ضمن
الموسم الثاني لتوطين فرقة مسرح المدينة الصغيرة بالمركز الثقافي تطوان
ندوة
علمية حول موضوع "الممارسة المسرحية في تطوان : الماضي الحاضر
والمستقبل"
وتندرج الندوة صمن دائرة الأهداف التي سطرتها الفرقة
لمجمل برنامج التوطين؛ وهي خلق تواصل فعال ومثمر مع المتلقي التطواني، يحبب له
الفن المسرحي بمختلف تجلياته (عرض مسرحي، كتاب مسرحي، حفل توقيع كتاب، ورشة، ندوة).
وإضافة إلى الأهداف العامة، حاولتالندوة ملامسة بعض الأهداف الجوهرية من قبيل تغطية
مختلف مراحل وفترات المسرح في تطوان بشكل شمولي وواضح، ومد جسور التواصل بين مختلف
الأجيال المسرحية، والإسهام في التعريف بالمسرح في تطوان وطنيا، ومناقشة أهم
القضايا والهموم المتعلقة بالمسرح وتشخيص أهم المشاكل والعقبات التي تقف في طريقه،
انتهاء بالخلوص إلى توصيات تسهم في تطوير المسرح بتطوان.وتناولت الندوة محاور رئيسية،
لامستالمسرح التطواني في علاقته ب(التاريخ والأعلام، المنجزات والتطلعات، الهموم
والعقبات).
وقد انصبت مداخلة رضوان
احدادو حول البدايات الأولى للمسرح في تطوان، ثم حول بعض التجارب الرائدة لأعلام
المسرح التطواني، وقد كشف احدادو عن مفاجأة هامة في هذا الصدد حيث قال إنه قد تم
تقديم أول مسرحية عربية لموريسكي مسلم أقام في تطوان وذلك قبل تاريخ تقديم مارون
النقاش لمسرحيته البخيل، ويتوفر احدادو على كل الوثائق والبينات التي تثبت هذه
الحقائق. أما مداخلة محمد صالح فقد عنونها ب: الممارسة المسرحية في تطوان: ذاكرة
وآفاق التأسيس والأفق نموذجا، وانصبت حول التاريخ القريب للمسرح التطواني كما ركزت
على تجربة فرقتين هامتين في تاريخ الممارسة المسرحية بتطوان هما فرقة التأسيس
وفرقة الأفق. أما بلال بلحسين فقد فضل أن يتطرق للمسرح التطواني في آنيته وفي استشرافه
للمستقبل، وقد قسم مداخلته إلى عدة عناوين، تحدث فيها عن التكوين في المسرح في
تطوان، حيث اعتبره ذاتيا وغير أكاديمي إذ أن عدد خريجي المعهد من مدينة تطوان يكاد
يكون منعدما، كما تحدث عن الإنتاج المسرحي حيث اعتبره ذاتي التكاليف وأقرب إلى
الهواية في معظمه، كما تحدث عن ضعف البنيات التحتية وعن أهم المشاكل التي تحول دون
أن يكون مستقبل المسرح التطواني مشرقا.
وقد امتازت الندوة بحضور
هام للمسرحيين بتطوان وحظيت باهتمام ومتابعة من قبل المهتمين بمصير ومستقبل المسرح
في تطوان. كما تميزت الندوة بمشاركة كبيرة من القاعة حيث كانت المداخلات غيورة
تهدف إلى تطوير المسرح في تطوان، وبعض المداخلات كانت مثقلة بالأحزان على ما آل
إليه المسرح التطواني، وينبغي التنصيص إلى الندوة كانت بمثابة جلسة محاسبة امتازت
بالصراحة والحرقة والغضب أحيانا. كما تم الخلوص إلى توصيات هامة غايتها الدفع بالمسرح
في تطوان قدما. وقد استبشر الحاضرون أن تكون هذه الندوة بداية للقاءات أخرى الغاية
منها التفكير الجاد والجدي والعلمي في تطوير المسرح التطواني.