لم تنته قضية سيدريك هيرو، المزارع الفرنسي الذي غدا رمزا لقضية الدفاع عن حقوق المهاجرين في البلاد، بعد تبرئته من التهم الموجهة له في منتصف أيار\مايو الحالي من
قبل محكمة في ليون الفرنسية. فمكتب المدعي العام في المدينة الفرنسية تقدم بنقض لقرار المحكمة مطالبا باستكمال إجراءات ملاحقته القانونية.
في متابعة لقضية المزارع الفرنسي الشهير سيدريك هيرو، الذي تحول إلى رمز لمناصرة قضايا المهاجرين في بلاده، تقدم مكتب المدعي العام في ليون بطلب نقض للحكم الصادر في منتصف الشهر الجاري والقاضي بالتوقف عن ملاحقته قانونيا واسقاط التهم عنه.
صابرينا غولدمان، محامية هيرو، المتهم بتسهيل الدخول غير الشرعي للمهاجرين إلى الأراضي الفرنسية، وصفت خطوة المدعي العام بـ" الهجوم السخيف والمعيب"، وذلك بعد الإعلان عن التقدم بطلب لنقض حكم تبرئة المزارع في 28 أيار\مايو.
وهيرو، الناشط في قضايا نصرة المهاجرين والمقيم من وادي روايا على الحدود الفرنسية الإيطالية، قيد الملاحقة القضائية منذ ثلاث سنوات بتهمة إيواء نحو 200 مهاجر عبروا الحدود الإيطالية باتجاه فرنسا، وبإنشاء مخيم لهم.
عام 2017، حكم على هيرو بدفع غرامة مالية في نيس، ثم بالسجن لمدة أربعة أشهر مع وقف التنفيذ في إكس أون بروفانس، إلا أن هيرو واجه المجلس الدستوري في حينه بسؤال حول شرعية محاكمته بقضايا مرتبطة "بالتضامن"، معتبرا نفسه ضحية.
عام 2018، صرح المجلس الدستوري الفرنسي أن "المساعدة الإنسانية لمهاجرين، سواء كانت فردية أو "نضالية" ومنظمة، يجب ألا تشكل سببا للملاحقة القانونية" مشددا على أن "حرية تقديم المساعدة للآخرين، بهدف إنساني، ممكنة دون الأخذ بعين الاعتبار الوضعية الشرعية لإقامة الأفراد على الأراضي الفرنسية".
في نهاية سنة 2018، اعتمدت محكمة النقض على قرارات المجلس الدستوري هذه من أجل إلغاء عقوبة سيدريك هيرو وذلك تكريسا لـ "مبدأ الأخوة" كما أنها أمرت بإعادة محاكمة المزارع أمام محكمة الاستئناف في ليون.
لكن الموقف الذي تبناه أهم المشرعين الفرنسيين وأكبر هيئة قضائية في البلاد لم يمنع المدعي العام، خلال جلسة الاستماع بداية شهر آذار-مارس، من المطالبة بإنزال عقوبة السجن لمدة 18 شهرا مع وقف التنفيذ وهي أكبر عقوبة ينالها المدعى عليه منذ بداية محاكمته.
في 13 أيار\مايو الجاري، أوقفت محكمة الاستئناف في ليون كل الملاحقات القانونية بحق هيرو الذي عبّر بعد صدور الحكم عن ارتياحه قائلا إن "التضامن الاجتماعي لم يكن ولا يمكن أن يكون أبدا جريمة!".
وفي خطوة، وصفتها محامية سيدريك هيرو بــ"النادرة جدا" عاد مكتب المدعي العام ليتقدم بالطعن في حكم البراءة أمام محكمة الاستئناف لتعود قضية هذا المزارع إلى الأروقة القضائية مجددا. المحامية صابرينا غولدمان عبرت عن أسفها " لكل هذا الوقت وهذا الجهد الذي تتكبده العدالة من أجل ملاحقة سيدريك هيرو".