رجل
.. كان رساما ، اسمه جون ..كانت لديه مشاكل مع السناجب فى مسكنه ، ثمة عدد كبير من
السناجب على غير العادة تملأ المنزل، أتلفت زهرات النرجس فى الحديقة وقضمت
التفاحات من فوق الأشجار ، ودمرت لفة
من الكنفاه الخام فى الأستوديو ، كان جون
خائفا أن تدخل السناجب الحوائط وتمضغ الأسلاك التى بداخلها ، لذلك نصب لها المصائد
فى الخارج . لكن المصائد لم تقتلها ، عندما استطاع أن يمسك سنجابا أخذه إلى الغابة
الوطنية على بعد عدة أميال من المنزل ، ثم أطلقه هناك .
ذات ظهيرة زارته سارة ابنة أخيه ، وكان معها
صديقها الجديد ، قالت :
ـ
أنت وميشيل يشبه كل منكما الآخر .
ثم
أضافت :
ـ
ميشيل شاعر
أخذ
جون الاثنين إلى داخل الأستوديو ليريهما لوحته الجديدة ، قال :
ـ
إنها تمثل سلسلة فى تحولاتي .
عرض عليهما لوحة دينية ثلاثية : 3×6 قدم مربع من
الكنافاه ، تصور مجموعة من ثمار الأجاص فى مراحل مختلفة من التعفن ، ثم أضاف :
ـ
أنا مهتم برحلة الزمن .. يمكنك أن ترى ذلك مع هذه اللوحة ، أو يمكنك أن تستخدم ذلك
لوصف وجهات النظر المختلفة فى لحظة واحدة ، إنه تركيب مفيد .
أومأ
ميشيل موافقا ، وقالت سارة :
ـ
إنما تمثل نوعا غريبا .. طريقة الأجاص وهي ترتخي وتسقط .
ـ
بعد ذلك أريد أن أكتشف القشرة .
عرض
عليها لوحة كنافاه أخذت عرض الحائط ، مليئة بصورة لليمونة متعفنة
ـ
تذكارية .. أليس كذلك ؟
ضحكت سارة ، وتراجع ميشيل للخلف ، ذراعاه
متصلبان فوق صدره ، وهو يتلفت برأسه من جانب إلى آخر .أحدث لوحة كانت صغيرة جدا ،
صورة مصغرة جدا لثعبان مفرود كان جون قد وجده على جانب الطريق .
قال
جون :
ـ
فى فرنسا .. لا يقولون صور للأزهار والأشياء ، ولكن يقولون طبيعة مجسدة ، طبيعة
متينة ذلك ما أنا مهتم به الآن حقا ، موت الطبيعة ، تغير الألوان البني والأشغال
للنماذج العضوية ، السقوط والرشح والانتفاخ نتوء العفن والجفاف .
دعا جون سارة وميشيل للتجول فى الفناء لفحص
المصيدة ، وقبل العشاء أمسك سنجابا من خلف كوم السباخ العضوي .. وعند ذلك قال :
ـ
إنهم مثل زبدة فول السوداني .
ثم
حمل المصيدة إلى داخل المنزل ، وهناك نصبها فى الجراج بجوار برميل المطر ، فرد
السنجاب نفسه فى قاع القفص دون مقاومة .
أثناء
العشاء ، قالت سارة لجون :
ـ
أحب لوحاتك الجديدة يا عمي .
ـ
شكرا لك ، وأنت يا ميشيل ما رأيك ؟
ـ
إنها جميلة ومرعبة .
قالت
سارة :
ـ
ولكنها ليست سقيمة
قال
جون :
ـ
إنها جزء من الحياة ، إنها تعبر جميعا عن التغيرات
بعد
العشاء ، اعتذر ميشيل وانسل إلى الخارج ، عند ذلك قالت سارة :
ـ
أكيد يريد أن يحضر شيئا ما من السيارة
شرب
جون وسارة القهوة ، قالت سارة :
ـ
هل أحببته .
ـ
إنه هادئ
عاد
ميشيل إلى المنزل ، صاح جون :
ـ
أتشرب قهوة يا ميشيل ؟
دخل
ميشيل حجرة الطعام وهو ممسك معطفه أمامه متكورا يقطر منه الماء
قالت
سارة فى انزعاج :
ـ
ما الخطب ؟
ـ
إنه بسبب جون .. السنجاب .. لقد أغرقته فى برميل المطر .
نبذة
عن المؤلفة :
روز جوين ، كاتبة أمريكية ولدت فى بريكيلي
عام 1973 وتعيش الآن فى بوسطن ، نشرت معظم أعمالها على شبكة الانترنت وفى المجلات
الأمريكية المطبوعة المشهورة مثل مجلة الشعر الأمريكي .