كنت قريبا جدا منها لغتنا وحيدة فريدة .. لم يسمع تمتماتي سواها .. ولم يشعر بحرارة أنفاسي إلا هي .. كانت تهمس لي وهي تتلمس تفاصيل وجهي الغائبة عنها. .
وخصلات شعري المتناثرة على جبين يتلهف للفوز بقبلة طويلة يغط بعدها في نوم عميق .. كنت أشعر باشتياقها لضمي .كانت تتوق إلى عناق لا تشم فيه سوى رائحتي التي طالما قالت لي إنها تشتاق إلى تلك الرائحة التي لا تفوح إلا صدقا وبراءة .. أيام تمر .. ودقائق تمضي ..وتقترب لحظة اللقاء .
غدا هو اللقاء ؛ أمضت الحبيبة ليلها تضم ملابسي إلى صدرها ...وتجهز الحلوى ...وتشعل العود ...وتنثر العطر .
تجهزت..حملت حقيبتها تقود الفرح، وها هو اللقاء قاب قوسين أو أدنى ..ياله من فرح ..كم انتظرتك !..كم أتمنى أن أضمك ..وأغوص في حلم سيضحي حقيقة !
وكأني أسمع صوت خطواتها يقترب ..كان الممر طويلا أو هكذا ظننت ... في غرفة في آخر الممر تنتظر وصولي ..بدأ قلبها يخفق بشدة ..وأخذ صوتها يعلو ويعلو وأخذت تنادي: ساعدوني ..إنه قادم .. سأضع مولودي .
جاءت الممرضة مسرعة .. هيا سـأستدعي الطبيب الذي وافق وصوله وصولي ..أمسكتني الممرضة بيدين غريبتين ..وضعتني على صدر أمي ..ضمتني بكل دفء ..طبعت قبلة عجلى على جبيني ..ومررت أصابعها على قدمي وظهري ويدي ...عندما صرخت الممرضة: دكتور؛لم يتوقف ..لم يتوقف النزف ..بينما لفظت الحبيبة أنفاسها الأخيرةوعينيها تتجه إليّ ..أخذت في بكاء لم ينقطع ..أبكي حلما مستحيلا..عندما لم أسمع دقات قلب أمي !.
http://www.arabicstory.net/?p=text&tid=22946
http://www.arabicstory.net/?p=text&tid=22946