مبارك ربيع الميلودي شغموم
وقع مؤلم محزن هذا الخبر الذي ينهي إليك في غفلة دنياك، وعكة صحية تلم بصديق عزيز وأديب كبير في قامة الأستاذ الميلودي شغموم، كبوة فارس من كوكبة حملة الأقلام في مضمار الفكر والأدب الرفيع، طالما تنشقت بين سطوره عبق "الكتابة بنكهة ميلودية"..
أعجبت بكتابة سي الميلودي ضمن كوكبة من فرسان
السرد المغربي دون حکم قيمة تجاه أحد أو إغفال للفوارق والفواصل من قبيلة زفزاف
برفضه وزهديته، شكري بطابع سخريته وعبثيته، التازي في قلقه، وشغموم بعقلانيته، وقد
شدتني كتابة هذا الأخير منذ باكر إنتاجه ولا أقول "بداياته" فكتبت
"قراءة في سفر الطاعة" منذ عقود - وهوما لم يستسغه مني البعض إذ ذاك -
وما تزال نكهة تلك القراءة عالقة بذائقتي وذاكرتي، لا لمجرد أتي عبرت عما غمرتني
به من متعة فحسب، بل لأنها أيضا أتاحت لي فرصة اقتناص طابع مميز للكتابة الإبداعية
لدى الميلودي شغموم، وهو الذي لم يخلف موعده في العديد من إنتاجاته اللاحقة
والسابقة، سواء
في قصصه أو رواياته القصيرة أو الطويلة اكدت
دانا انني لا أومن "بالبدايات" في الحياة الإبداعية لكاتب أصيل، بالمعنى
الذي يجعلها درجة في سلم ارتقاء إلى النهايات"؛ فالأديب المبدع تكمن أخر مظاهر
تطوره الفني في ما يعتبر بدایات له بالمعني السلمي الارتقائي والمبدع مبدع من
أساسه وقاعدة انطلاقه، إما أن يكون أو لا يكون ولا منافاة في هذا السنن التطور
والتجدد، ولكن لا فاصل مطلقا بين ما يعتبر "بداية" على السلم العمودي أو
علامة على السير الأفقي من جهة، وما يعتبر نهاية، أو غاية السلم أو إحدى غاياته
عندما كتبت في بداية الثمانينات من سفر الطاعة" الصادرة إذ ذاك، عن اتحاد
الكتاب العرب بدمشق، الم أكن بعيدا في فهم القدرة الإبداعية الدين الصديق الميلودي
شغموم، عما يمكن أن أكتبه عنها اليوم، أو بعد ذلك بعقد أو عقدين عند قراءة
"عين الفرس" الصادرة بالرباط بعد ذلك، أو عن مجمل ما تتالى وما يزال
يتوالى إلى اليوم من الكتابة الميلودية بمنتهی مثابرة وحدة نقد اجتماعي وحذق فني
ويمتاز سي الميلودي في سيرته بعصامية واضحة متمثلة في كاریماه العالمية الثقافة
التي بوأته مراتب