في إطار سلسة ندواتها " تبادل من أجل فهم أفضل" الخاصة بجائحة كوفيد-19، قامت مؤسسة الرعاية التجاري وفابنك يوم الإثنين الماضي ببث ندوتها الرقمية الرابعة عبر قناة التجاري وفا بنك على اليوتوب، وذلك حول موضوع: " كوفيد -19 : نفسية المغاربة في زمن الحجر الصحي ".
وضمت هذه الندوة الدكتور هاشم طيال، طبيب ومحلل نفساني ونادية الشرقاوي، خبيرة في الطب النفسي السريري والصحفي والمدون مرتضى كلامي.
وخلال هذه الندوة التي أشرفت على تنشيطها الصحفية حنان حراث، ناقش المتدخلون العوامل التي جعلت من اندلاع جائحة كوفيد 19 مصدرا للقلق والتوتر والفزع، خلافا للأمراض المزمنة الأخرى التي تسجل معدل وفيات أكثر ارتفاعا، كأمراض القلب والشرايين ( 5 مليون وفاة في السنة) والأمراض الرئوية ( 7 مليون وفاة في السنة). وفي هذا الصدد، تحدث الدكتور طيال قائلا : » نظرتنا للعالم تعتريها نزعة ذاتية، فيشكل هذا التمثيل إطارا مرجعيا. خلافا للأمراض المزمنة التي نعي أسبابها، كان كوفيد-19 مجهولا بالنسبة لنا وخوفنا من الموت الوشيك كان مرتبطا بجهلنا الكثير عن الفيروس. »
لهذا الغرض، أسفرت هذه الوضعية غير المسبوقة عن سلسلة من ردود الأفعال الدفاعية، على غرار الموجة الساخرة التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي أو مبادرات التضامن التلقائية وشبه العامة. وأشار السيد كلامي في نفس السياق إلى أن » هذا الفيروس قوى شعورنا بعدم القدرة وأجبرنا على إدراك ما معنى الموت الوشيك. كما ضاعفت وسائل الإعلام هذه الحالة من التوتر عبر بث متواصل لصور المقابر الجماعية التي يوارى فيها جثامين ضحايا كوفيد -19 وحرمان أهاليهم من حضور مراسيم الدفن ». كما أن الصور الواردة من الدول الأقوى في العالم كالولايات المتحدة الأمريكية أو الصين زادت من أحاسيس الضعف والخوف عبر العالم.
في هذا السياق، تم اعتبار الحجر العام كتعليمات عليا، أو أوامر تختبر ردود فعلنا الدفاعية. كما تفاقم الشعور بالوحدة بفعل العزل وتأثرت قدرتنا على التواصل بأقربائنا. علاوة على ذلك، تعمم الإحساس العام بالهشاشة المهنية جراء مخاطر انهيار النسيج الاقتصادي على إثر توقف نشاط أغلب القطاعات. وذلك ما نجم عنه ردود فعل دفاعية كالتوتر أو الارتباك. وعقبت السيدة الشرقاوي قائلة : » لازلنا في مرحلة المعاينة ولا ندري ما هي جميع التأثيرات التي ستتركها هذه الظرفية على نفسية كل واحد منا. وتبقى العديد من الأسئلة معلقة لاسيما تلك المتعلقة بالحداد بالنسبة لأسر الضحايا «