الشخصيات :
A
: ذكر أو انثى يترواح سنه بين 18 و 88 . صديق ساخر .
B : ذكر أو انثى سنه يتراوح بين 18 و 88 . مؤلف مسرحى صاحبالإحدى عشرة دقيقة .
B : ذكر أو انثى سنه يتراوح بين 18 و 88 . مؤلف مسرحى صاحبالإحدى عشرة دقيقة .
المشهد : مقهى .
الوقت : وقت الضحى .
المكان :
فى البداية :
يجلس A إلى المائدة ، يجهز عدة الشطرنج .
يقف B
عند بار المقهى يصب لنفسه القهوة .
B
:( يصب القهوة ، يلقى بحقيبته على جانب من المائدة يمشى بقهوته و يجلس . يأخذ
نقلة فى لوحة الشطرنج و يضرب التوقيت . يقول بحماس عظيم ) كتبت ذلك !
A
:( يتطلع فى دهشة ) ماذا ؟
B
:( بسخرية كبيرة ) ماذا ؟ رغبتى الأخيرة و الوصية ! ما الذى كنت أعمل فيه
لشهور ؟ مسرحيتى ذات الدقائق العشرة .
A
: أكنت تعمل فى مسرحية ذات عشر دقائق لشهور ؟
B
: لماذا لا ؟
إنها فى نفس صعوبة المسرحية ذات الفصول الثلاثة . بل حتى أنها لأكثر صعوبة .
A
: لماذا هى أكثر
صعوبة ؟
B
:لأن المسرحية
ذات الثلاثة فصول يمكن أن تكون بأى طول –
حسناً ، كلام نظرى . هذا و مع ذلك ، يمكن فقط أن تستمر لمدة عشر دقائق . تلك هى المشكلة .
A
: ما المشكلة ؟
B
: العشرة دقائق .
A
: لماذا تلك مشكلة ؟
B
: لأن مسرحيتى فى إحدى عشرة دقيقة . ينبغى أن أحذف دقيقة .
A
: سيكون من السهل أن تحذف بضعة سطور . أى بضعة سطور . يمكنألا تكون مهمة .
B
: لماذا لا يمكن أن تكون مهمة .
A
: ماذا يمكن أن تقول أى أهمية فى عشر دقائق ؟
B
: ... لكن المسرحية حالياً فى إحدى عشرة دقيقة .
A
:( بسخرية ) استمحيك عذراً ! ماذا يمكن أن تقول أى شىء ذى أهمية فى إحدى
عشرة دقيقة ؟
B
:االكثير من الأشياء . يحدث أن يكون دراما لإظهار الكثير و الكثير من الأسئلة
الفلسفية العميقة .
A
:فى عشر .... معذرة ، فى إحدى عشرة دقيقة .
B
:انس العشر دقائق أو الإحدى عشرة .
( يقدم المخطوط إلى A )
أريد مساعدتك . هل ستكون
جاداً أم لا؟
A
:إذن ما هذه الفلسفة العميقة للمسرحية ؟
B
:الحياة ! إنها عن الحياة . لماذا نحن موجودون ؟ ما هو مصيرنا ؟ من أين أتينا ؟
إلى أين نحن سائرون ؟ إنها عن الرجال و النساء و علاقاتهم ، و بصفة عامة علاقتنا
بالكون .
A
:آمل ألا تكون الدقائق العشرة كافية لموضوعاتك .
B
:لم أسمح لها بأن تقيدنى . على طول ، بالطبع ، هناك إشارات دقيقة لتاريخ العالم .
A
:بالطبع !
B
:و جميع الإنجازات العلمية للجنس البشرى .
A
:( إلى نفسه ) لا عجب أن تمتد إلى إحدى عشرة دقيقة .
B
:نعم . تلك هى مشكلتى . لابد أن أحذف شيئاً ما .
A
:من هى الشخصيات فى المسرحية ؟ كم عدد الشخصيات هنا ؟
B
:مائة وسبعة و عشرون . فى هذه اللحظة ، مائة و سبعة و عشرون ، لكن لو جعلت
المسرحية أقصر دقيقة لربما أستطيع أن أخرج فقط بمائة و ستة و عشرين .
A
:( ينهض ) أوه ، عظيم .
إذن علنيا حقاً أن نعمل على التخلص من الدقيقة الزائدة . مائة وسبعة و عشرون
ممثلاً . ربما من الصعب أن يصطفوا على المسرح .
B
:نعم . ذلك هو
ما أحتاج فيه إلى مساعدتك . أنا متورط للغاية . بالنسبة لى . كل ثانية فى هذه المسرحية
مهم . يمكن أن يكون أقل ألماً أن أقطع جزءاً من جسدى عن قطع سطور من هذه المسرحية
.
A
:حسناً ، هيا
نعمل . لقد قلت من قبل عما تكون هذه المسرحية . أريد ان أعرف من هى الشخصيات .
حسناً ليس كل الشخصيات المائة و السبعة و العشرين جميعا. هيا نبدأ ببعض منها . فقط
لنصل إلى فكرة .
B
:سيكون هناك الله و محمد و بوذا و عيسى المسيح و موسى ، لإدراج البعض الأكثر شهرة
.
A
:واو ! كاست مثالى .
B
:و سيكون هناك شكسبير و الأسكندر الأكبر و لويس باستور و رمسيس الثانى و بيكاسو و
سقراط و الملك آرثر و برتنى سبيرز ، نابليون و فريديك العظيم ...
A
:( مقاطعاً بعد ذكر اسم برتنى سيرز ) آمل أن تجد الممثلين الذين يمكن أن
يمثلوا كل هذه الأدوار المهمة
B
:مشكلتى الحقيقة ستكون مع الآلهة الهندوسية . أنها على الأقل ذات ثمانية أذرع .
A
:تلك الأقل فيها . واحد له ثلاثة عيون ، و آخر له خمسة رؤوس ، دون الإشارة إلى
واحد بجلد أزرق ( إلى نفسه ) هممم ! بشرة زرقاء . . ثمانية أذرع . خمسة
رؤوس . أراهن أن اتحاد الممثلين سيكون
لديه بعض القواعد الغريبة ضد هذا . (
يلتفت إلى B من جديد ) لكن ما الفرضية
التى تركز عليها هذه المسرحية ؟
B
:الفرضية ؟ قلت لك ! أريد أن أجيب على
الأسئلة الأبدية للجنس البشرى . لقد حان الوقت لأن يتعامل المرء مع هذا الموضوع
بجدية .
A
:( لنفسه ) نعم ، نعم لقد
أهملت بشدة حتى الآن .
B
:لماذا لدى شعور
أنك لا تأخذ كلامى عل محمل الجد ؟
A
:انظر ، إذا كنت
تريد مساعدتى . فعليك أن تكون صبوراً معى . أعدك بأننى سوف أساعدك على التخلصمن
تلك الدقيقة الأخيرة .
B
:نعم ، أقدر ذلك
، لكنه لايوجد هناك دقيقة زائدة هنا . كل مقطع من هذه المسرحية .
A
:و مع ذلك إذا كنت جاداً فى ذلك ، فعلينا أن نبدأ بمكان ما . أعترف أن البداية و
النهاية فى كل مسرحية عادة مهمة جداً ، يمكنك دائماً قطع شيء ما من الوسط .
B
:( يمسك بالجانب الايسر من صدره ) أنت مزقت قلبى
( يمسك بالجانب الأيمن من
صدره )
رئتى
( يمسك بطنه )
أعضائى الحيوية ؟ إنها جميعاً فى الوسط .
A
:لا أحتاج إلى
هذا . الجراحة . انتهت .
( يرمى بالمخطوط إلى B , ثم ينهض و يمشى بعيداً )
مع السلامة
B
:لا . لا من
فضلك ، سوف أسيطر على نفسى . أنا فى حاجة إلى مساعدتك . رجاء . تحمل معى !
A
:أوكيه ! آخر مرة ، هيا نرى إذا ما كنا نسطيع أن نزيل دقيقة مهمة من السطورالتى فى
الوسط .
B
:ماذا بالضبط نسمى الوسط ؟ أين هو الوسط ؟
A
:حسناً ، لقد قلت لى من بضع دقائق أن كل صفحة تعادل دقيقة واحدة على المسرح . إذن
إحد عشرة دقيقة تعادل إحدى عشرة صفحة ، فيجب أن يكون الوسط فى مكان ما فى الصفحة
السادسة . هيا نتخلص من الصفحة السادسة . هل هذا ممكن ؟
B
:( ينظر إلى المخطوط )حسناً ، تود أن تتخلص من كارل ماركس الذى يتحدث عن
نضال الطبقة العاملة للتخلص من نير المجتمع الرأسمالى ، و إحداث تغيرات اجتماعية و
سياسية ، إنه يقول ذلك ، فى مكان المجتمع البرجوازى القديم بكل طبقاته و تناقضاته
الطبقية ، يجب أن يكون لدينا جماعة و التى تنموا نمواً حرا من كل شروط تطوير
المجتمع ....
A
:( ينظر فى إعجاب ) لم أدرك ذلك أبداً أنك على دراية تامة بتعاليم ماركس .
B
:تذكر تلك
المحاضرة التى أخذتنى إليها العام الماضى ؟ حيث قدم عالم الفيزياء محاضرة عن
الاقتصاد و شرح لنا بالتفاصيل كيف قتل العالم الرأسمالى أقطار العالم الثالث ؟
A
:أوه يا رب ! كيف أمكن لى أن أنسى ! الشىء الوحيد الأكثر كارثية كان ذلك الخبير
الاقتصادى الذى قدم محاضرة عن الفيزياء الفلكية .
B
:آسف ! يجب أن تبقى الصفحة السادسة . ربما فى الصفحة الخامسة ...
( يقلب الصفحة )
لا ، لا . فيما كنت أفكر ؟ هذه حيث يناقش ديفيد
ثورو النقاط الأساسية للعصيان المدنى مع غاندى و مارتن لوثر كينج الابن . لا يمكن
أن أحذف هذه أيضا .
A
:اسمعك ! ثورو
يبقى . ماذا عن الصفحة السابعة ؟
B
:( يستدير و ينظر فى الصفحات ) حسناً ، هذه حيث عمدة بوسطن يلقى خبطة جميلة و مؤثرة جداً . إنه ...
A
:( مقاطعاً ) أى عمدة ؟
B
:كارلى بالتأكيد، هل تعرف من كان ؟
A
:بالطبع أعرف ! لابد أنه كان الرجل الذى حل مشكلتك .
B
:كيف يمكن لمحافظ ميت أن يحل مشكلتى .
A
:يمكن أن يسرق ببساطة دقيقة واحدة من مسرحياتك ، الجحيم ، و يمكن أن يكون قد سرق أكثر من ذلك ...
B
:ليس لدى وقت لمزاحك . هناك موعد نهائى لتقديم هذه المسرحية . ألا تفهم ؟ دعنا نرى
...
( يستدير إلى الصفحات )
حسناً ، فى الصفحة الرابعة ، أبيقور يتكلم .
A
:هذا يذكرنى ...
إلى أين نذهب للغذاء ؟ أنا ميت من الجوع .
B
:( متجاهلاً ) ثم كلام كوبيد .
A
:توقف . توقف ! لا تذهب حتى إلى هناك !
B
:ربما أستطيع أن أحذف حيث ( يقلب معصمه مثل من يقذف الطلاء بالفرشاة ) هل
يوضح جاكسون بولوك لمايكل أنجلو كيف يمكنه الانتهاء من السقف أسرع بكثير . ما رأيك
؟
A
:لا أعرف بعد الآن .. لا أريد أن أتحمل المسئولية لو أن مستقبل الفن كله تعرض
للخطر بسبب هذا الحذف . لقد بدأت أعى أهمية كل سطر من سطور مسرحيتك .
B
:نعم ، دع الفن وحده . إنه المستقبل ، لا
يمكن التنبئو به
( يواصل تقليب الصفحات )
هممم ... هنا مناقشة حامية
بين إسحاق نيوتن و ألبرت آينشاتين حول قانون الجاذبية . شعر نيوتن بالإهانة و هو
غير سعيد تماماً ، هذا حيث علاقة الإنسان بالكون . هل تتذكر ؟ لقد ذكرت ذلك فى وقت
سابق .
A
:أتذكر ! لا ،
لا ، لا يمكن أن أقطع بهذا . إنه يبدو مهماً جداً .... حسناً ، قول نسبى .
B
:( بحزن و هدوء ، لكن فى صوت ودود ) أنت لا تساعد بقوة ! هل فهمت ؟ أنت أيضاً ، بدأت تفهم أهمية كل كلمة فى
هذه المسرحية . لن أدهش لو اعتبرت هذه المسرحية ذات يوم نقطة تحول كبرى فى تاريخنا
الثقافى . و أننى كتبت ذلك . من كن يعتقد ذلك مطلقاً ؟
( يشير نحو السقف )
بالتأكيد لست أنت ، السيجة كورتينى
، معلمتى للغة الإنجليزية فى الصف السابع . أنت ، سوف تدخلين التاريخ باعتبارك
المعلم الذى فشل فى الاعتراف بى .
A
:لا تتعب نفسك !
كل الرجال العظماء بمرون بذلك . لست أول واحد .
B
:أعرف . أعرف .
رحلة الفنان ليست بالرحلة السهلة .
A
:أود أن أعرف ما
هى خطتك مع هذه المسرحية لقد أشرت إلى الموعد النهائى .... ما الموعد النهائى ؟ و
من الذى حدد تاريخ الموعد الذى تتحدث عنه ؟
B
:إنه المواعد النهائى للمسابقة المرموقة ( بدل موقعك ) خطتى بسيطة . سوف
أدخل هذه المسابقة للمسرحيات ذات الدقائق العشرة . لو دخلت ، بعد ذلك سأدخل مسابقة
للمسرحيات ذات الفصل الواحد . ثم أتجرأ و أدخل مسابقة المسرحيات الطويلة . ربما
تأخذنى هذه إلى بروداوى و جوائز تونى و بعد ذلك من يعلم ؟ سيناريوهات ، هوليوود .
جوائز الأوسكار .
A
:( مع سخرية كبرى ) فى كلمات أخرى ، مصير الجنس البشرى ،
( وقفة )
مصير البشرية
( وقفة )
علاقتنابالكون لم تكن أبداً من اهتماماتك
الحقيقية . كان الهدف دائماً جوائز الأوسكار ، أليسكذلك ؟
B
:على العكس من
ذلك ، أنت تنظر إلى ذلك بطريقة خاطئة . هذه المسرحية الصغيرة لى سوف تحل كل
المشكلات ... حسناً ، معظم مشكلات الإنسانية و سوف تجيب على أسئلة الرجال منذ أن خلق
الكون ، لذلك على نحوما على طول الطريق ألا أستحق على الأقل جائزة الأوسكار
الرديئة ؟
A
:تعالى فكر فى
ذلك ، لا أعرف حتى كيف نبدأ هذه المسرحية؟
B
:إنها تبدأ
بالشخصيات الرئيسية .
A
:دعنى أخمن !
لابد أنها تبدأ بالله و ...
B
:( منزعجاً ) لا . لا لا لا لا ! ليس لله دورمهم فيها . إنه ... إنه مجرد إضافة .
A
:إذن ما المشهد
الأول ؟
B
:فى المشهد
الأول . السيد تايلور و السيدة براون فى السرير . يدور المفتاح فى الباب الرئيسى
للطابق الأرضى . زوج السيدة براون يتمشى داخلاً و يصيح " حبيبتى ، أنا فى
المنزل "
ستار
النهاية
النهاية
المؤلفة : ماريكا بارنيت /
Marika Barnett: ولدت ماريكا بارنيت فى بواديست فى المجر عام 1934 و هربت
من المجر و هى طالبة فى الجامعة عندما سحقت القوات السوفيتية الثورة المناهضة
للشيوعية فى المجر عام 1956 ، عاشت ماريكا
بارنيت فى الولايات المتحدة و عملت مصورة و مهندسة و كتبت العديد من المسرحيات
القصيرة ، من بينها هذه المسرحية الساخرة " الدقيقة الحادية عشرة " التى
تترجم لأول مرة إلى العربية اليوم .