-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

” كتاب “سميائيات النص مراتب المعنى” للكاتب المغربي سعيد بنكارد

صدر، حديثا، عن “منشورات ضفاف” و”منشورات الاختلاف” كتاب “سميائيات النص مراتب المعنى” للكاتب المغربي سعيد بنكارد، يتناول فيه عوالم النص الداخلية وعلاقته
بالنقد.
يحدد الباحث سعيد بنكارد السميائيات بأنها تحليل الخطاب بمفهومه الواسع، ما يشمل مجموع منتجات السلوك الإنساني ويصنف ضمن المضاف الثقافي في حياة الناس، يدخل ضمن ذلك النصوص بكل أنواعها والمفاهيم المعزولة والأحكام المسبقة ومرويات التاريخ وما نسجته الذاكرة الفردية والجماعية من حكم وأمثال وأقوال مأثورة، وبما فيها أيضا أشكال العمران وحالات العيش والطقوس الاجتماعية. فهؤلاء يسربون أحلامهم وآلامهم إلى وقائع من طبائع شتى تعشش فيها مجمل التمثلات التي تعد الأساس الذي يقوم عليه جزء كبير من مضمون الأخلاق والسياسة والإيديولوجيا والدين.
يوضح أن عودة السميائيات إلى العلامة ذاتها، أي إلى التجربة الرمزية، كانت مدخلا مركزيا من أجل التعرف إلى هوية الإنسان باعتباره كائنا يأتي إلى العالم من خلال ممكنات اللغة في المقام الأول، فداخلها يولد وداخلها ينمو ويضمحل، وهو من يضمنها رؤاه لهذا العالم أيضا. إنه يعي ذاته ويعي عالمه وفق آليات التقطيع المفهومي فيها، ما يشمل المظاهر والأبعاد والخصائص والنوعيات. وهي صيغة أخرى للقول، إن الوقائع الفعلية لا تتم في عراءٍ أو داخل فضاء غفل، بل هي طبقات دلالية من طبيعة تراتبية لا تكشف جوهر الأشياء، بل تغطي على بعضها بعضا في كثير من الحالات.
يعتبر أن ذاك هو المبدأ الذي استندت إليه مجمل التعريفات التي حاولت تحديد جوهر اللسان ونمط اشتغاله وطريقته في إنتاج الدلالة والتنويع من تجلياتها. ومن هذا المبدأ انطلقت كل التصورات النظرية القديمة والحديثة حول اللسان، وهو الإرث المعرفي ذاته الذي تبنته السميائيات ووسعت من مجالات تطبيقه.
شكل الثلث الأخير من القرن الماضي منعطفا حاسما في تاريخ النقد الأدبي في كامل الفضاء الثقافي العربي. فقد أحس النقاد، بعد سقوط مجموعة كبيرة من المشاريع الفكرية والسياسية الناصرية والقومية والاشتراكية بجدوى قراءة النص استنادا إلى المخططات النقدية القديمة التي كانت تتعامل معه باعتباره وثيقة سياسية أو إيديولوجية لا قيمة لها إلا بما يمكن أن يكون لها من مردودية في الصراع مع السلطة ومؤسساتها.
كانت هذه المخططات موزعة في الغالب على ما بشر به بعض الممارسات النقدية التي كانت تحتمي تارة بالإيديولوجيا باعتبارها جوابا ممكنا عن قضايا اجتماعية أو سياسية، وتستعين طورا بما يمكن أن تقدمه المعارف كافة المنتشرة في الموسوعة، أو تلك التي تعود إلى حياة المؤلف، فهي الكفيلة وحدها بتفسير النص.
وفي الحالتين معا، ظل النص غائبا في النقد، وإذا حضر فلا يحضر عند القارئ إلا باعتباره ذريعة لقول أمور في السياسة أو الإيديولوجيا أو الاحتفاء بذاتية ترى في نفسها مصدرا لكل معنى.
كان النقاد في الغالب يصفون عوالم خارجية يستثيرها النص بموحياته المباشرة وغير المباشرة، استنادا إلى أحكام جاهزة: لذلك لم يكونوا في عملهم ذاك ينتجون معرفة تغطي جزءا من أنماط حضور الناس في الحياة وفي المجتمع.
المخفي في النص في تصورهم ليس طاقات دلالية تقتات من الرمزي في المقام الأول، بل هو “سياسة” أو “أخلاق” أو “أحكام إيديولوجية” تدين أو تحرض أو تحث الناس على التمرد: إن النص موقف من السلطة صريح، مناهضا كان أو مؤيدا أو ممالئا. لذلك لم نكن نعرف إلا الشيء القليل عن عوالمه ولغته ومكوناته، وعلاقاته الداخلية وآليات الإنتاج والتأويل فيه. فهذه العناصر مجتمعة لم يكن لها أي قيمة قياسا على الأهمية التي يوليها الناقد للمضمون الإيديولوجي المودع فيه.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا