-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

مراسلون بلا حدود تفتتح أول مركز لحماية الصحفيات الأفغانيات

عشية اليوم العالمي للمرأة، يسر منظمة مراسلون بلا حدود أن تعلن عن افتتاح أول مركز إعلامي مخصص لحماية الصحفيات الأفغانيات. وبهذه المناسبة حلت المنظمة
المعنية بالدفاع عن حرية التعبير بمدينة كابول عاصمة أفغانستان، حيث نُظم حفل رسمي بحضور العديد من السياسيين وفعاليات المجتمع المدني.
في 7 مارس/آذار 2017، تفتتح منظمة مراسلون بلا حدود أول مركز مخصص لحماية الصحفيات الأفغانيات، وذلك خلال حفل أقيمت مراسمه في العاصمة كابول، بحضور شخصيات بارزة منها حسين مرتضوى، الناطق بإسم رئاسة الجمهورية، فريد حميدي، النائب العام،  كمال سادات، نائب وزير الإعلام والثقافة، وسبوجماي وردك، نائب وزير شؤون المرأة، وفوزية كوفي، رئيسة لجنة شؤون المرأة في البرلمان، وزهرة يوسف، مستشارة السيدة الأولى رولا الغني، والدكتور نصري أورياخايل، وزير العمل والشؤون الاجتماعية. وبإدارة الصحفية الأفغانية الشهيرة فريده نكزاد، يُعد هذا المركز أول منظمة أفغانية يتم إنشاؤها من قبل صحفيات ولفائدة النساء العاملات في الحقل الإعلامي، حيث يهدف إلى دعمهن وحمايتهن، ولا سيما اللواتي يعملن بالمحافظات النائية في أفغانستان، باعتبارهن الأكثر عرضة للمخاطر.
وفي هذا الصدد، قالت فريده نيكزاد، مديرة المركز ومؤسسته بالشراكة مع منظمة مراسلون بلا حدود، “من خلال إنشاء هذا المركز، نحن نريد أن نرسل إشارة قوية للصحفيات الأفغانيات، ولكن أيضاً لجميع النساء في البلاد. فنحن نسعى إلى دعم الصحفيات في مناطق الصراع وداخل المؤسسات الإعلامية التي يعملون فيها على حد سواء، إلى جانب الدفاع عن حقوقهن وحماية سلامتهن الجسدية. ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى انخراط الحكومة ووسائل الإعلام والاضطلاع بمسؤولياتها في هذه المعركة التي تنطوي على أهمية بالغة بالنسبة للمجتمع الأفغاني“.
ويعتزم المركز لحماية الصحفيات الأفغانيات محاربة كل أشكال الضغوط – الاجتماعية والمادية – التي تواجهها الصحفيات في ممارسة مهنتهن. ومن بين أهداف هذا المركز – الذي شاركت في تأسيسه منظمة مراسلون بلا حدود – توفير مكان للتلاقي والتفاعل في خدمة الصحفيات، ولا سيما اللواتي يعملن في المناطق النائية، بحيث يمكنهن الاستفادة من شبكات المعلومات والاتصالات اللازمة لأنشطتهن المهنية. وسيتم إرسال توصيات إلى السلطات لحثها على تطبيق القوانين المتعلقة بحصص النساء في وسائل الإعلام. كما سيتواصل المركز مع أصحاب القرار والمسؤولين في المؤسسات الإعلامية لمكافحة التمييز ضد الصحفيات في مكان العمل والعمل على حمايتهن بشكل أفضل. هذا وسيتولى المركز تنظيم دورات تدريبية حول السلامة الجسدية والأمن الرقمي.
وفي هذا الصدد، قال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، “نحن فخورون بالإعلان عن إنشاء أول مركز لحماية الصحفيات الأفغانيات“، مضيفاً أن “هؤلاء الإعلاميات يقعن ضحايا مرتين: مرة بسبب الحرب التي تفرضها جماعة طالبان وقوات داعش، ومرة أخرى بسبب الضغط القوي الذي يفرضه محيطهن، حيث تتعرض العشرات كل عام للتهديد أو الاعتداء أو يُجبرن على مغادرة البلاد للعيش في المنفى. فمن خلال حماية الصحفيات، نحن ندافع أيضاً عن حرية الصحافة في أفغانستان“.
ويحظى هذا المركز منذ افتتاحه بمساهمة 10 صحفيات في 10 محافظات، علماً أن 5 من المعاوِنات يعشن في مناطق يطغى عليها الصراع. وتشكل هذه المبادرة أول شبكة نسائية على صعيد مهنة الإعلام في أفغانستان، علماً أن الهدف يتمثل في توسيع هذه الشبكة لتمتد إلى جميع أنحاء البلاد.
صحافة نسائية تاريخية ولكن تحت وطأة الضغوط
يُعتبر حضور المرأة في وسائل الإعلام في أفغانستان واحداً من المكاسب الهامة. فمنذ عام 1918، اكتشف الجمهور المحلي أصوات أولى الصحفيات عبر موجات الإذاعة، علماً أن ذلك العقد شهد أيضاً ظهور بوادر الصحافة النسائية. بيد أن الفاعلات الإعلاميات كُن دائماً في الخط الأمامي، حيث سقطن ضحايا للصراعات التي عصفت بالبلاد – الحرب الأهلية 1992-1996 ثم حكم طالبان 1996-2001. ومنذ عام 2003، بات العمل الصحفي ينطوي مرة أخرى على تحديات لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك الأخطار التي تهدد الأمن والسلامة الجسدية.
وإضافة إلى عامل انعدام الأمن، تئن الصحفيات تحت وطأة الحواجز الاجتماعية، التي تُفرض عادة من قبل الأقارب. ففي بعض الحالات، يتحول أهالي الصحفيات أنفسهم إلى عنصر ضغط خانق، خوفاً من انعدام الأمن والتهديدات التي قد يتعرضون لها. فوفقاً لدراسة أجرتها منظمة محلية، تواجه 53٪ من الأسر مشاكل بسبب خروج بناتها إلى العمل. وبينما لا تتجاوز هذه النسبة 20٪ في كابول فإنها تصل إلى 80٪ بكل من قندهار وننجرهار.
فمنذ عام 2002، قُتل ما لا يقل عن أربع صحفيات – من بينهن شيماء رضائي (تولو) عام 2005 وشكيبة سانغا أماج (شمشاد) عام 20077 – على أيدي أقاربهن، حيث سقطن ضحايا للدعاية الأصولية التي تحظر العمل على النساء في مجتمع ذكوري وكذلك لانعدام الحماية من قبل السلطات، التي تُنتَقد بانتظام لتخاذلها في محاولة تحسين الظروف المعيشية للمرأة، إذ تشير أرقام الأمم المتحدة إلى تفاقم وتيرة العنف في البلاد ضد النساء، وخاصة ضد الصحفيات، بنحو 60٪ خلال آخر ست سنوات، حيث تعرضت العشرات منه للاعتداء أو التهديد أو الرقابة في المحافظات النائية مثل ننجرهار.
وأمام هذا الوضع، اضطرت العديد منهن إلى التخلي عن عملهن، إذ أصبحت هناك محافظات خالية تماماً من الصحفيات. فمن القتلى العشرة في صفوف الصحفيين والمعاونين الإعلاميين خلال عام 2016، كانت هناك ثلاث نساء من بين الضحايا. ومنذ عام 2001، قُتل ما لا يقل عن 13 في صفوف الصحفيات والمعاونات الإعلاميات، خمس منهن أجنبيات، بينما اضطر أكثر من عشر إلى الفرار من البلاد.
يُذكر أن أفغانستان تقبع في المرتبة 120 (من أصل 180 بلداً) على التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته مراسلون بلا حدود في عام 2016.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا