غطت عبارات التضامن والدعاء بدوام صحة الملك محمد السادس على كل الأخبار المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعي مباشرة بعد إعلان الديوان الملكي، مساء أول أمس الأحد، عن إجراء عاهل البلاد لعملية جراحية كللت بالنجاح.
وتصدر خبر إجراء الملك محمد السادس لعملية جراحية على مستوى القلب كل المواقع الإخبارية، التي اعتمدت في مورداها الإخبارية على بلاغ الديوان، مع إرفاق ذلك بعبارات تمني الشفاء العاجل للملك محمد السادس. وهي التي تقاسمها عدد كبير من المواطنين مصحوبة بأدعية متداولة مثل: «أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما»، و«اللهم احفظ جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين بما يحفظ به الذكر الحكيم وألبسه لباس العافية يارب واحفظه واشفيه من كل داء وأبقيه ذخرا وملاذا لهذا البلد يارب..» أو في أحيان أخرى بتهنئة الملك بنجاح العملية التي أجريت بمصحة القصر الملكي بالرباط..
وأصبحت كل التفاصيل الخاصة بصحة الملك محمد السادس محط اهتمام كبير من لدن الرأي العام الوطني. ولا يتوانى القصر الملكي عن إطلاع الرأي العام بكل هذه التفاصيل الخاصة بالجالس على العرش، مع الحرص على ذكر الجزئيات المتعلقة بالعمليات الجراحية التي يجريها الملك، والزيارات الطبية المواكبة لذلك، مع الحرص كذلك على تعداد أسماء الفريق الطبي الذي أشرف على هذه العمليات والمراكز الاستشفائية التي يتعالج فيها العاهل المغربي.
وأعلن الديوان الملكي، مساء يوم الأحد الماضي، أن الملك محمد السادس أجرى عملية كللت بالنجاح، بمصحة القصر الملكي بالرباط. وأضاف البلاغ ذاته أن «الإيقاع الأديني لقلب جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، سجل عودة ظهور اضطراب من جديد (récidive du trouble du rythme cardiaque type Flutter auriculaire sur cœur sain)».
وقد أوصى أطباء الملك محمد السادس، حسب بلاغ الديوان الملكي، بإزالة هذا الاضطراب عبر استعمال تقنية (ablation par radiofréquence) التي أجريت للملك بمصحة القصر الملكي بالرباط.
وأكد البلاغ ذاته أن العملية تكللت بالنجاح الكامل، وذلك على غرار العملية التي أجريت لجلالته يوم 26 فبراير 2018 بباريس، ومكنت من إعادة انتظام إيقاع نبض القلب وعودته إلى وضعه الطبيعي.
وسبق للملك محمد السادس أن أجرى قبل سنتين ونصف عملية مماثلة في العاصمة الفرنسية باريس، بعدما أثبتت الفحوصات الطبية، التي تم إجراؤها في هذا الشأن، وجود اضطراب في إيقاع النبضات.
وقد مكنت إزالة هذا الاضطراب عبر استعمال تقنية «radiofréquence»، التي أجريت بمصحة «أمبرواز باري» بباريس، من انتظام إيقاع نبض القلب، قبل أن يعود الملك لممارسة مهامه الاعتيادية دون أي مانع.
وحرص بلاغ الديوان الملكي على تعداد الفريق الطبي الذي سهر على العملية برئاسة الطبيب الخاص للملك، البروفيسور عبد العزيز الماعوني، وفريق مكون من ثلاثة دكاترة فرنسيين إضافة إلى دكتورين مغربيين.
وأضحت الحالة الصحية للملك محمد السادس شأنا عاما، بعد حرص الديوان الملكي على توفير المعلومات، وكل المعطيات الخاصة بصحة رئيس الدولة، ووضعها في متناول المواطنين، كما تحرص وكالة المغرب العربي للأنباء على نقل إفادات الفرق الطبية المشرفة على الحالة الصحية للملك وكل الطوارئ التي تقع على هذا المستوى.
ودأب الديوان الملكي، منذ أزيد من عشر سنوات، على إخبار الرأي العام بتفاصيل الحالة الصحية للملك محمد السادس، مع ذكر الأمراض التي تصيب رئيس الدولة. ودشنت هذه المعطيات عندما أعلنت وزارة القصور والتشريفات، في غشت من سنة 2009، عن تعرض الملك محمد السادس لالتهاب واضطرابات في الجهاز الهضمي، مما تطلب حينها فترة راحة مدتها خمسة أيام، مضيفة أن الحالة الصحية للعاهل المغربي مطمئنة ولا تدعو للقلق، وفق البيان، الذي أصدره البروفسور عبد العزيز الماعوني، الطبيب الخاص للملك، ومدير عيادة القصر الملكي، الذي اعتبر ساعتها أن الالتهاب الذي تعرض له العاهل المغربي فيروسي ويعرف باسم «روتا فيروس»، وأدى إلى حالة جفاف حادة تتطلب فترة نقاهة مدتها خمسة أيام.