الحَصَى أَثْداءُ نَهْرٍ يَتَعَرَّى
يَدْخُلُ تَحْتَ لِحَافِ البَحْرِ
النَّهرُ جُرْحٌ يَسيلُ علَى جِلْدِ الأَرْضِيَدْخُلُ تَحْتَ لِحَافِ البَحْرِ
البحْرُ أرْضٌ تغْسِلُ جُرْحَها بِالملح
لمْ يكُنْ يعْلمُ وهوَ يُلْقي بالحَجَرِ في النَّهْرِ
أَنَّهُ يَنْكَأُ جُرْحَ الأَرْضِ
وأَنَّ الخَريرَ آهاتُها
البَحْرُ يسْتلقِي علَى الرَّملِ
قَال:
لمْ يكُنْ يَعْلَمُ أنَّهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ
قَبْلَ أنْ يَرى الزَّبدَ يَخرُجُ مِنْ فَمِهِ
النَّهرُ حِبْرٌ انْدَلَقَ منْ قَلَمِ السَّماءِ حينَ همَّتْ بكِتابةِ سِيرَتِها
الرِّيحُ نَفخها على الحِبْرِ كيْ يَجِفَّ
البحرُ عاشقٌ كبيرٌ
أنْهكَهُ الحبُّ
تَواطُؤًا معهُ
يُفْرِغُ الصَّيَّادونَ قلْبَ البَحرِ
فتَمْتلِئُ ذاكرتُهُ بالغِيَابِ
لمْ يَكُنْ يَغْرَقُ
كان البحرُ يسْتدْرِجُهُ إلَى قلْبِهِ
تِلكَ طَريقةُ البَحرِ فِي الحُبِّ
كانَ ينْزِلُ ويَصْعَدُ
يَصْعَدُ ويَنْزْلُ
هلْ يحْتاجُ الحُبُّ إلَى كُل هذا التَّرَدُّدِ
تَقولُ الشَّمسُ التِي لا تنتظِرُ دعْوَةَ البَحْرِ
كيْ تَنْزِلَ إلَى قلْبِهِ كلَّ مساءٍ
عن القدس العربي
٭ شاعرة من المغرب