-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

عن الحياة العاطفية لرؤساء فرنسا آدم لاشر- ترجمة مي اسماعيل

كيف التقى مرشح الرئاسة الفرنسية ايمانويل ماكرون «Emmanuel Macron» بزوجته بريجيت  «Brigitte»؛ التي كانت يوما مُدرّستِه المتزوجة؛ وكيف سيتفاعل الفرنسيون مع الموقف؟ قد تبدو علاقة رئيس فرنسا المرتقب الاحادية بزوجته (التي تكبره بنحو 25 عاما) رزينة وقورة؛ وفقا لمعايير بعض الرؤساء السابقين (غير المخلصين زوجيا)!
دخلا يدا بيد الى حفل انتصاره، وتعانقا على المسرح: ماكرون؛ الفائز بالمرحلة الاولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، وزوجته الشقراء الأنيقة بريجيت. شكر الرجل المتوقع فوزه (رغم انه لم يمتلك حزبا سياسيا حتى أسس حركة «الى الأمام!» قبل سنة) جميع من ساندوه. ثم التفت وابتسم وشكر زوجته؛ أكثر مساعديه حزما وثباتا، قائلا: «كنت دائما معي، ومن دونك لن اكون أنا». هتف الحشد مؤيدا؛ وتردد اسمها في ارجاء القاعة. كان ذلك (بالنسبة لمراقب يعرف خلفيات القصة) تذكيرا لطيفا أن ماكرون؛ لو قدر له أن يربح الجولة الختامية للانتخابات، سيستمر بالتقليد الفرنسي العتيد في عيش حياة عاطفية تحيّر وتسلي غير الفرنسيين عادة.
سمعة الرؤساء السابقين
السيدة ماكرون اليوم (في الرابعة والستين من العمر) جدة لسبعة احفاد. وهي أكبر من زوجها (39 عاما) بخمس وعشرين سنة. التقى الاثنان حينما كان في الخامسة عشرة وكانت هي مدرسته المتزوجة في المدرسة الخاصة؛ ولها ابنة بنفس عمره تدرس معه في نفس الصف.   قيل أن عائلتها (تروجنيوك «Trogneux»؛ وهم صانعو شوكولاته محترمون من مدينة إميان الشمالية) لم يوافقوا على تلك العلاقة في بادئ الأمر. وفي مرحلة ما (حسب الصحف المحلية ذات الذاكرة البعيدة) تسببت تلك العلاقة في «فضيحة حقيقية». لكن الواقعية الحقيقية تفرض القول ان تلك العلاقة (كما يقدمها أصحاب الشأن وأصدقاؤهم المقربون) ربما تكون أكثر أحادية وقربا الى روايات الخيال العاطفي مما فعل الرؤساء الفرنسيون السابقون.. وعلى ماكرون «الاجتهاد» ليتغلب حتى على سمعة ساكن الأليزيه الحالي؛ الرئيس «فرانسوا هولاند». الذي لم تكن سياساته ذات نجاح باهر، لكنه أضاف كثيرا الى «بهجة» الأمة حينما جرى تصويره (وهو يختبئ خلف خوذة دراجته البخارية) أثناء زيارة لشقة ممثلة تصغره بسبعة عشر عاماً! وكانت النتيجة انتهاء علاقته «بشريكته الرسمية»- فاليري تريرويلر «Valerie Trierweile «. مما مكّن الرئيس (حامل كنية «الرجل الاعتيادي») من أن يتجرأ ويمنح «شريكته السابقة»- سيغولين رويال «Ségolène Royal» (والدة أطفاله الاربعة) منصبا في حكومته (بعدما كان قد تركها اكراما لتريرويلر).
مع ذلك أطلق عليه الفرنسيون لقب «الرجل الاعتيادي»، وربما عن جدارة؛ لأن سمعة هولاند «كزير نساء» لا تُقارن بسابقيه ومنهم- فاليري جيسكار ديستان «Valerie Giscard d’Estaing». الذي تورط (بعد انتخابه عام 1974 بفترة قصيرة) في حادث مروري مع عربة حليب، بينما كان يعيد امراة (ليست زوجته) الى دارها عند الفجر. بعدها ارتفعت نسب ديستان في صناديق الاقتراع؛ ربما لأن الناخبات (والناخبين أيضا) تعاطفوا مع شهامة رئيسٍ فرنسي يقوم بايصال صديقته الى منزلها! . وهناك بالطبع فرانسوا ميتران «Francois Mitterand» الاشتراكي الشهير؛ الذي تكتم خلال سنوات رئاسته الاربعة عشر على سر قضاءه أغلب أمسياته مع عشيقته وابنتهما «مازاران- Mazarine». ثم خلفه جاك شيراك «Jacques Chirac» (من الجناح اليميني) عام 1995؛ الذي عُرف بعلاقاته السريعة. لذا يمكن القول أن غرام السيد والسيدة ماكارون يبدو (مقارنة بكل تلك المغامرات) نموذجا للألفة المنزلية؛ بغض النظر عن الطريقة التي بدأ بها.
البداية
التقت بريجيت ماكرون بزوجها حينما كانت تدرّس اللاتينية والفرنسية والمسرح في مدرسة «لا بروفيدنس» الخاصة في إميان. كانت (ذات الشعر الأشقر التي تشبه برجيت باردو) متزوجة منذ سن العشرين من مصرفي محلي. وكانت ابنتها لورنس «Laurence» معجبة بذكاء زميلها ماكرون؛ معتبرة انه.. «يعرف كل شيء عن كل شيء!»   في الخامسة عشرة؛ أنهمك ماكرون بدراسة كتابات عمالقة الادب الفرنسي (مثل أندريه جيد «André Gide»). ثم التقى بمدرسّته حينما لعب دورا في المسرحية المدرسية- «جاك واستاذه»، من تأليف  الكاتب الفلسفي التشيكي - ميلان كونديرا «Milan Kundera». طلب ماكرون من مدرسته الاشتراك في تعديل نص مسرحي مقترح؛ وبدآ يلتقيان كل جمعة. ولم تتخط علاقتهما حينها ما يسمح به القانون الفرنسي؛ الذي ينص أن لا يقل عمر أصغر الطرفين في علاقة غرامية عن 18 سنة (اذا كان أحدهما لديه سلطة على الآخر). لكن بريجيت اعترفت لاحقا لمجلة  «باري ماتش- Paris Match» أنه..» كسب اهتمامي شيئا فشيئا، واعجبت بذكائه؛ لكنني لم اعرف حينها عمق ذلك الذكاء».
وصفته المجلات الفرنسية على أنه حب تحدى الجميع. طلبت منه بريجيت ان يترك المدرسة والمدينة ويذهب الى باريس لاكمال دراسته. لكنه قال لها (وهو في السابعة عشرة): «سوف نتزوج، مهما فعلتِ». في تشرين الاول 2007، وبعد نحو 21 شهرا من طلاقها؛ تزوج ماكرون (ذو التاسعة والعشرين) من بريجيت (ذات الرابعة والخمسين) في مدينة توكيه، وأسسا منزلا. تستذكر بريجيت (التي ارتدت فستانا لا يزيد عن ملابس المدينة) المناسبة مبتسمة: «قال لي ايمانويل: لسوف نُسكِت جميع الناس». ولا تنس أنه شكر أولاد زوجته الجديدة في خطبة الزفاف.. «لأنهم أحبونا كما نحن». ويبدو أنه تحدث أيضا عن حب.. «ليس من النمط المألوف، بين شريكين ليسوا اعتياديين تماما؛ بل بين شريكين موجودين فعلا». في الواقع تبدو تلك شراكة مستمرة، وصفها البعض بأنها.. «متواصلة بعد 25 عاما من لقائهما الأول، بين إثنين من المثقفين». وعد ماكرون ان زوجته (اذا فاز) ستحتل موقعا وتؤدي دورا؛ ولن تكون مجرد زوجة؛ وهو امر قد يخرج قليلا عن تقاليد الرئاسة الفرنسية المعتادة. أما هي فتصفه بأنه: «شخصية من كوكب آخر، يمزج  ذكاء نادرا بانسانية متميزة، وفيلسوف صار مصرفيا وسياسا». ورغم ان فارق السن بينهما يطابق تماما الفارق بين «الجد» دونالد ترامب (70 سنة) وزوجته «ميلينا» (46 سنة)؛ لكنه امر تطلب المزيد من التفسيرات.. لسبب ما!
•الاندبندنت البريطاية

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا