ألترا صوت – فريق التحرير : عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر"، صدر حديثًا كتاب "حالة الأزمة"، بتأليفٍ مشترك بين عالميّ الاجتماع البولنديّزيجمونت باومان والإيطاليّ كارلو بوردوني. بترجمة حجاج أبو جبر.
يدعم المؤلّفان مقولة الكتاب الرئيسية من خلال تفسير أزمة الحداثة وما بعد الحداثة، بالإضافة إلى تحليلهما لعددٍ من المواضيع والقضايا السياسية والاجتماعية المُرتبطة، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، بهذه الأزمات، ومنها، على وجه الخصوص، الدولة والديمقراطية والحداثة التي يخضعانها لنقاشات تُعرّي أصول هذه الأزمة، وتكشف انعكاساتها.
هكذا نجد أنّ زيجمونت باومان قد اتّخذ من مفهوم الحداثة السائلة أداةً تحليلية يسعى من خلالها إلى بلورة فهم عميق لما بات يُسمّى اليوم، ولا سيما عند الباحثين، بـ"الحداثة في الأزمات". وهنا قدّما معًا نقدًا موضوعيًا للفشل المستمر في عالمنا اليوم، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والأخلاقي والسياسي، وهذا من خلال استعراضهما لتاريخ هذا الفشل، وتبيين أسبابه.
ولا يغفل باومان وبوردوني الحديث عن الديمقراطية، إذ يُشيران إلى أنّ الجماهير التي تخرج سعيًا لها، وضدّ الاستبداد، باتت مترابطة فيما بينها عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ. بالإضافة إلى أنّها باتت مقاومة لمختلف أشكال السلطوية، بما في ذلك ما يُسمّى بـ "الاستبداد الديمقراطي".
في النهاية، يعرض الكتاب أهم الأزمات التي مرّ ويمرّ بها المجتمع الغربيّ، كأزمة الدولة الحديثة، والديمقراطيات التمثيلية، والاقتصاديات الليبرالية وغيرها.
يُذكر أنّ زيجمونت باومان باحث وعالم اجتماع بولندي من مواليد مدينة بوزنان سنة 1925. أقام في المملكة المتّحدة منذ سنة 1971 بعد طرده من بلده. وتوفيّ فيها سنة 2017. نُقلت عدّة مؤلّفات له إلى اللغة العربية، منها: "الحداثة السائلة" و "الحرية" و"الحداثة والهولوكوست" و"الأخلاق في عصر الحداثة السائلة".