-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

ربيع - علي أحمد باكثير

يا من تفتَّح كالربيع لناظريفلمحتُ فيه شقائقاً وبهارا
والفُلَّ يشرقُ بالضياءِ وبالشَّذاوالنرجسَ النعسان والنُّوَّارا
والوردَ مخموراً يتمتم : ويحكمهيا اغنموا مُتع الحياةِ قصارا
متباين الألوانِ ألَّفَ بينهاذوق يبلبلُ سرُّه الأفكارا
تلك المفاتنُ ينتهين لغايةٍولقد يريبك أنها تتبارى
أمثولةُ الحسنِ البديعِ مرامُهاتطوى لها المضمارَ فالمضمارا
فكأنَّها أحزابُ شعبٍ راشدٍكلٌّ يجمِّع حوله الأنصارا
يتنافسون، وإنَّما مرماهمتحقيق آمال البلادِ كبارا
ما للجمالِ وللسياسة؟ إنَّهأهدى إلى قصد السبيلِ منارا
هو عالم ننساب في أطيافهونعانق الأنداء والأنوارا
من ضلَّ في ساحاته كمن اهتدىوكمن صحا من لا يفيق خُمارا
**********
يا من تفتَّح كالرَّبيع لناظريأضرمتَ ما بين الجوانح نارا
أسكرتَ روحي بالسَّنا فذهلتُ عننفسي، وخلتُ العالمين سكارى
وسهوتُ عن زمني فلستُ بمثبتٍأسكرتُ ليلاً أم سكرتُ نهارا
رمتُ الكلامَ، فحار في شفتي كماتاه الجمالُ بناظريك وحارا
ماذا أقول وكلُّ لفظٍ شاردٌعيناك أعظم أن تطيق حوارا
عيناك أقوى بالحياة وفيضِهازخراً وأعمق في الحياةِ قرارا
**********
لبصرتُ بالتُّفّاح يلعن نفسَهلما أبيتَ مساسه استكبارا
كم ودَّ لو يلقى الشهادةَ في فمٍيهبُ الخلودَ وينهبُ الأعمارا
ما كان ضرَّك لو مسحتَ جبينَهُفأحاله لهبُ الحياةِ نُضارا
أو لو قبلتَ فداءَه فجعلتَهُمعنى يحيطُ به الجمال إطارا
أم غِرتَ منه؟ فيا لقلبك قاسياًماذا تركت لحسنه فتغارا؟
يكفيه في زيناتِه أن يكتسيشفقاً له من وجنتيك مُعارا
ما كان إلا خادماً لك طائعاًيقفو خُطاك يُقبِّلُ الآثارا
راجع فؤادك في أحقِّ مورَّدٍبرضىً وأكرمِ مُشبهيك نِجارا
تغفو وتصحو وهو في صلواتهلخدودك الآصالَ والأسحارا
أما نثارُ الوردِ إذ بدَّدتهفلو استطاع من السرور لطارا
ألأنَّه يحكي القلوب بشكلهعبثت يداك بشمله استهتارا؟
إهنأ بظُلمك، فالقلوب تودُّ لوتُلقى لديك على البساط نثارا
ويح القلوب غلوتَ في بغضائهافمقتَّ من جرَّائِها الأشعارا
أتلوم أرضاً -يا غمامُ- بخيرهاحفلت، وأنت فجرتها أنهارا
أهبطتَ شاكسبير من عليائِهوأزحت عن كرسيِّه مهيارا
ووقفت في وجه الخلودِ، فهل تُرىتطوي الخلودَ وقد طوى الأدهارا؟
لن تستطيع، فمن جمالك دونهسدٌّ يقيه سطوك الجبَّارا
**********
رفقاً بحبَّاتِ القلوبِ تسومُهاسوءَ العذابِ وما جنت أوزارا
ألأنَّها تهفو لحسنك كلَّمالمحته أو هجست به تذكارا
يا لائمَ الأوتار في إرنانهامهلاً، بنانُك تضربُ الأوتارا
يا طاوي الأقدار تحت جفونهحتَّى لنخشاهُنَّ لا الأقدارا
لمَّا أبيتَ على مشاعرنا الهوىهلاَّ مسختَ قلوبَنا أحجارا

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا