الرباط - تستضيف الرباط اعتبارا من السابع عشر من مايو/أيار معرضا كبيرا عن بابلو بيكاسو بعنوان "أمام بيكاسو" يضم أكثر من مئة عمل للفنان الإسباني الكبير.
وقالت كولين زلال أمينة التراث في متحف بيكاسو الوطني في باريس ومفوضة هذا المعرض "إنه حدث مهم".
وأكد عبدالعزيز الإدريسي مدير المتحف أن "وجود 115 عملا لبيكاسو في مكان واحد، حلم تحقق. سيتمكن المغاربة للمرة الأولى من رؤية هذه الأعمال المرجعية التي شاهدوها فقط في الكتب المدرسية من قبل".
وتضم المملكة حوالي 15 متحفا عاما فقط مع عدد زوار متدن حتى الآن، إلا أنها تبدي في السنوات الأخيرة عزما على تنشيط الثقافة ولا سيما في الرباط.
ويتناول معرض "أمام بيكاسو" مجمل حياة بيكاسو ونتاجه بعدما أحدث الفنان الإسباني ثورة في الرسم في القرن العشرين بعبقريته التي سخرها في سبيل هذا الفن.
وقد أنجز بيكاسو الرسام والنحات والخزفي أكثر من 60 الف عمل قبل وفاته في سن الحادية والتسعين في محترفه الأخير في موجان في جنوب فرنسا العام 1973.
وتنظم المعرض المؤسسة الوطنية للمتاحف في المغرب بالتعاون مع متحف بيكاسو في باريس وهو يقوم على مسار متعدد الاختصاصات يعتمد التسلسل الزمني لأعمال الفنان.
وأوضحت زلال "يبدأ بسنوات نتاجه الأولى مع لوحة رسمها بيكاسو في سن الرابعة عشرة 'فتاة حافية القدمين 1895' وصولا إلى نهاية حياته مع أحد آخر بورتريهاته الذاتية الرسام الشاب 1972.
الفنان والموديل
وتابعت تقول "نريد أن نظهر الأساليب المختلفة التي اعتمدها وأحدث ثورة فيها طوال سنوات عمره مع قاسم مشترك للمسار برمته وهو الفنان والموديل".
فكل التقنيات والأساليب التي "استحوذ عليها" الفنان المولود في ملقة "تبرز من خلال مسألة الموديل التي لطالما تعمق فيها الفنان طوال حياته وطوعها للتأقلم مع كل التحولات" على ما قال المنظمون.
ومن بين الأعمال المعروضة والمأخوذة من مجموعات متحف بيكاسو في باريس "المطبخ" (1948) التي رسمها تكريما للشاعر غيوم ابولينير و"امرأة عارية جالسة" (دراسة للوحة "آنسات افينيون" شتاء 1906-1907) و"القراءة" (1932) و"المرأة الحامل" (1959) فضلا عن منحوتات وصور وخزفيات.
ويقول مدير المتحف عبدالعزيز الإدريسي إنه "مسار ممتع يزخر بالأعمال التي تعتبر مرجعية من بدايات بيكاسو إلى الأيام التي سبقت وفاته مباشرة. هذا يعني أنه مسار كامل لأحد أرباب الإبداع الفني على صعيد العالم".
ويشدد المنظمون على أن المعرض يتناول أيضا "تأثير الفن الأفريقي على نتاج" بيكاسو "وهو "تأثير واضح خصوصا خلال المرحلة التكعيبية".
وتدشن المعرض الاثنين الأميرة للا سلمى زوجة الملك محمد السادس على أن يفتح ابوابه امام الجمهور بعد يومين على ذلك.
وكان المتحف الذي دشن العام 2014، استضاف العام 2016 معرضا استعاديا كبيرا للنحات السويسري ألبرتو جاكوميتي وهو من كبار فناني القرن العشرين أيضا.
ويستثمر الكثير من أثرياء المغرب في بناء متاحف خاصة. فقد أطلق صاحب الإمبراطورية العقارية محمد علمي الأزرق في مراكش متحفا مكرسا للفن الافريقي المعاصر. وستدشن ليلى مزيان بن جلون زوجة أكبر مصرفي في البلاد، متحفا للفنون التقليدية في حي رائج في الدار البيضاء العام 2018.