أصدرت مؤخرا الكاتبة الجزائرية أمل بوشارب عن منشورات الشهاب روايتها الجديدة "ثابت الظلمة". وتقع الرواية في 370 صفحة من القطع المتوسط، موزعة على 3
أقسام يتضمنها ما مجموعه 79 فصلا. وتلتزم بتوطئة وخاتمة ما يعزز الطابع الملحمي للعمل الذي يتميز بطول النفس والتشعب.
تصور "ثابت الظلمة" بدء عمليات تنقيب عن الآثار في منطقة الاهقار بالصحراء الجزائرية. وذلك بقرار من "المركز الدولي للأبحاث الأركيولوجية". ويمول المشروع من طرف شخصية مثيرة للجدل هو هينريك فورتسنبورغ.
وهنا تطور بوشارب ثيمتها من خلال إدخال عناصر أخرى مريبة، حيث تستنفر المخابرات الجزائرية أجهزتها بأوامر من "رجل الظل" الغامض داخل المؤسسة العسكرية. ويلتحق بالبعثة العلمية خبير سابق في "الوكالة الفلكية الأوروبية" جانلوكا فيرو. ما يثير تساؤلات وشكوك حول طبيعة هذا المشروع.
لتتواصل الأحداث المكثفة للرواية بالتتابع على نحو تصاعدي عبر حكايات أسطورية محلية تربط بين معتقدات الطوارق وأساطير الإغريق وبلاد الرافدين. وعندها يتشكل إطار الرواية وتتضح ملامحها التي تنتمي إلى الخيال العلمي. عبر مجموعة من الشخصيات والأحداث المتشابكة وتفاصيل من النظريات والفرضيات والكشوف والأبحاث المتقاطعة والمتصادمة..
وبالرغم من أن أمل بوشارب تحملنا في روايتها إلى قلب عوالم خفية ومتناقضة بين الجزائر العاصمة، تمنغاست وعواصم عالمية أخرى. من خلال حبكة خيال علمي متقنة. إلا أن العمل لا يغفل تسليط الضوء على ظواهر سياسية راهنة بالإضافة إلى التركيز على حالة الاهتراء في المشهد الاعلامي والثقافي والصراعات الوهمية بين تيار تنويري وآخر ظلامي على مواقع التواصل الاجتماعي.
أمل بوشارب كاتبة جزائرية من مواليد 8 أكتوبر 1984 بدمشق سوريا وتقيم حاليا في إيطاليا. صدر لها عن منشورات الشهاب "عليها ثلاثة عشر" (مجموعة قصصية) 2014. "سكرات نجمة" (رواية) 2015. " و"من كل قلبي" (رواية لليافعين) عن المؤسسة الوطنية للنشر والاشهار والاتصال. 2016. بلغت روايتها "سكرات نجمة" القائمة القصيرة لجائزة محمد ديب الأدبية عام 2016. ونالت جائزة القصة القصيرة في المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب عام 2008.
يذكر أن "ثابت الظلمة" ستكون حاضرة قبل سيلا 2018. وذلك ضمن أيام ثقافية دولية في مطلع سبتمبر حيث ستوقع الكاتبة عملها الجديد في المكتبة الوطنية للحامة يومي 1ـ 2 سبتمبر.
المصدر: نوافذ ثقافية-طارق مريسي