إن التحليل الثقافي يذهب إلى ما هو أبعد من النص ليحدد الروابط بين النص والقيم من جهة، والمؤسسات والممارسات الأخرى في الثقافة من جهة أخرى. ويرى بعض
الداعين إلى التحليل الثقافي أن هذا المنهج يسعى – بالاتكاء على القراءة الفاحصة- إلى استعادة القيم الثقافية التي امتصها النص الأدبي؛ لأن ذلك النص قادر على أن يتضمن بداخله السياق الذي أُنتج من خلاله، ومن ثم يمكن -نتيجة لهذا- تكوين صورة للثقافة بوصفها تشكيلًا معقدًا. (الرويلي، ميجان، والبازعي، سعد (2007). دليل الناقد الأدبي. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي. ط5.).
يمكن القول: إن النقد الثقافي «ليس منهجًا بين مناهج أخرى، أو مذهبًا أو نظرية، كما أنه ليس فرعًا أو مجالًا متخصصًا من بين فروع المعرفة ومجالاتها، بل هو ممارسة أو فاعلية تتوفر على درس كل ما تنتجه الثقافة من نصوص؛ سواء كانت مادية أو فكرية. ويعني النص هنا كل ممارسة؛ قولًا أو فعلًا، تولِّد معنى أو دلالة.» (قنصوه، صلاح (2007م). تمارين في النقد الثقافي. القاهرة: ميريت، ط1.).