فالموقف النقدي هو فضيلة المجتمع، يستبعد الأخطاء، لأنه يرتبط بالأخلاق، وبالشجاعة في قول الحق وبالشأن العام.
لماذا يتم حكمنا بهذه الطريقة، وليس بما نريده؟ فهل أننا لا نرغب إطلاقا في الحكم؟ أم نسعى إلى رفض الحكم بهذه التقنية الوسطوية؟.
والحال أن النقد هو وسيلتنا الوحيدة، نفكر من خلاله في بناء مشروع التنوير في مجتمعنا، لأنه وسيلة للفلسفة السياسية، التي تنظر إلى الإنسان كحيوان سياسي بلغة أرسطو، وللنقد كقيمة أخلاقية، لا يقوم بها إلا من كان فاضلا منصهرا في هموم عصره، ومدركا لنقــــائصه إلى درجة أن النقد يؤدي بعض أدوار السلطة، وأنه في أحيان كثيرة يمثل سلطة مضادة تظهر في شـــكل رقابة. إنه بلغة الفلاسفة فن عدم الحكم بهذه الطـــريقة، أي أن لا نخضع للحكم بدرجة كبــيرة، ومعنى ذلك عدم القبول بالقوانين الظالمة وغير العـــادلة باســم الحقوق الكونية التي ينبغي أن تمتثل لها الحكومة. فما علاقة النقد بالحقيقة؟ بل وما علاقتها بفن الحكم؟.
سياسة الحقيقة هي الشعار الذي يسبق التنوير السياسي، ولذلك نجد فوكو يقول: إذا كانت فنون الحكم تعني هذه الحركة التي بواسطتها يتم إخضاع الأفراد بآليات تستند إلى حقيقة ما، فإن النقد هو هذه الحركة التي بواسطتها تعطي الذات لنفسها حق مساءلة الحقيقة حول آثار السلطة، وبذلك تكون الوظيفة الأساسية للنقد التنويري هي عدم الخضوع لسياسة اللعبة، وبعبارة كانط خروج من حالة القصور الفكري التي يعيش فيها الإنسان وهو مسؤول عن ذلك إلى لحظة الرشد، إن مسؤوليته عن الشقاء الذي يعيش فيه أكبر من مسؤوليته على ولادة مواطنين من أحط الطبقات.
هكذا يكون التنوير في هذا الأفق هو رفع الوصاية على الإنسان ومنحه الحق في الاستقلال الذاتي، وفي الاستعمال الحر للعقل في المجال العام، فما معنى الإنسان التنويري؟ هل هو الذي يتمتع بملكية العقل والرشد الفكري؟، أم مجرد حيوان يتمتع بالضروريات وبالإيمان الساذج؟، بل ما الذي يجعل من الإنسان إنسانا؟.
إنها القدرة على التحرر من الوصاية والانعتاق من لقب الرعية، وإرادة الشجاعة إذ بواسطتها يتم إرجاع ما سلب منه، وأعني الحرية، ضرورة التحلي بالشجاعة وهذا بالذات ما يجعل النقد ينصهر في الفضيلة، لأن الشجاعة فضيلة خلقية، فمن لا شجاعة له، لا أخلاق له، ومن لا أخلاق لا يعول عليه في بناء عصر التنوير، سيظل قاصرا تحت وصاية للأسياد، إلى أن يموت.
ينبغي تحرير الإنسان من ألعاب السلطة والحقيقة الزائفة هذه هي المهمة الأولى لكل تنوير في الحاضر والمستقبل لابد من دفن الماضي، من أجل ولادة الحاضر في نشوة الحرية، ومعنى ذلك أن الاستقلال الذاتي هو نفسه طاعة للسلطة المتنورة فبحلول التنوير يتشكل نظام الدولة العقلانية، والسلطة الفاضلة، والسياسة الحديثة، ومجتمع المعرفة، والاقتصاد الليبيرالي المزدهر، فمهمة النقد إذن هي بناء لإنسان حديث ومجتمع معاصر، ودولة عقلانية وسلطة متنورة، وهذه الثورة لا يقوم بها إلا الذوات الحرة التي تتشوق إلى الأفضل وتتمتع بالحرية، أما العبيد فإنهم يفضلون اللذة الحسية عن الحرية والمعرفة.
النقد هو بمثابة قواعد فــــي المنهــــج، أســئلة عميقة تستمد قوتها من العصر، تعتبر النقد بمثابة موقف رافض للخضوع، غايته اقتحام فضاء التنوير.
فإلى أي مدى سنحقق هذه الغاية؟ ومتى سيحقق الإنسان كماله في الحرية والتنوير ويتحرر من العبودية؟
لماذا يتم حكمنا بهذه الطريقة، وليس بما نريده؟ فهل أننا لا نرغب إطلاقا في الحكم؟ أم نسعى إلى رفض الحكم بهذه التقنية الوسطوية؟.
والحال أن النقد هو وسيلتنا الوحيدة، نفكر من خلاله في بناء مشروع التنوير في مجتمعنا، لأنه وسيلة للفلسفة السياسية، التي تنظر إلى الإنسان كحيوان سياسي بلغة أرسطو، وللنقد كقيمة أخلاقية، لا يقوم بها إلا من كان فاضلا منصهرا في هموم عصره، ومدركا لنقــــائصه إلى درجة أن النقد يؤدي بعض أدوار السلطة، وأنه في أحيان كثيرة يمثل سلطة مضادة تظهر في شـــكل رقابة. إنه بلغة الفلاسفة فن عدم الحكم بهذه الطـــريقة، أي أن لا نخضع للحكم بدرجة كبــيرة، ومعنى ذلك عدم القبول بالقوانين الظالمة وغير العـــادلة باســم الحقوق الكونية التي ينبغي أن تمتثل لها الحكومة. فما علاقة النقد بالحقيقة؟ بل وما علاقتها بفن الحكم؟.
سياسة الحقيقة هي الشعار الذي يسبق التنوير السياسي، ولذلك نجد فوكو يقول: إذا كانت فنون الحكم تعني هذه الحركة التي بواسطتها يتم إخضاع الأفراد بآليات تستند إلى حقيقة ما، فإن النقد هو هذه الحركة التي بواسطتها تعطي الذات لنفسها حق مساءلة الحقيقة حول آثار السلطة، وبذلك تكون الوظيفة الأساسية للنقد التنويري هي عدم الخضوع لسياسة اللعبة، وبعبارة كانط خروج من حالة القصور الفكري التي يعيش فيها الإنسان وهو مسؤول عن ذلك إلى لحظة الرشد، إن مسؤوليته عن الشقاء الذي يعيش فيه أكبر من مسؤوليته على ولادة مواطنين من أحط الطبقات.
هكذا يكون التنوير في هذا الأفق هو رفع الوصاية على الإنسان ومنحه الحق في الاستقلال الذاتي، وفي الاستعمال الحر للعقل في المجال العام، فما معنى الإنسان التنويري؟ هل هو الذي يتمتع بملكية العقل والرشد الفكري؟، أم مجرد حيوان يتمتع بالضروريات وبالإيمان الساذج؟، بل ما الذي يجعل من الإنسان إنسانا؟.
إنها القدرة على التحرر من الوصاية والانعتاق من لقب الرعية، وإرادة الشجاعة إذ بواسطتها يتم إرجاع ما سلب منه، وأعني الحرية، ضرورة التحلي بالشجاعة وهذا بالذات ما يجعل النقد ينصهر في الفضيلة، لأن الشجاعة فضيلة خلقية، فمن لا شجاعة له، لا أخلاق له، ومن لا أخلاق لا يعول عليه في بناء عصر التنوير، سيظل قاصرا تحت وصاية للأسياد، إلى أن يموت.
ينبغي تحرير الإنسان من ألعاب السلطة والحقيقة الزائفة هذه هي المهمة الأولى لكل تنوير في الحاضر والمستقبل لابد من دفن الماضي، من أجل ولادة الحاضر في نشوة الحرية، ومعنى ذلك أن الاستقلال الذاتي هو نفسه طاعة للسلطة المتنورة فبحلول التنوير يتشكل نظام الدولة العقلانية، والسلطة الفاضلة، والسياسة الحديثة، ومجتمع المعرفة، والاقتصاد الليبيرالي المزدهر، فمهمة النقد إذن هي بناء لإنسان حديث ومجتمع معاصر، ودولة عقلانية وسلطة متنورة، وهذه الثورة لا يقوم بها إلا الذوات الحرة التي تتشوق إلى الأفضل وتتمتع بالحرية، أما العبيد فإنهم يفضلون اللذة الحسية عن الحرية والمعرفة.
النقد هو بمثابة قواعد فــــي المنهــــج، أســئلة عميقة تستمد قوتها من العصر، تعتبر النقد بمثابة موقف رافض للخضوع، غايته اقتحام فضاء التنوير.
فإلى أي مدى سنحقق هذه الغاية؟ ومتى سيحقق الإنسان كماله في الحرية والتنوير ويتحرر من العبودية؟