يكتسب الحوار مع الكاتبة والمترجمة اليونانيّة بيرسا كوموتسي أهمية مزدوجة؛ من جانب، ساهمت نشأة كوموتسي كيونانيّة ترعرعت في أحضان القاهرة وشوارعها وتلقّت تعليمها الأساسي والجامعي فيها وتشكل وعيها وذاكرتها خلال تلك الفترة في تكوين مادّة ثريّة استقت منها كوموتسي الكثير من أحداث وموضوعات الأعمال الروائية التي كتبتها، والتي تُرجم منها إلى الآن عملان فقط هما “نزهة مع نجيب محفوظ” و”الضفة الغربيّة من النيل” ورواية ثالثة ستصدر ترجمتها قريبا في القاهرة بعنوان “أصوات سكندريَّة”.. غادرت كوموتسي القاهرة منذ عقود ماديّا إلا أن روحها لا تزال تُحلق هناك في شوارعها وتاريخها.. في تلك الذّاكرة العصيّة على النسيان. من جهة أخرى، ساهمت كوموتسي بعملها كمترجمة في نقل أبرز الأعمال الأدبية في العالم العربي إلى اليونانيّة، ترجمت ستة عشر عملا للروائي المصري الراحل نجيب محفوظ، فضلا عن ترجمة ما يزيد عن ثلاثين عملا لكُتاب عرب آخرين.. لا تملّ كوموتسي من الحديث عن نجيب محفوظ وعوالمه الأدبية.. هذا التعلق بأديب نوبل جعلها من أبرز مترجمي أدبه إلى اليونانية هذا فضلا عن كتابتها الخاصّة عنه، وسيرتها المتعانقة مع عوالمه.