-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

كيف تفكر خارج صندوق فيروس"كورونا" ضمن حياة " الحجر الصحي" ؟ محسن الأكرمين


هناك سؤال نظري موجه، كيف نفكر من خارج علبة صندوق فيروس"كورونا"ضمن حياة"التباعد الاجتماعي"؟ لكن، يجب أن تتحول كل الأجوبة عن هذا السؤال،
إلى ممارسات قمينة بمحاصرة تجليات "كوفيد 19". فماذا نقصد أساسا من التفكير خارج علبة صندوق فيروس "كورونا"؟ من المنطلق الأولي، لا بد من الإيمان القطعي أن الصندوق (ومهما كان) ليس شيئا يولد مع الإنسان. وحين نريد وضع تعريف عن التفكير من خارج الصندوق الافتراضي نقول: كل ما هو موجود لديك من طاقات ومهارات وذكاء اجتماعي، وكذا كل ما تملكه من إمكانات ذاتية وأفكار بنائية، وروابط  حاسمة لتجسير فجوات أزمة" كوفيد 19" الاجتماعية والنفسية، و كذا كل الاعتقادات والتجارب الإدماجية في النسق الاجتماعي التفاعلي مع الوضعيات المشكلة.
لنتصور بتمام عينات التجربة الضابطة الجماعية الموجودة ضمن"الحجر الصحي"، و وضعيات  التفكير من داخل صندوق، يماثل منازلنا "التباعد الاجتماعي"، مثل تلك الصناديق المصففة بالتباعد الموضعي اللازم، لنتخيل صورة من صور صناديق متنوعة الأحجام والقياسات وفي نفس الوضعيات الاجتماعية والقهر النفسي، ولا يهم منشأها ولا حجمها، ولا حتى مفارقاتها في نسيجها الاجتماعي، وتلك البيوت تماثل بحق تلك الصناديق المفترضة بالتربيع والاستطالة الشكل، والعيش فيها أيام احتراز" الحجر الطبي".
لنفترض لزوما أننا في داخل منازلنا التي نتكهن بأنها خالية من "كوفيد 19"، نعيش ذات التفكير من داخل الصندوق بالكبس والتضييق، نعيش الخوف والفزع من فيروس يتنقل بسكونية وخفاء، نتعايش مع بعثرة أوراق الروتين اليومي بالعادة والتعود، والتي اكتسبت في الحياة العادية، ولا نقدر البتة على إيجاد حلول بديلة تتحدى ضيق تفكير خوف الصندوق على الذوات والمحيط. من الدعوة الصادقة بالأمان، نبحث حقيقة عن تفكير من خارج علبة الصندوق، ونصنع توازناتنا النفسية، ونقلل عنا الخوف والفزع من أزمة "كوفيد 19" النهائية.
 نقر بالاعتراف الضمني أن حياتنا تقع في علب صناديق متنوعة الحجم و الأشكال ، ومرات عديدة في حياتنا الفردية والجماعية نجدها مرتبة وأخرى مشتتة بالتطويح والضرر النفسي. قد توجد صناديق مكدسة على مداومة مسارات الحياة ولا ننتبه بالمرة، وتكتسب ترسيم حدودها من قوتنا بخلق تفكير من خارج خناقها الكابس، لكن ومرات أخرى تدون انهزاماتنا النفسية وتبقينا فقراء التفكير داخل الصندوق.
لنعد إلى تلك الحدود بتفكير(خارج الصندوق)، ونقول بأنها لا تكتسب القوة الجغرافية الرسمية لها إلا بقدر أن تكون سببا إبداعيا وتعديل السلوكيات الانهزامية. قد ندعو لزاما إلى تفكير من خارج الصندوق، في ظل ظروف الجائحة "كوفيد 19"، قد ندعو إلى فعالية تفكير فردي وبالصوت المسموع الجماعي لتغيير ما لا يعجبنا داخل صندوق زمن " التباعد الاجتماعي"، وإنتاج البدائل الممكنة بالواقعية والبساطة النفعية الاستثنائية.
ومن سوء تكثير الضغوطات النفسية الجماعية والفردية أن"كل شيء كان من الممكن اختراعه فقد تم اختراعه، إلا دواء ناجع الشفاء ضد وباء"كوفيد 19". هنا نوثق بأننا دخلنا الجزء الثالث من أسابيع "التباعد الاجتماعي"، مما يزيد حتما من تنامي وتكدس الضغوطات النفسية الداخلية، وتوزيعها في خلق القلق المستديم لدينا، من كثرة سماع أخبار وافدة عن الموت والعدوى المتوحشة لوباء"كوفيد 19"، لنفكر من خارج علبة الصندوق !!! .
فبعضُنا يترك نفسه في مواقف مُميتة ويقبع بتفكير ملازم من داخل الصندوق، لمجرَد أن فيروس "كورونا" يقترب بشكل تدريجي ويطرق أبواب الجميع، وبشكل فجائي وغير مرئي.  من هذا المنطلق يمكنك (أنت وأنا) القيام بتجربة التفكير من خارج علبة  صندوق " الحجر الصحي"، يمكن أن تأخذ ورقة وتكتب تحدّ أو مشكلة من داخل "العزل الاجتماعي"، يمكن أن تكتب كذلك كيف تفكر في إيجاد حلول موضعية تحمل حتمية الحلول لكل المعيقات الضاغطة. وفي ظل تلك الحلول الآتية من"خارج الصندوق"يجب أن تدعها مرة ثانية جانبا، وتحرص على إيجاد حلول مخالفة لما كتب من مشاكل وحلول سابقة، لأنها من منطلق التحرير التفكير من داخل الصندوق يبقى يحمل حلولا بسيطة، بينما التفكير خارج الصندوق يبتغي الثورة على الفزع النفسي وتحدي "كوفيد 19" بحلول الأمن الصحي والنفسي.


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا