تحلّقت حولي عجائز الحي يُلبسنني الأحمر و ما وعاه غربال صغير من الذهب و رششنني بقوارير من العطر المركز حتى كدت أختنق. أردن تعطيري كوردة جاهزة للتفتح. قليلا و وصل العريس يحملني معه الى بيتنا. كنت كأكلة فخمة معدّة بعناية.
أخيرا تزوجت!! و انتهى اللون الوردي و اختفى الوجه الملائكي، و عرفت زيف أناقته و خبث ابتسامته.
_جهزي لي الحمام!
،
_احضري الفطور!
،
_أغلقي فمك!
،
_لا تقاطعيني!!
،
_إن رأيتك تقرئين الجرائد سأضربك!
أصبحت الشتائم زادي اليومي و سوء معاملتي لذته. كان فقير الخُلق غني الجيوب. زوّجتني أمي و كانت تحسبني وطئت الجنة بأقدامي و هي لا تدري أنها باعتني مقابل مِهر مُرضي.و لأرضخ أكثر، زيارة أمي كانت مقابل صمتي.
_تحسبين أنك غالية؟؟ لا يعلى ثمنك أكثر من نعلي ستعودين من أين أتيت!!!!
كل يوم انتظر أن ينفذ تهديده لي ، و كل يوم تنتظر أمي أن أبشرها بحمل أول مولود لي. و فيما بيننا زوجي اللئيم يتقلب بين أسرّة المحضيات ..مستقبلي يلوح قاتما، لا مصير!!!!!.