-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

فاس المتحف العالمي الساكن في عمق التاريخ. محمد أديب السلاوي


يعود تأسيس مدينة فاس إلى أزيد من ألف ومائتي سنة، حيت تراكمت على أرضها حضارات وصناعات وحرف يدوية متعددة، وسكنتها أجناس ورجالات وأسماء عالمية من الشرق والغرب،مما جعل منها بلا منازع َ
متحفا دو قيمة جمالية عالية وأهمية لا مثيل لها، فهي متحف واسع وكبير للترات المعماري والثقافي والروحي وللصنائع والبدائع وللحرف اليدوية ولقامات الفكر والآداب والعلوم الإنسانية والدينية، يجمع ويحفظ التراث الإنساني والتحف النادرة والثمينة في تاريخ المغرب القديم والمعاصر.

بفضل مئات المساجد والزوايا والمدارس العتيقة والحدائق الغناء والجدران والبوابات المحصنة والقصور والرياض والساحات والأسواق والبنايات التي أبدعتها بصمات الدول والأجناس المتعاقبة عليها من الأدارسة إلى العلويين، ومن الأندلسيين إلى اليهود، بفضل كل هذا جعل من مدينة فاس أكبر وأعظم متحف للترات الإنساني في العالم الحديث.

1/- أطلق على هذه المدينة مند مئات السنين، العاصمة العلمية والثقافية للمغرب بسبب احتضانها لأول وأقدم جامعة في العالم، جامعة القرويين التي وصل صيتها إلى كل بقاع الدنيا لما لها من إشعاع فكري وعلمي وثقافي.
شيدت هذه الجامعة السيدة فاطمة الفهرية أم البنين من مالها الخاص سنة 859 م لتكون الأقدم في التاريخ، درس بها علماء وفقهاء ومفكرون كبار من المغرب والمشرق،كما درس بصفوفها أسماء عالمة، نذكر منها :

غربرت اورياك (الذي اصبح سلفستر التاني، والذي شغل منصب البابا في عام999 ) /الموسى بن ميمون (الطبيب والفيلسوف اليهودي الذي درس بها وقام بالتدريس بها / ابو عمران الفاسي / ابن البنا المراكشي/ ابن رشد السبتي / ابن ميمون الغماري / الشريف الادريسي /ابن زهر/ابن البناء/ابن باجة/ ابن حرازم / ا لحسن ابن الوزان (الملقب بأسد إفريقيا) /ابن خلدون / لسان الدين ابن الخطيب / آب عربي/ابن مرزوق، وغيرهم كنير، إذ لم تكن هذه الجامعة وجهة للعلم بالمغرب أو إفريقيا، بل استقطبت طلابا من العالم العربي وأوروبا

ولجامعة القرويين أقدم مكتبة في العالم، تحوى ألاف المخطوطات والكتب والوثائق والمستندات والأطروحات العلمية، كما لها مدارس خاصة شيدت بهندسة عالية الدقة، لإيواء الطلبة المغاربة والعرب والأجانب، شيدتها الأنظمة المتعاقبة على مدينة فاس، من هذه المدارس :مدرسة الصهريج /مدرسة العطارين /مدرسة الصفارين /مدرسة باب الكيسة /المدرسة البوعنانية / المدرسة المصباحية / مدرسة ابن يوسف /وتشكل هذه المدارس شهادة حية على الماضي الفكري والعلمي والسياسي لهذه الجامعة.

2/- أبواب مدينة فاس : لهذه المدينة المتحف، أبوابا تحيط بها من كل جانب، وجميعها تاريخية، مشيدة من طرف مهندسين كبار بامر سلاطين الدول التي حكمتها خلال تاريخها العريق وهي أبواب مطبوعة بشخصية مشيديها،خلفها تسكن المدينة العتيقة، بما يزيد على عشرة ألاف بناية من البنايات الأصيلة. ،هذه الأبواب هي: باب محروق/باب أبي الجنود/باب جبالة/باب الزيات/باب الفتوح /باب عجيسة /باب سيدي بوجيدة /باب الدكاكين/باب المكينة/ باب البرجة/باب السمارين/باب الخوخة/باب السلسلة باب الحديد.


3/- أحياء المدينة : تعتبر أحياء فاس العتيقة، هي المواقع الهامة للترات العالمي، حيت تتشكل من حوالي ألف دريبة تؤدي إلى الأحياء والأبواب، تتوزع هذه الأحياء على مساحتين واسعتين، حي الأندلس الذي حمل إليه عرب الأندلس حضارة في أوج ازدهارها، وهو يبهر ببهائه وتعدد بناياته وقصوره ومساجده ومدارسه، وحي القرويين الذي يضم أهم البيوتات والأسواق والمآثر والمدارس الأولى لهده المدينة
أما الأحياء التي تؤتت فضاءات الأندلس والقرويين هي: الرصيف/البطحاء/المخفية/الطالعة الكبرى /الطالعة الصغرى /عين ازليطن / قصبة النوار /دوار بوطاعة / دار التازي/القطارين / الكدان/ الفخارين /جنان الدار/العطارين/ الشماعين /السبيطريين/ الرميلات/ الزنجفور/ الخراشفيين/ بوعجارة / النخالين/ سيدي موسى. وتعتبر هذه الأحياء من اكبر مناطق المشاة في العالم، مع غياب كلي للسيارات والدراجات النارية.


4/- الأسواق العتيقة لمدينة فاس، متنوعة وتغطي حاجيات الساكنة التقليدية وهي:سوق العطارين/سوق الحنة/سوق السراجين /سوق الصفارين /سوق المشاطين /سوق السباط/
سوق الرصيف /سوق الدباغين / سوق النجارين / سوق الحايك / سق الشماعين / سوق التليس /ا لقيسارية (سوق الأثواب والملبوسات وكل ما يتعلق بها)

5/- المدابغ والحرف اليدوية : تضم مدينة فاس العديد من المدابغ التقليدية العتيقة، بعضها يعود تأسيسها إلى سبعمائة سنة، منها مدبغة عين ازليطن/ مدبغة سيدي موسى / مدبغة شوارة، وهي أقدم مدبغة في العالم

إضافة إلى المدابغ تحتضن المدينة العتيقة عشرات الاوراش للصناعات التقليدية التي تجعل من مدينة فاس عاصمة للحرف اليدوية كالسجاد والفخار والألبسة التقليدية الرجالية والنسائية والمجوهرات والنحاسيات، إضافة إلى فنون الزليج والفسيفساء و الجبص والخشب وغيرها.

6/-  قصور مدينة فاس : تضم هذه المدينة العتيقة، إضافة إلى الدور العائلية الكبرى سلسلة من القصور الفخمة، نذكر من بينها :القصر الملكي/ قصر الكلاوي/ قصر الجامعي وجميعها تحف فنية لا مثيل لها في الإبداعات الهندسية العالمية.

7/- المتاحف : داخل المدينة المتحف، يوجد العديد من المتاحف المتخصصة، نذكر منها:دار عديل (متحف للآلات الموسيقية) متحف الاسترلاب (للأدوات الفلكية التقليدية) متحف البطحاء (متحف جهوي للفنون والعادات) متحف النجارين (متحف فنون الخشب) متحف فاس للأسلحة (يتضمن الأسلحة النارية التقليدية والأسلحة البيضاء التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ).

نعم تلك هي المدينة المتحف الساكن في عمق التاريخ، ما يوجد بها من أثار وإبداعات وتحفيات ورجالات وأحداث لا يوجد بغيرها من مدن العالم القديم. وتلك هي ميزتها التي تبوح بأسرارها وببهائها الفاتن ليل نهار.


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا