طنجة ـ «القدس العربي» من الطاهر الطويل: لم يتمكن المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب من عقد مؤتمره التاسع عشر في مدينة طنجة في ظروف عادية، إذ ظهرت أصوات معارضة أدّت إلى حدوث ارتباك في الجلسة الافتتاحية والحيلولة دون استمرارها، وسط حالة من الضجيج والفوضى. وبعد ملاسنات محتدمة بين مجموعة من المؤتمِرين، انتدب البعضُ لجنةً عُهِـد إليها إصلاح ذات البيْن، لكنها عادت فأعلنت فشلها في إقناع الطرفين المتصارعين بضبط النفس، ومواصلة أعمال المؤتمر، مما كان يُنذر بحدوث شرخ كبير في هذه المنظمة الثقافية. وبعد جهد جهيد، انتهت المسألة بالاتفاق على عقد مؤتمر استثنائي للاتحاد، لاحقًا، في ظروف أفضل.
عشية الجمعة المنصرم، كانت الأمور تسير بشكل اعتيادي في المركز الثقافي «أحمد بوكماخ» في طنجة، حيث كانت اللجنة التنظيمية تتولى استقبال الأعضاء المشاركين، وتسليمهم وثائق المؤتمر، وبطاقات الإقامة في الفنادق. وانطلقت الجلسة الافتتاحية بفقرة موسيقية لفرقة متوسطية ـ افريقية، تلاها عرض شريط مصوّر حول تقدُّم الأشغال في بناء «دار الفكر»، وهي منشأة ضخمة تابعة لاتحاد كتاب المغرب، وستضمّ قاعات للقاءات الكبرى وللعروض الفنية ومكاتب وأروقة ومرافق رياضية وترفيهية ومكتبة وحديقة أندلسية وغيرها.
وما إن تقدّم الدكتور عبد الرحيم العلام، الرئيس الحالي لاتحاد كتاب المغرب، إلى المنصة ليلقي كلمته، حتى فاجأ الشاعر حسن نجمي (الرئيس الأسبق للاتحاد) المنظمِّين والمؤتمِرين بطلبه الحديث في إطار «نقطة نظام». صعد إلى الخشبة، وأمسك الميكروفون، وشرع في توجيه انتقادات حادة إلى عبد الرحيم العلام شخصيا، تتعلق بأمور تسيير الاتحاد إداريا وماليا. ورغم محاولات العلاّم الرد على تلك الانتقادات، فإنه لم يتمكن من مواصلة كلمته وإسماع صوته. ومما زاد الطين بلة، صعود الكاتبة ليلى الشافعي هي الأخرى إلى الخشبة ومحاولتها شرح ملابسات مشكلتها مع الرئيس الحالي للاتحاد. وكان المكتب التنفيذي اتخذ في حقها قرار الطرد من هذه المنظمة الثقافية، بعد نشرها مجموعة من الاتهامات الأخلاقية والمالية الموجهة إلى عبد الرحيم العلام، ما حدا بهذا الأخير إلى رفع دعوى قضائية ضدها.
وهكذا تحولت قاعة المؤتمر إلى فوضى عارمة، وصلت أصداؤها مباشرة إلى شبكات التواصل الاجتماعي صوتًا وصورة، ولم يقلل من حدتها سوى عودة «لجنة إصلاح ذات البين» التي أعلنت فشلها في مهمتها. ومما زاد الطين بلة تواري عبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب عن الأنظار، وعدم نجاح أي محاولة لإعادة الاتصال به، لعدم تشغيل هاتفه المحمول. وعلّق المؤتمرون الرجاء على صباح اليوم الموالي ـ السبت ـ من أجل «إنقاذ الاتحاد».
أشرقت شمس طنجة الجميلة، وسرى بصيص أمل ممزوج بهواجس قلق بين الكُتّاب الذين التأموا مجددا في المركز الثقافي «أحمد بوكماخ». وبعد طول انتظار، ظهر رئيس اتحاد كتاب المغرب، وصعد إلى الخشبة بمعية باقي أعضاء المكتب التنفيذي، حيث أعلن عن قرار عقد «مؤتمر استثنائي» للاتحاد في وقت لاحق، وهو قرار وافق عليه المؤتمرون عقب نقاش طويل، حيث جرى تشكيل لجنة لهذا الغرض، عُهد إليها الإعداد اللوجيستي ومراجعة الوثائق الفكرية والقانونية للمؤتمر.
انفض المجتمعون، ورجعوا إلى مدنهم، لكن كرة النار التي انقذفت في مؤتمر طنجة لم تخفت، إذ انتقلت إلى تدوينات العديد من الكتّاب في «الفيسبوك» التي أخذت ترثي حال الاتحاد وتندب مآله المنحط ومرآته المهشمة، نتيجة نرجسية البعض ممّن يحاولون الركوب على اتحاد الكتاب لإرضاء نزوعات شخصية أو غيرها. مع العلم أن هذه الوضعية ستجد هوى في نفوس مَن يُضمرون العداء لهذه المنظمة الثقافية التي كان يُمارَس عبرها السؤال النقدي حول قضايا فكرية وإبداعية بجرأة ورؤية استشرافية، ولكن بطريقة حضارية راقية وباحترام الكُـتّاب بعضهم لبعض. وتساءل ملاحظون عمّا إذا كان ما وقع في مؤتمر اتحاد الكتاب يندرج ضمن مخطط خفي متوالي الحلقات للإجهاز على الفضاءات المحتضنة للقوى الحية في المغرب، من أحزاب تقدمية ونقابات مهنية ومنظمات حقيقية وشبابية وطلابية وغيرها.
عشية الجمعة المنصرم، كانت الأمور تسير بشكل اعتيادي في المركز الثقافي «أحمد بوكماخ» في طنجة، حيث كانت اللجنة التنظيمية تتولى استقبال الأعضاء المشاركين، وتسليمهم وثائق المؤتمر، وبطاقات الإقامة في الفنادق. وانطلقت الجلسة الافتتاحية بفقرة موسيقية لفرقة متوسطية ـ افريقية، تلاها عرض شريط مصوّر حول تقدُّم الأشغال في بناء «دار الفكر»، وهي منشأة ضخمة تابعة لاتحاد كتاب المغرب، وستضمّ قاعات للقاءات الكبرى وللعروض الفنية ومكاتب وأروقة ومرافق رياضية وترفيهية ومكتبة وحديقة أندلسية وغيرها.
وما إن تقدّم الدكتور عبد الرحيم العلام، الرئيس الحالي لاتحاد كتاب المغرب، إلى المنصة ليلقي كلمته، حتى فاجأ الشاعر حسن نجمي (الرئيس الأسبق للاتحاد) المنظمِّين والمؤتمِرين بطلبه الحديث في إطار «نقطة نظام». صعد إلى الخشبة، وأمسك الميكروفون، وشرع في توجيه انتقادات حادة إلى عبد الرحيم العلام شخصيا، تتعلق بأمور تسيير الاتحاد إداريا وماليا. ورغم محاولات العلاّم الرد على تلك الانتقادات، فإنه لم يتمكن من مواصلة كلمته وإسماع صوته. ومما زاد الطين بلة، صعود الكاتبة ليلى الشافعي هي الأخرى إلى الخشبة ومحاولتها شرح ملابسات مشكلتها مع الرئيس الحالي للاتحاد. وكان المكتب التنفيذي اتخذ في حقها قرار الطرد من هذه المنظمة الثقافية، بعد نشرها مجموعة من الاتهامات الأخلاقية والمالية الموجهة إلى عبد الرحيم العلام، ما حدا بهذا الأخير إلى رفع دعوى قضائية ضدها.
وهكذا تحولت قاعة المؤتمر إلى فوضى عارمة، وصلت أصداؤها مباشرة إلى شبكات التواصل الاجتماعي صوتًا وصورة، ولم يقلل من حدتها سوى عودة «لجنة إصلاح ذات البين» التي أعلنت فشلها في مهمتها. ومما زاد الطين بلة تواري عبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب عن الأنظار، وعدم نجاح أي محاولة لإعادة الاتصال به، لعدم تشغيل هاتفه المحمول. وعلّق المؤتمرون الرجاء على صباح اليوم الموالي ـ السبت ـ من أجل «إنقاذ الاتحاد».
أشرقت شمس طنجة الجميلة، وسرى بصيص أمل ممزوج بهواجس قلق بين الكُتّاب الذين التأموا مجددا في المركز الثقافي «أحمد بوكماخ». وبعد طول انتظار، ظهر رئيس اتحاد كتاب المغرب، وصعد إلى الخشبة بمعية باقي أعضاء المكتب التنفيذي، حيث أعلن عن قرار عقد «مؤتمر استثنائي» للاتحاد في وقت لاحق، وهو قرار وافق عليه المؤتمرون عقب نقاش طويل، حيث جرى تشكيل لجنة لهذا الغرض، عُهد إليها الإعداد اللوجيستي ومراجعة الوثائق الفكرية والقانونية للمؤتمر.
انفض المجتمعون، ورجعوا إلى مدنهم، لكن كرة النار التي انقذفت في مؤتمر طنجة لم تخفت، إذ انتقلت إلى تدوينات العديد من الكتّاب في «الفيسبوك» التي أخذت ترثي حال الاتحاد وتندب مآله المنحط ومرآته المهشمة، نتيجة نرجسية البعض ممّن يحاولون الركوب على اتحاد الكتاب لإرضاء نزوعات شخصية أو غيرها. مع العلم أن هذه الوضعية ستجد هوى في نفوس مَن يُضمرون العداء لهذه المنظمة الثقافية التي كان يُمارَس عبرها السؤال النقدي حول قضايا فكرية وإبداعية بجرأة ورؤية استشرافية، ولكن بطريقة حضارية راقية وباحترام الكُـتّاب بعضهم لبعض. وتساءل ملاحظون عمّا إذا كان ما وقع في مؤتمر اتحاد الكتاب يندرج ضمن مخطط خفي متوالي الحلقات للإجهاز على الفضاءات المحتضنة للقوى الحية في المغرب، من أحزاب تقدمية ونقابات مهنية ومنظمات حقيقية وشبابية وطلابية وغيرها.