-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

ترصيد صعوبات البحث في العلوم الإنسانية الحلقة الأولى متابعة: يونس الإدريسي

نظم مختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، عبر تقنية التواصل عن بعد (Visioconférence)، الحلقة الأولى
من الندوة الرابعة عشرة في المنهجية لفائدة الباحثين في الدكتوراه ، في موضوع : "ترصيد صعوبات البحث في العلوم الإنسانية"، وذلك يوم الخميس 7 ماي 2020 ابتداء من الساعة العاشرة ليلا. وقد أطرها الأساتذة إدريس قصوري وميلود عثماني وأحمد الجيلالي.
سير الحلقة الأولى من هذه الندوة، التي ستعرف تنظيم حلقتين أخريين، إبراهيم أزوغ الذي رحب في البداية  بالمشاركين في اللقاء: السيد عميد الكلية، والأساتذة الباحثون، والطلبة الباحثون من داخل المختبر ومن مختبرات أخرى تنتمي إلى جامعات مغربية مختلفة، منوها بحرص المختبر على مواصلة تنظيم الندوة الخاصة بالمنهجية التي دأب عليها منذ سنوات،رغم توقف التكوين الحضوري بفعل جائحة فيروس كورونا المستجد، وذلك حرصا منه على مواصلة تأطير الباحثين وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجههم أثناء إنجاز بحوثهم.
تلا ذلك كلمة السيد عميد الكلية عبدالقادر كنكاي الذي عبر عن سعادته الكبيرة بهذا اللقاء،على اعتبار أنه يعكس مدى المهنية والحرفية التي يتميز بها مختبر السرديات والخطابات الثقافية  في تواصله مع الطلبة،بما يمثل الشكل الحقيقي الذي يجب أن تكون عليه علاقة الطالب الباحث بالأستاذ المشرف من خلال العمل المتواصل على تأطيره ومصاحبته، وهو ما يعكسه لقاء اليوم الخاص بالجانب المنهجي الذي يعد جوهريا في إنجاز أي أطروحة، خاصة ما يتعلق بتحديد عنوان البحث وإشكاليته وفرضياته، والاهتمام بالتوازن بين الشقين النظري والتطبيقي. ليختم كلمته بتوجيه الشكر لكافة المشاركين في اللقاء وبالخصوص إلى السادة الأساتذة في مختبر السرديات والخطابات الثقافية.
استهل أحمد الجيلالي(أستاذ جامعي بجامعة الحسن الأول) باب المداخلات الثلاثة الخاصة بالأساتذة المشاركين بالتعبير عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء الذي صار تقليدا محمودا ينضاف إلى رصيد المختبر المتميز بحرصه على الاستمرارية في تنظيم ندوات المنهجية، كما شكر الأساتذة المشرفين على المختبر. ليعمل أحمد الجيلالي بعد ذلك  على إبداء ملاحظاته في التقارير التي توصل بها من الطلبة الباحثين، مؤكدا أن قراءته لها كونت لديه ملاحظات ذات طابع تركيبي جمعها في مجموعة من العناصر هي: الإشكالية التي يجب أن تعكس زاوية نظر الطالب الباحث إلى موضوعه انطلاقا من قراءاته المتعددة، والفرضية بما هي اقتراح لأجوبة لها طبيعة احتمالية وهي لا تبنى من فراغ بل انطلاقا من مقروء الطالب الباحث، بالإضافة إلى المنهج الذي يعد في نظره أداة إجرائية تمكن من مقاربة الموضوع وتفسيره بالاعتماد على جهاز مفهومي واصطلاحي يشترط فيه الملاءمة والإنتاجية، ثم عملية الاستشهاد التي يجب أن تتسم بمناسبتها للموقع الذي ترد فيه وخدمتها للغرض المرجو منها. وفي ختام مداخلته عمل أحمد الجيلالي على الإشارة إلى بعض المشكلات التي وردت في تقارير الطلبة الباحثين مركزا بالأساس على عبدالعاليالدمياني ونورالدين بلكودري .
في المداخلة الثانية أكد إدريس قصوري بالمشاركين أن التقارير التي توصل بها تجمع بينها ملاحظات مشتركة عمل على بسطها مع تقديم نماذج لها. بدأها أولا؛ بالإشارة إلى أن الطلبة الباحثين تواجههم مشكلة في تحديد الإشكالية وهو أمر يرجع بالأساس إلى غياب الأطروحة لديهم، بل أحيانا يحصل لهم نوع من اللبس فلا يميزون الإشكالية من الفرضية، وهو ما استشهد عليه بتقرير الطلبة الباحثين محمد العلمي وعبدالعالي دمياني ونورالدين بلكودري. وثانيا بالحديث عن المنهج مشيرا إلى أن الطالب بقدر ما يجب عليه التمكن من المنهج الواحد أو المناهج المدمجة التي يوظفها، فهو مطالب بتوظيفه في علاقته بطبيعة المعرفة التي اشتغل عليها والبحث العلمي الذي يقوم به. أما ثالثا، فقد توقف الأستاذ عند الاستشهادات مؤكدا أن الأمر يتجاوز عملية تجميعها والحصول عليها إلى القدرة على توظيفها في المكان المناسب حتى تؤدي وظيفتها المطلوبة. لينتقل إلى الملاحظة الرابعة المتعلقة باللغة الموظفة في تقارير الطلبة التي اشترط فيها العلمية والتقريرية والوضوح والتحرير الدقيق مستشهدا بأمثلة على ذلك. ليختم الأستاذ ملاحظاته بحديثه عن ضرورة جعل البحث قائما على التوازن بين الجانبين النظري والتطبيقي في مستويات اللغة والأسلوب. مشيرا إلى أنه سيعمل على تعميق ما أشار إليه انطلاقا من مجموعة واتساب تنشأ لهذا الغرض،يتواصل فيها بشكل يومي مع الطلبة الباحثين.
تواصل اللقاء بمداخلة الميلود عثماني الذي عبر بداية عن شكره للمختبر منوها بقدرته على اقتراح صيغ جديدة للتواصل مع الطلبة الباحثين في ظل توقف اللقاءات الحضورية الطارئ. وقد انقسمت مداخلته إلى قسمين؛ ركز في الأول على ما سماه بالاختلالات التي فصلها إلى ثلاثة أنواع انطلاقا من مناقشة تقرير الطالب الباحث عبدالعالي دمياني نظرا لتقدمه الواضح في البحث: اختلالات منهجية وابستمولوجية طرح فيها الفرق بين المنهج والمنهجية والنظرية، واختلالات ذات طبيعة إمبريقية ناقش فيها ما مدى ملاءمة المتن للإطار التطبيقي، ثم اختلالات ذات طبيعة تحليلية أشار فيها إلى عملية التمفصل القائمة بين الأبواب والفصول. أما القسم الثاني فقد خصصة الميلود عثماني لمجموعة من الملاحظات المشتركة بين باقي تقارير الطلبة الباحثين وطبيعة البحث والحسم في قضاياه (تقرير ابتسام الهاشمي ونيهاد القزوي)، ثم ضرورة الحسم في العنوان والمقاربة وبنية البحث (تقرير نورالدين بلكودري).
ليختم الأستاذ مداخلته بإقراره بأهمية توفير دليل للباحث يجنب تكرار الملاحظات نفسها بخصوص التقارير، داعيا الطلبة الباحثين إلى حضور المناقشات لكونها تمثل ورشة تكوينية لها فائدة كبيرة عليهم. لينهي حديثه بشكر كافة أعضاء المختبر لحرصهم على تنظيم هذا اللقاء خاصة الأستاذ شعيب حليفي رئيس المختبر.
وإثر تجديده الشكر لكافة المشاركين وللأساتذة المتدخلين نقل مسير اللقاء إبراهيم أزوغ الكلمة للطلبة الباحثين الخمسة الذين نوقشت تقاريرهم: عبد العلي دمياني، نور الدين بلكودري، ابتسام الهاشمي، نيهاد القزوي، محمد العلمي. وقد عبروا جميعا عن شكرهم للمختبر وللأساتذة على ملاحظاتهم مبدين رغبتهم الشديدة في تجاوزها مستقبلا والعمل على مواصلة العمل الجاد بما يعكس المجهود المبذول في المختبر.
وبعد تعقيب السادة الأساتذة المتدخلين. اختتم اللقاء بكلمة الأستاذ شعيب حليفي التي عبر فيها عن استمتاعه بأطوار هذا اللقاء الذي بدا عجيبا وجميلا ومدهشا رغم التأخر في الولوج إليه، مؤكدا أن هذا اللقاء أعاد له ذكرى أول لقاء عقده المختبر في ماي 1993 حيث شعر فيها باختراق حُجُب عالم البحث العلمي وهي الدهشة نفسها التي تتكرر في هذا اليوم. ليتوجه بالشكر إلى كل من السادة عبدالقادر كنكاي ورشيد الحضري وعبدالقادر سبيل، وفريق المختبر إبراهيم أزوغ وإدريس قصوري وأحمد جيلالي وعثماني الميلود وسالم الفايدة وجميع الطلبة الذين تابعوا الندوة، مؤكدا أن المختبر سيعمل في الحلقة الثانية على تجويد هذا العمل وتجاوز المعيقات التقنية.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا