” ألم يقولوا: إن المعاني مطروحة في الطريق والبليغ من خاط الألفاظ على قد المعاني إنه عمل دليلة في سجن شمشون في قارورة ، عمل زليخا في الكيد والإغراء والمروادة ليوسف المعنى ومن يفعل ذلك لا بد أن يكون في حيلة دليلة
وإغراء زليخا فالحضارة أنثى والحرية أنثى والحياة أنثى والكتابة أنثى يا الله لم يبق للذكورة إلا الإهاب “!
إ . م الكتابة أنثى
ها أنذا في برية العربية أشم أريج شيحها وعرارها و وأسرح طرفي في سمائها اللازوردية البعيدة وأفقها الذي لا ينتهي حاملا قلمي( عصاي) أتوكأ به على سلم المعاني وأنا أرتقي فيها وأهش به على حبات قلبي من ذئاب الملل والرتابة والخوف والقرف، ولي في قلمي مآرب أخرى !
– من أنت أيها الحرف السمهري المشمخر القامة النحيف العرض؟
– أنا الألف فاتحة الأبجدية وقيدومها في وقوفي وصمودي رمز
وفي استهلال الأبجدية بي كل المعنى
– وأنت أيها الحرف المقوس العجز؟
– أنا اللام أحببت الألف فتنني بقيده المياس وناصيته المشرقة ودقته ونحافته عشقت سيد الحروف فاقترنت به عانقته فكان الحبل والمخاض والولادة من اقتراني بفارس الأبجدية ولدت الرفض والاحتجاج (لا) رمز الرافضين وشريعة المحتجين قل “أنا أرفض إذا أنا موجود” الرفض للرداءة للرياء للسطحية للابتذال للسير مع التيار (لا) بدون رتوش بدون نقط تقولها حتى وأنت مبحوح مزكوم بل وأبكم لذا كانت أول كلمة في الشهادة (لا) إله إلا الله بدأت برفض كل صنم وكل سامري يدعو إلى الضلالة والزيف والبهتان.
– وأنت أيتها الكلمة من أنت ؟ أنا أدب
لا يكون الأدب أدبا إلا إذا كان الأبد يركز سنان كلماته في نحر الساعة فتنتحر بعقاربها ويموت الزمن على أعتاب الكلمات.
– وأنت؟ أنا الفن .
– لا لا يكون الفن إلا إذا خرج من جوف النون كما خرج النبي يونس من بطن الحوت وقد ابتلته الظلمات في غياهب البحار، اطرح نفسك تحت يقطين التأمل والبحران وهواجس الشك وتباريح الروح لترى الفن:
تناقضت الأفكار عندي كأنمـــــا
أنا جمع أشخاص وما أنا واحد
ففي كل حين لي مـــأتم وولادة
وشخصي مولود وشخصي والد
– وأنت أيتها الكلمة النافرة؟ أنا الفعل أبدع.
– حسبك من الحرفين الألف والباء نعم المبدع كالأب الخصوبة تجري في قلمه كما تجري آيات الإخصاب في خلاياه سبحانه يولج العبق في الري ويولج الري في العبق فيكون من بهاء الكلمة وجلالها شذا وارتواء فلا عبق بلا ري ولا ري بلا عبق كذلك أدب الجاحظ وفن بيكاسو وموسيقى عبد الوهاب .
– وأنت أيها الحرف ما اسمك؟
– أنا الحاء كما في حرارة وحمى وحب وحياة بغيري لا تكون حياة عقل ووجدان ولو امتلكت كنوز قارون وقوة هرقل.
– وأنت أيتها الشاة الولود ؟
– أنا الباء يحرسني سيدي الألف بقامته المشمخرة وقد سألته أن يضطجع فأبى وقال:إنني أحرس الأبجدية فالحروف حرمة لا بد من حرف واقف كالسنان كالرمح يحرس عرض العربية لا نضطجع كلنا .
– وأنا الراء عنزة فتية مدرار ولود حين أرعى أنا وأختي الحاء والباء نلد في الربيع بحرا وحبرا وحربا فالقلم يغرف من البحر ويركز راية الحرب على قلاع الفكر وأسوار الوجدان إذا ذهبت الباء مع جديها النقطة بقيت أنا والحاء :حر -لا نتبع سامريا كان،-ونحن من ألهمنا ذلك الشاعر أن يقول:
حر ومذهب كل حـــــــر مذهبي
ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
وألهمنا الآخر إذ قال:
لو من ربي بالنفوس على الورى
بصقت حوبائي وقلت له خــــــذ
ما عاش من لم يعرف عواصف البحر في ليالي الشك ومتاهات اليأس ، ما عاش من لم يذق طعم الحب في هجير الأيام وسراب الدنيا استهواني ثغاء خروف صغير ولم يكن غير فكر وجاء يبعه عديله كفر وقالا لا تعجب سيدي لا يكون الفكر إلا إذا كان كفرا بعبادة أصنام الشهوة وأوثان المادة وطواغيت العادة وأزلام الشهرة.
فلا تعجب ليس في حروف العربية عبث أو مصادفة إنما كل شيء بقدر.لقد كانت العربية آخر لغة للوحي الإلهي فلا بد أن تكون كالجفن للسيف والشفة للبسمة والعين للدمعة والسماء للنجوم والشموس والأقمار.
وأنت أيتها الكلمة ؟أنا الحب سر الوجود وإكسيره وأقنومه وماهيته من لا يعرف الحب لا يعرف الحياة الحب قانون الوجود هو فوق جميع قوانين الطبيعة إنما تدور الأقمار حول كواكبها والكواكب حول شموسها بقانون الحب لا بقانون الجاذبية ذلك تعليل سطحي هو ظاهر الحياة الدنيا والله محبة ومن فقد الحب بحث عنه:
وهذا إلى قيد المحبة شاخـــــص
وفي الحب قيد الجامح المتوثـــــب
ينادي أنلني القيد يا من تصوغه
ففي القيد من سجن الطلاقة مهربي
أدره على لبي وروحي ومهجتي
وطوق به كفي وجيدي ومنـكـبــــي
نعم ليس للحب إلا البوح فبح بحبك ولا تكتمه ولا تلتفت إلى ذلك القائل:
وارحمتا للعاشقين تكلفــــــــــوا
ستر المحبة والهوى فضـــــــاح
بالسر إن باحوا تباح دماؤهــــم
وكذا دماء العاشقين تبــــــــــاح
فاهرب من الحب إلى الحب ومت بالحب لأجل الحب لكن الحب كل لا يتجزأ إنه مثل الضوء تراه أبيض لكنه هو في الحقيقة سبعة ألوان من يعرف الحب لا يعرف الموت ولا الحقد ولا البرد ومن فقده فقد كل شيء لا يعوضه مال ولا شهوة ولا شهرة ولا صحة أطلب الحب لك الخلود “قل أنا أحب إذا أنا موجود” وقد أدركه سلطان العاشقين :
أدين بدين الحب أنى توجهت
ركائبه فالحب ديني وإيمـــاني
واكتب عن رفضك وحبك وقل “أنا أكتب إذا أنا موجود”
– وأنت أيها الفعل النافر؟
– أنا الفعل ساس وكما ترى ففي تتجلى المهارة والبهلوانية
-فهمتك أنت الذي تقرأ طردا وعكسا حقا إنك تعني المهارة والتطويع والقيادة لكنني أحب معناك العربي العتيق ساس الخيل أي طوعها فأسلست له القياد ولا أحب معناك المحدث ساس البشر فهو يعني تطويع الناس وقلب الحق باطلا والباطل حقا.
– يا حرف الشين اختم لنا مراقصة الأبجدية وكلمات العربية !
– شين ؟ شيطان ، شرر ، شعلة ،في من اللهب نصيب فاحذر أن تحترق وتكون كذلك الذي قال “عرفت النور ورأيت الجمال ولكنني احترقت”. إن الشين يقدح شرره وكذلك الشيطان فكل مبدع فيه من شرر الشيطان هو متمرد ،رافض ، نصف وجهه ذكر والنصف الآخر أنثى نصفه بشر ونصفه شيطان من يسر على درب الشيطان يتقحم جهنم الفكر ويشقى في دنيا حالفت كل معتوه ألم يقل ذلك النرجسي الكبير :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
لكن الحضارة كالأنثى بنت التمرد والرفض لا الخضوع والطاعة ، لا بناء بغير هدم ولا ابتكار بغير رفض ! من رفض الشيطان جاءت الحياة الدنيا وجاءت مغامرة الجنس البشري على هذه الأرض .
أيها العراف هات يدك وأرنا أرض بابل واحك لنا عن جمال سميراميس وعن خبث دليلة حين وضعت شمشون في قارورة إن الذي يكتب حقا هو مثل دليلة يضع العملاق شمشون في قارورة صغيرة وما شمشون إلا الفكر والمعنى والجمال والجلال وما أعظم هذه الكلمات! ألم يقولوا إن المعاني مطروحة في الطريق والبليغ من خاط الألفاظ على قد المعاني إنه عمل دليلة في سجن شمشون في قارورة وعمل زوليخا في الكيد والإغراء ليوسف المعنى ومن يفعل ذلك لا بد أن يكون في حيلة دليلة وإغراء زليخا فالحضارة أنثى والحرية أنثى والحياة أنثى والكتابة أنثى يا الله لم يبق للذكورة إلا الإهاب !
كل من يريد شيئا ذا قيمة في هذه الحياة هو يحلم حلم يوشع بن نون في دخول أرض المعاد وقد تاه في بيداء الحياة وسراب الدنيا أربعين يوما أوشهرا أو عاما كل يحلم أن يعود عودة أوديسيوس سيد البجار من سفراته إلى جنبات بنيلوب عودة السند باد محملا بالمحار واللؤلؤ والأصداف وتوابل الشرق وبخور السند وثعابين الهند، عودة الحلم العربي في غد عربي واعد مشرق حر، تقدمي وديمقراطي كما تبشر به عيون الصبايا والصبيان ، عودة تموز وفي يده الخبز ليشبع الجياع وتكف بغي السياب العمياء عن بذل جسدها لشراء زيت السراج الذي لا ترى نوره، عودة أدونيس للملمة أجزاء الخريطة ، عودة إيزيس ليسير نهر النيل باتجاه الشمال كما خلقه الله، عودة عشتار تلهبنا حماسة لنحوم حول ليلى العربية عشقا وصبابة وشبقا، عودة صلاح الدين يمحو الخزي والخذلان وينشر راية العروبة على أسوار القدس، عودة أبي زيد الهلالي يضرب بسيفه البتار كل معوج ويعيد للشهامة ألقها في زمن الانبطاح. عودة الشباب للزمن العربي يحلم ويكدح نهاره ويفرك في العشية يديه اشتهاء لقصص شهر زاد.
وإغراء زليخا فالحضارة أنثى والحرية أنثى والحياة أنثى والكتابة أنثى يا الله لم يبق للذكورة إلا الإهاب “!
إ . م الكتابة أنثى
ها أنذا في برية العربية أشم أريج شيحها وعرارها و وأسرح طرفي في سمائها اللازوردية البعيدة وأفقها الذي لا ينتهي حاملا قلمي( عصاي) أتوكأ به على سلم المعاني وأنا أرتقي فيها وأهش به على حبات قلبي من ذئاب الملل والرتابة والخوف والقرف، ولي في قلمي مآرب أخرى !
– من أنت أيها الحرف السمهري المشمخر القامة النحيف العرض؟
– أنا الألف فاتحة الأبجدية وقيدومها في وقوفي وصمودي رمز
وفي استهلال الأبجدية بي كل المعنى
– وأنت أيها الحرف المقوس العجز؟
– أنا اللام أحببت الألف فتنني بقيده المياس وناصيته المشرقة ودقته ونحافته عشقت سيد الحروف فاقترنت به عانقته فكان الحبل والمخاض والولادة من اقتراني بفارس الأبجدية ولدت الرفض والاحتجاج (لا) رمز الرافضين وشريعة المحتجين قل “أنا أرفض إذا أنا موجود” الرفض للرداءة للرياء للسطحية للابتذال للسير مع التيار (لا) بدون رتوش بدون نقط تقولها حتى وأنت مبحوح مزكوم بل وأبكم لذا كانت أول كلمة في الشهادة (لا) إله إلا الله بدأت برفض كل صنم وكل سامري يدعو إلى الضلالة والزيف والبهتان.
– وأنت أيتها الكلمة من أنت ؟ أنا أدب
لا يكون الأدب أدبا إلا إذا كان الأبد يركز سنان كلماته في نحر الساعة فتنتحر بعقاربها ويموت الزمن على أعتاب الكلمات.
– وأنت؟ أنا الفن .
– لا لا يكون الفن إلا إذا خرج من جوف النون كما خرج النبي يونس من بطن الحوت وقد ابتلته الظلمات في غياهب البحار، اطرح نفسك تحت يقطين التأمل والبحران وهواجس الشك وتباريح الروح لترى الفن:
تناقضت الأفكار عندي كأنمـــــا
أنا جمع أشخاص وما أنا واحد
ففي كل حين لي مـــأتم وولادة
وشخصي مولود وشخصي والد
– وأنت أيتها الكلمة النافرة؟ أنا الفعل أبدع.
– حسبك من الحرفين الألف والباء نعم المبدع كالأب الخصوبة تجري في قلمه كما تجري آيات الإخصاب في خلاياه سبحانه يولج العبق في الري ويولج الري في العبق فيكون من بهاء الكلمة وجلالها شذا وارتواء فلا عبق بلا ري ولا ري بلا عبق كذلك أدب الجاحظ وفن بيكاسو وموسيقى عبد الوهاب .
– وأنت أيها الحرف ما اسمك؟
– أنا الحاء كما في حرارة وحمى وحب وحياة بغيري لا تكون حياة عقل ووجدان ولو امتلكت كنوز قارون وقوة هرقل.
– وأنت أيتها الشاة الولود ؟
– أنا الباء يحرسني سيدي الألف بقامته المشمخرة وقد سألته أن يضطجع فأبى وقال:إنني أحرس الأبجدية فالحروف حرمة لا بد من حرف واقف كالسنان كالرمح يحرس عرض العربية لا نضطجع كلنا .
– وأنا الراء عنزة فتية مدرار ولود حين أرعى أنا وأختي الحاء والباء نلد في الربيع بحرا وحبرا وحربا فالقلم يغرف من البحر ويركز راية الحرب على قلاع الفكر وأسوار الوجدان إذا ذهبت الباء مع جديها النقطة بقيت أنا والحاء :حر -لا نتبع سامريا كان،-ونحن من ألهمنا ذلك الشاعر أن يقول:
حر ومذهب كل حـــــــر مذهبي
ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
وألهمنا الآخر إذ قال:
لو من ربي بالنفوس على الورى
بصقت حوبائي وقلت له خــــــذ
ما عاش من لم يعرف عواصف البحر في ليالي الشك ومتاهات اليأس ، ما عاش من لم يذق طعم الحب في هجير الأيام وسراب الدنيا استهواني ثغاء خروف صغير ولم يكن غير فكر وجاء يبعه عديله كفر وقالا لا تعجب سيدي لا يكون الفكر إلا إذا كان كفرا بعبادة أصنام الشهوة وأوثان المادة وطواغيت العادة وأزلام الشهرة.
فلا تعجب ليس في حروف العربية عبث أو مصادفة إنما كل شيء بقدر.لقد كانت العربية آخر لغة للوحي الإلهي فلا بد أن تكون كالجفن للسيف والشفة للبسمة والعين للدمعة والسماء للنجوم والشموس والأقمار.
وأنت أيتها الكلمة ؟أنا الحب سر الوجود وإكسيره وأقنومه وماهيته من لا يعرف الحب لا يعرف الحياة الحب قانون الوجود هو فوق جميع قوانين الطبيعة إنما تدور الأقمار حول كواكبها والكواكب حول شموسها بقانون الحب لا بقانون الجاذبية ذلك تعليل سطحي هو ظاهر الحياة الدنيا والله محبة ومن فقد الحب بحث عنه:
وهذا إلى قيد المحبة شاخـــــص
وفي الحب قيد الجامح المتوثـــــب
ينادي أنلني القيد يا من تصوغه
ففي القيد من سجن الطلاقة مهربي
أدره على لبي وروحي ومهجتي
وطوق به كفي وجيدي ومنـكـبــــي
نعم ليس للحب إلا البوح فبح بحبك ولا تكتمه ولا تلتفت إلى ذلك القائل:
وارحمتا للعاشقين تكلفــــــــــوا
ستر المحبة والهوى فضـــــــاح
بالسر إن باحوا تباح دماؤهــــم
وكذا دماء العاشقين تبــــــــــاح
فاهرب من الحب إلى الحب ومت بالحب لأجل الحب لكن الحب كل لا يتجزأ إنه مثل الضوء تراه أبيض لكنه هو في الحقيقة سبعة ألوان من يعرف الحب لا يعرف الموت ولا الحقد ولا البرد ومن فقده فقد كل شيء لا يعوضه مال ولا شهوة ولا شهرة ولا صحة أطلب الحب لك الخلود “قل أنا أحب إذا أنا موجود” وقد أدركه سلطان العاشقين :
أدين بدين الحب أنى توجهت
ركائبه فالحب ديني وإيمـــاني
واكتب عن رفضك وحبك وقل “أنا أكتب إذا أنا موجود”
– وأنت أيها الفعل النافر؟
– أنا الفعل ساس وكما ترى ففي تتجلى المهارة والبهلوانية
-فهمتك أنت الذي تقرأ طردا وعكسا حقا إنك تعني المهارة والتطويع والقيادة لكنني أحب معناك العربي العتيق ساس الخيل أي طوعها فأسلست له القياد ولا أحب معناك المحدث ساس البشر فهو يعني تطويع الناس وقلب الحق باطلا والباطل حقا.
– يا حرف الشين اختم لنا مراقصة الأبجدية وكلمات العربية !
– شين ؟ شيطان ، شرر ، شعلة ،في من اللهب نصيب فاحذر أن تحترق وتكون كذلك الذي قال “عرفت النور ورأيت الجمال ولكنني احترقت”. إن الشين يقدح شرره وكذلك الشيطان فكل مبدع فيه من شرر الشيطان هو متمرد ،رافض ، نصف وجهه ذكر والنصف الآخر أنثى نصفه بشر ونصفه شيطان من يسر على درب الشيطان يتقحم جهنم الفكر ويشقى في دنيا حالفت كل معتوه ألم يقل ذلك النرجسي الكبير :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
لكن الحضارة كالأنثى بنت التمرد والرفض لا الخضوع والطاعة ، لا بناء بغير هدم ولا ابتكار بغير رفض ! من رفض الشيطان جاءت الحياة الدنيا وجاءت مغامرة الجنس البشري على هذه الأرض .
أيها العراف هات يدك وأرنا أرض بابل واحك لنا عن جمال سميراميس وعن خبث دليلة حين وضعت شمشون في قارورة إن الذي يكتب حقا هو مثل دليلة يضع العملاق شمشون في قارورة صغيرة وما شمشون إلا الفكر والمعنى والجمال والجلال وما أعظم هذه الكلمات! ألم يقولوا إن المعاني مطروحة في الطريق والبليغ من خاط الألفاظ على قد المعاني إنه عمل دليلة في سجن شمشون في قارورة وعمل زوليخا في الكيد والإغراء ليوسف المعنى ومن يفعل ذلك لا بد أن يكون في حيلة دليلة وإغراء زليخا فالحضارة أنثى والحرية أنثى والحياة أنثى والكتابة أنثى يا الله لم يبق للذكورة إلا الإهاب !
كل من يريد شيئا ذا قيمة في هذه الحياة هو يحلم حلم يوشع بن نون في دخول أرض المعاد وقد تاه في بيداء الحياة وسراب الدنيا أربعين يوما أوشهرا أو عاما كل يحلم أن يعود عودة أوديسيوس سيد البجار من سفراته إلى جنبات بنيلوب عودة السند باد محملا بالمحار واللؤلؤ والأصداف وتوابل الشرق وبخور السند وثعابين الهند، عودة الحلم العربي في غد عربي واعد مشرق حر، تقدمي وديمقراطي كما تبشر به عيون الصبايا والصبيان ، عودة تموز وفي يده الخبز ليشبع الجياع وتكف بغي السياب العمياء عن بذل جسدها لشراء زيت السراج الذي لا ترى نوره، عودة أدونيس للملمة أجزاء الخريطة ، عودة إيزيس ليسير نهر النيل باتجاه الشمال كما خلقه الله، عودة عشتار تلهبنا حماسة لنحوم حول ليلى العربية عشقا وصبابة وشبقا، عودة صلاح الدين يمحو الخزي والخذلان وينشر راية العروبة على أسوار القدس، عودة أبي زيد الهلالي يضرب بسيفه البتار كل معوج ويعيد للشهامة ألقها في زمن الانبطاح. عودة الشباب للزمن العربي يحلم ويكدح نهاره ويفرك في العشية يديه اشتهاء لقصص شهر زاد.