تعرف صحافة الفيديو أو Video Journalism، بأنها نمط من أنواع الصحافة التي يقوم فيها الصحفي بخلق القصة ومن ثم تصويرها وتفريغها كتابياً وتحريرها وعمل
مونتاج لها، أي أنّ الصحفي هو المعد للفكرة ومنفذها ومصورها والمخرج والمنتج والمونتير.
خلال السنوات الثلاثة الماضية، انتشر هذا النوع الصحفي بكثرة في وسائل الإعلام وهو ما ساعد تقليل تكلفة إنتاج القصص بسبب استخدام معدات أقل وعدد أفراد أقل، إضافة لسهولة التنقل والتخفي والوصول إلى المناطق الصعبة التى يصعب وصول مجموعة من الأفراد إليها. فعلى الصعيد المادي، تواجه غالبية المؤسّسات الإعلامية الكبرى تحدّيات ماليّة في السنوات الأخيرة، دفعتها إلى خفض نفقاتها قدر الإمكان. ومن الواضح أنّ وجود شخص يستطيع بمفرده صنع قصة مصورة يوفر على المؤسّسة المال اللازم لفريق عمل كامل.
وعلى الصعيد المهني، يتمتّع صحفيو الفيديو بمرونة وسرعة في الحركة، الأمر الذي يساعدهم في إنجاز تغطيتهم وتقاريرهم في وقت أقصر وبتكلفة أقل. وفي حالات كثيرة، يناسب النموذج أوضاعاً يتعامل فيها الإعلام مع مناطق نزاع قلاقل وحروب وغيرها.
الصحفي خالد ليّوش متخصص في صناعة الفيديو الرقمي يؤكد في مقابلة مع شبكة الصحفيين الدوليين أنّ "هذا النوع من التقارير مستحدث ولا توجد قواعد ثابتة في إنتاجه"، مضيفاً أنّ "من أسباب وجود هذا النوع الصحفي هو وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها عن طريق الأجهزة الذكية"، لذلك يجب يرى ليوش أن الفيديو يتوجب أن تكون مدته قصيرة أي حوالي دقيقة واحدة مع ضرورة إيصال الرسالة المراد إيصالها بهذه الدقيقة.
وحول طريقة عمل الفيديو من الناحية الفنية يضيف: "هذا النوع يعتمد على إيصال الرسالة من خلال الصورة والكتابة، لذلك يجب أن تكون الجمل بخط واضح وجمل قصيرة، يمكن استخدام المؤثرات الصوتية حتى تكسر الملل خلال فترة عرض الفيديو ومن المناسب اختيار موسيقى ومؤثرات صوتية مناسبة لقضية الفيديو، كذلك من المهم أن يكون صناعة الفيديو وإنتاجه ملائما للحدث".
ويعتبر هذا النوع من الصحافة في وسائل إعلام عدة بديل عن التقرير التلفزيوني لذلك كان من الضروري أن يعتمد على معلومة دقيقة وصورة دقيقة ويجب أن يحيط بالموضوع من كافة جوانبه ويقدم الإجابة عن أي تساؤل لدى الجمهور، إضافة لتخطي العقبات التي قد تواجه صحافة الفيديو من الجهد المتواصل في المونتاج والجرافيك وتطوير مهارات الأشخاص العاملين في هذا النوع الصحفي.
وقدمت BBC دليلاً مبسّطًا لبعض مبادئ الإنتاج المرئي المسموع ويتضمن الدليل إرشادات خاصة بالتجهيزات، والتصوير، والإضاءة، كما يحتوي على نصائح مستقاة من خبرات متراكمة في كيفية التخطيط للعملية الإنتاجية وكتابة النصوص.
وبحسب خبراء، هناك عدد من المواد المصورة داخل صحافة الفيديو، واختلفت أنواعها بحسب القوالب الصحفية، وتنوَّعت المواد المصورة كالتالي:
الأخبار: وهو تغطية حدث ما مثل إنفجار أو مؤتمر أو تظاهرة وعرضها في شكلها المجرد، وتعرض فيه الحدث، المكان، الزمان، الأشخاص، والسبب، ويكون بشكل مختصر وهدفه عرض معلومة عن حدث ما قد وقع.
التقرير الإخباري: وهي التغطية الصحفية الكاملة لحدث معين، مثل المؤتمرات، وجلسات الشعر، والندوات، والوقفات الإحتجاجية .. إلخ"، حيث يتم أخذ مقتطفات تلخص فكرة الحدث، بالإضافة إلى لقاء مع أحد أو مجموعة من المنظمين أو المسئولين عن هذا الحدث.
التقرير الخاص: وهي فكرة تخص الصحفي إبتكرها هو أو وجدها في طريقه، وقرر أن يعالجها من الزاوية التي يريدها، ولا يلاحظها الكثير.
ويرى صحفيون مختصون أنه ورغم ريادة هذا النوع الصحفي إلا أن هناك مجموعة من المهارات التي يحتاجها صحفي الفيديو ليكون عمله ذو جودة وفائدة ومنها:
البحث الأولي: حيث يتوجب على الصحفي البحث عن الأفكار الخبرية التي تصلح لتقرير مصوّر، بالإضافة إلى تحديد زاوية المعالجة الفنيَة والبصرية لتلك القضية بشكل جديد لم يجر التطرق اليه من قبل.
جودة القصَة: حيث يجب أن تحتوي القصة على شخصيّة مؤثرة وبإمكانها تجسيد الحالة للموضوع الذي تتناوله. إضافة لتقديم قيمة خبرية للمشاهدين أو للجمهور المستهدف.
التصوير: وعليه يتوجب أيضاً على الصحفي تعلّم المهارات الأساسية في التصوير واختيار الّلقطات المناسبة للقصة.
الكتابة: من خلال إختيار الجمل القصيرة وذات المغذى وعدم وضع الكلمات التي لا ضروري لها واختيار الكلمات البسيطة التي تناسب قصتك.
المونتاج: هو من إحدى المهارات الأساسيّة التي يجب على صحفي الفيديو التحلّي بها. من أجل ترتيب الفيديوهات الموجودة لديك.
المدة الزمنية: من المتعارف أنه يجب ألا تزيد مدة القصة عن 90 ثانية وكلما كانت المدة أقل، كلما كان ذلك أفضل، مع تنويع اللقطات لضمان بقاء المشاهد أمام قصتك حتى ينتهي.