدون طواعيةً، كأنهم أمام شيخٍ لا يطعن في السن، ولا يكرِّر لغاته، ولا يعرف وجهه الأقنعة .
هو السلطة حيث لم تعد هناك سلطاتٌ أخرى يمكن التعويلُ عليها، إذ هو يشكِّل بناء الإنسان، ويُسهم في بناء حضارته، لأن الشِّعرَ هو حضارةُ العمارة الحديثة .
وعلى امتداد العصور حاولتِ السلطاتُ على درجات استبدادها أن تخلقَ سلطاتٍ بديلةً لسلطةِ الشِّعرِ، لكن الفشل والإخفاق كانا حليفها، إذا من الصعب أن تقنع روحًا تتلقى كتابةً مُدجَّنةً ومكتوبةً وفق شروط السلطان، فلم يعرف الشعر عبوديةً ما، وإن كان له عبيدٌ عند العرب، فهي " العبودية المختارة " للعمل عند الشعر بإتقان وتجرُّد وتفانٍ، " وشَرُّ الشِّعْر ما قال العَبيدُ "، أي عبيد السلطان، لا عبيد الشعر، و ذلك الخطاب الشعري الذي نخلص له لا نتخلَّص منه ، إذ هو الخلاص من القهرِ والقمعِ والقتلِ، لأن الشِّعر هوية ولغة، وعنوان حضارة، وراية أعراف وتقاليد متحركة ، وليست جامدةً ثابتة  .
الشعر - الذي يجري الماء في الحجر - عنوان الأمم والدال عليها ، خُصوصًا في الثقافة العربية منذ الجاهلية حتى يومنا هذا ، وقد خُلِق الشِّعرُ ليقاومَ لا ليُهادن أو يُقاولَ، فلا هو يعرفُ المتاجرةَ أو التنازلَ أو المُبادلة، لكنَّه يقبل دائمًا المُنازلةَ والمُناطحةَ بما أوتي من سلطةٍ وسحرٍ لا يُقاومَان، وإن ظنَّ مستبدو الشعوب غير ذلك .
لقد أدركتُ - بعد محنتي مع الاستبداد الدينيِّ في بلادي - أن الشِّعرَ هو المنتصر الوحيد في معركة أمل التحرُّر والفكاك من أية سلطةٍ مطلقةٍ، تمارسُ ديكتاتوريتها ضد الأهل وأهل الكتابة خُصوصًا، أو أي استبداد غاشم يقسو على شعب الشعر .
الشِّعرُ هو من حوَّل العاديَّ إلى مقدَّسٍ، ونفخَ في صُورةِ العادي حتى أعلى من شأنه ، ومن يستقرئ تاريخَ الشِّعر يدرك أن الشاعرَ وُلد من رحم آلهةٍ  لفرط تنوُّعه واختلافه ومغامرته وشطحه وجمُوحه الذي لا سواحلَ له .
ومثلما قالت العرب على لسان أحد بنيها ( معمر بن المثنى (110 - 209 هـجرية / 728 - 824 ميلادية ): " إن الشعر جوهر لا ينفد معدنه " ، فهو يحي الناس؛ لأنه لباب قلوبهم، وقد قال محمد نبي هذه الأمة :
" إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَمًا ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا "، وهو القائل أيضا : " لا تدعُ العربُ الشّعرَ حتّى تدعَ الإبلُ الحنين"،  وقال عمر رضي الله عنه: " من أفضل ما أوتيت العرب الشعر، ... "  و لا تمر ثانيةٌ واحدةٌ إلا ويستشهد العربيُّ بالشِّعر في كلامه  ، وتلك شهادةٌ على حياة الشِّعرِ في نسغِ رُوحه .
.........................
نص الكلمة التي  كتبها الشاعر المصري الكبير أحمد الشهاوي ( مصر) بطلب من بيت الشعر في المغرب.


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا