ويقول يونس مجاهد، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، في مقدمة التقرير: "يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة هذه السنة في ظروف استثنائية تمر بها منطقتنا والعالم بأسره – أزمة الفيروس التاجي (كورونا) وماسببته من خسائر بشرية جسيمة. ورغم أن غالبية دول المنطقة نجت من الخسائر المأساوية في الأرواح الذي عانت منه العديد من الدول والمجتمعات حول العالم، إلا أن هذه الأزمة احدثت ضررا جسيما في دولنا وعطلت بشكل كبير مسارات التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ورغم أن هذه الأزمة الكونية أدت إلى زيادة الثقة في الصحافة المستقلة وأهميتها الاستراتيجية لصحة المجتمعات ونمائها، إلا أنها لن تكون بمنجى من الآثار الاقتصادية المدمرة التي ستخلفها.
ويظهر هذا التقرير إلى أنه لا زال هناك الكثير من العمل أمام غالبية دول المنطقة لاحراز تقدم في مسألة إقرار قوانين تضمن حق الحصول على المعلومات. ورغم أن جميع الدول قد تبنت أجندة منظمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 بما في ذلك الهدف 16/10 والمخصص لضمان الحق في الحصول على المعلومات ، إلا ان غالبية الدول لا زالت متأخرة في هذا المضمار بعد خمس سنوات من تبنيها لأجندة التنمية الاممية.
والأسواء من ذلك هو ما يظهره التقرير في القسم الخاص بتنظيم الانترنيت وتشريعات الجرائم الالكترونية. حيث التفت دولة عديدة على التشريعات التي ناضلت من اجلها النقابات الوطنية على مدار سنين طويلة لاسقاط عقوبات التوقيف والحبس للصحفيين بسبب عملهم المهني من قوانين الإعلام وأعادت انتاج هذه العقوبات في قوانين مكافحة الجرائم الالكترونية وتقوم بتطبيقها على الصحفيين والمؤسسات الصحفية. وهذا خلل خطير من جانب هذه الدول في الممارسة السياسية والتشريعية ينبغي التراجع عنه لتكون هناك ثقة في عملية التقدم السلمي في دولنا على مختلف الصعد السياسية، والاقتصادية والاجتماعية."
وقالت نهلا المومني، كاتبة التقرير: " يثور تساؤل حول مدى مواءمة التشريعات العربية المقرة حاليا للمعايير الدولية المتعلقة بالحق في الحصول على المعلومات ومدى اتفاق الممارسة العملية مع روح وجوهر هذه القوانين؛ فالمجتمعات التي ليس لديها خبرة في ثقافة الانفتاح يعد تطبيق هذه القوانين تحد حقيقي لها سواء بالنسبة للإدارة او بالنسبة للجمهور.
من جهته قال منير زعرور، مدير البرامج والسياسات في العالم العربي والشرق الأوسط لدى الاتحاد الدولي للصحفيين، والذي أشرف على انتاج التقرير: "إننا نتطلع لأن يكون هذا التقرير جزء من سلسلة من التقارير تتناول الجوانب القانونية والتنظيمة المختلفة لقطاع الاعلام بهدف تطويره. حيث ستتناول كل نسخة عدد من القضايا التي تستند إلى المباديء الستة عشر التي يشتمل عليهاإعلان حرية الاعلام في العالم العربي."