ثم إن "كريسطوف كولومبس " لا يعرف انَّنا
كُنا نقْطع جِسْر الفرح
في اتجاه غدٍ
وكُنا نعود كَي نبدأ سِفر الصَّلوات
كنا نعود كي نطمئِنَ منْ هُم في قلَقٍ
يقولون: غابا كثيرا في زخَم العِناق
نُرسل لهم صُورا ولحظاتٍ
وعبْرها نرسِل بسْمات، ولغةٍ تقولُ أنَّا بِخير
"كريسطوف كولومبس" أصَرَّ أن نبيتَ
في عراء "ويلبا"
وأن نزُور نهْرا هُوَ في الأَصْلِ بحْر
ماؤه حُلو ولا تسْبَح فيه حوريات
تقف على جنباته قوارب وذكريات
هوَ نَهر
أصْله بحْر
مثْلي أنا
حَبَّة خَرْدَل
كنتُ في الأصلِ حقلَ تفَّاح..
.
.
أنا لا أعرف لماذا تشبهُ هذه المدينة وجْهَ فتاة
شاحبٍ وعبُوس
لا أعْرف لماذا رغم أشْجار الجَكرانْدا
والمسارح
والجامعات الثَّلات..
ورغم المطعم الذي آوانا من خوفٍ وأطعَمنا من جُوع
تبدو "ويلبا" مثل قطَّة بلَّلها مَطر
غَزير
تخْتِبئُ تحتَ ثمثال "كريسطوف"
وتموءُ
من شِدَّةِ العَصْف
ومن بردٍ جَسُور
أقولُ للذي أنْفاسُه من مِسْك :
لا تغضب، فُكَّ عُقدة حاجبيك وتعالَ نُغني
أو نُمسِك بِيد هذا الوجوم
لنُطوِّح به في الأمْداء
ولنَغدُو صغيرين أكثر من اللازم، كي نَليِق بالحُب
اقول له، وقَدْ رَقَّ
وانفرجَتْ بسْمة شحِيحة غيَّرت إيقَاع السَّاعات
لماذا لا نفكر في "كريسطوف كولوبس"
وهو يطأ تراب أمريكا
ألم تكن رهْبة الغزْو تسبِقه الى هُناك؟
فلنَكنْ مثْله
ولنترك لرهبة هذا العبث أن يسبِقَنا الى الهُناك
الى حيث لا نعرف ماذا هُناك
ولا الى أيْن يُفضي ذلك الهناك؟
.
.
أيا حبيبها..
راقصْها.. غَنِّ لها
داعبْ في روحها تعبا قديما وصَيِّرْه ضَبابا
وادعها الى حفلٍ راقص بِروبِها الأحمر قصِير الغِواية
هيَ تحبُّ أَ ن تمضي إ لى دهشة مِن دهشة
وتحب أن تبْكي فرَحا
وتحبُّ ان تُبهِر العالم بقَصيدة
أيا سيِّد دقَّات قلبِها
لا تحزنْ كي لا تَحزن..
وخَلِّ ما بينكما
صُبْحاً موصولا ً برَجَّةِ اللُّقْيا..
وداد بنموسى
Huelva) هي مدينة تقع في جنوب غرب إسبانيا، تقع
على ساحل خليج قادس في المحيط الأطلسي، عند التقاء نهري وديال ولبلة. تقع المدينة بالقرب
من البرتغال من جهة الغرب، وتحدها من الشمال منطقة إكستـريمادورا، وإشبيلية من الشرق،
وقادس من الجنوب.
تحتفظ هذه المدينة على عدد من الذكريات عن مرور
كريستوفر كولومبوس بتلك المنطقة قبل سفره إلى أمريكا , ولها أهمية كبيرة في التاريخ
الإسلامي.