عبد الكبير اخشيشن /محمد سالم شرعت الحركة المعارضة لتوجهات قيادة البوليساريو بتندوف، والمؤسسة حديثا، في مخاطبة الرأي العام الدولي والأحزاب السياسية في شأن تصوراتها لحل قضية الصحراء بعيدا عن انغلاق جبهة البوليساريو وتبعيتها، التي تستهدف إطالة معاناة الصحراويين بمخيمات تندوف.
حركة «صحراويون من أجل السلام» توجهت رأسا للأحزاب الإسبانية، باعتبارها فاعلا أساسيا وتاريخيا في قضية الصحراء، من خلال دعمها متعدد الأوجه لقيادة البوليساريو طيلة عقود، قبل أن تكتشف ألاعيبها، سواء في التلاعب بالمساعدات الإنسانية وكذا فضائح الأموال المحصل من دافعي الضرائب بإسبانيا.
الحركة المعارضة وجهت رسائلها إلى مسؤولي العلاقات الخارجية بالأحزاب الرئيسية بإسبانيا، تدعوها إلى «دعم مبادرة الحركة التي تسعى إلى إيجاد تسوية سلمية لمشكل «الصحراء الغربية»، باعتبار الأحزاب الإسبانية مساهمة بشكل كبير في جهود التسوية، معتبرة حل نزاع الصحراء الغربية بات ضرورة لا يمكن تأجيلها».
الرسالة الموقعة من طرف السكرتير الأول للحركة الحاج أحمد باريكلا، تؤكد مواقف الحركة التي تم تأسيسها في 22 من أبريل الماضي ، والذي يراهن على الحل السلمي لقضية «الصحراء الغربية»، مضيفة أن الغرض من الرسائل التي تم توجيهها إلى الأحزاب الإسبانية هي «ممارسة تأثيرات إيجابية من خلال مقاربة واقعية، لأجل إيجاد مخرج لائق وخلق مستقبل أفضل لشعبنا»، حسب بيان الحركة.
وكشفت الرسائل الموجهة للأحزاب الإسبانية أن الحركة تعد قوة سياسية جديدة ومستقلة، وتمثل قطاعات مهمة من سكان الإقليم، وتطمح لأن تكون مرجعا سياسيا جديدا، يساهم في حل النزاع في «الصحراء الغربية». كما ذكر البيان بنوعية مؤسسي الحركة، ولائحة الموقعين على بيانها التأسيسي، والتي تضم «مجموعة كبيرة من المثقفين والأطر العسكرية والمدنية والدبلوماسيين السابقين، إلى جانب نشطاء سياسيين وحقوقيين، فضلا عن أبناء وأحفاد أعضاء «الجماعة الصحراوية»، وهي الهيئة السياسية التي جسدت التمثيل الشعبي والقبلي خلال الوجود الإسباني في المنطقة».
وشددت الرسالة على حالة الاحباط التي تشعر بها ساكنة الإقليم، واعتبرت أن ذلك يؤسس لموقفها في فقدان للأمل والقدرة على تغيير البوليساريو من الداخل، مضيفة أن الحركة، «كانت تطلع إلى تكييف البوليساريو مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، من خلال تعزيز الديمقراطية الداخلية، وتصحيح أساليبها الاستبدادية، لكنها اصطدمت بقيادة متعنتة ومتعجرفة».
رسائل الحركة المعارضة للأحزاب الاسبانية، جاء بعد حملة حقوقية قادتها حركة «متطوعون من أجل حقوق الإنسان بتندوف»، والتي اعتبرت أن المواطن الصحراوي بمخيمات تندوف تعرض ويتعرض لانتهاكات كثيرة لحقوق الأفراد والجماعات الصحراوية والتي يتم الدفاع عنها عادة في إطار قبلي بحت، أو عبر جمعيات حكومية ترضخ لرغبات الحكومة في الصمت عن تلك الانتهاكات أو تسييسها، وعادة ما تكتفي الجمعيات الحكومية بالدفاع عن حقوق الإنسان الصحراوي في الأرض المحتلة وجنوب المغرب وتصدر في ذلك أكثر من تقرير شهري، بينما تتجاهل أو تغض الطرف عن حقوق الإنسان الصحراوي بالمخيمات الذي هو أيضا إنسان وله حقوق.
واعتبرت الجمعية أن تأسيسها يأتي ليحل المجتمع المدني في مجال حقوق الإنسان محل القبائل في الدفاع عن هذه الحقوق في شتى المجالات وفق ما تنص عليه مواثيق حقوق الإنسان الدولية وميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، جاء تزامنا مع تقديم ثلاثة من ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها ميليشيات البوليساريو بمخيمات تندوف لشهاداتهم، التي عرت الوجه المستبد والدموي لجبهة البوليساريو، والذي ظل متخفيا لعقود، قبل أن تخرج هذه الحركات المعارضة لفضحه.