وقّعت الكاتبة والباحثة المغربية الدكتورة مريم دمنوتي،
كتابها الجديد "الرواية التجريبية التشّكلُ والسّماتُ"، برواق
رابطة كاتبات المغرب، يوم الأحد09-02-2020 في إطار فعاليات الدورة السادسة
والعشرينللمعرض الدولي للكتاب والنشر بمدينة
الدار البيضاء.
في تقديم كتاب "الرواية التجريبية: التّشكلُ
والسّماتُ"، للباحثة دة مريم دمنوتي، أشار الكاتب والأكاديمي المغربي
الدكتور مصطفى يعلى، إلى أهمية الكتاب الذي شكّل إضافة نوعية إلى المنجز النقدي
المغربي والعربي قائلا: "إن الدكتورة مريم دمنوتي بحسن اختيارها وانغماسها في
تقليب موضوع التجريب في الرواية المغربية على مختلف الأوجه، قد تمكنّت في
المُحصّلة، من إصابة مجموعة من النتائج الإيجابية، والإمساك بعدد من الآليات
والمكوّنات السردية في صورتها التجريبية من تشظي الشخصية والتعدد السردي وتعتيم
الفضاء والتباس عتبة العنوان وتذويت المحكي وانشطار الزمن وأسطرة السرد وتقنية
الحلم وأجواء الفانتستيك واستثمار التراث وشعرية اللغة وتعددها، وما إلى ذلك، مما
شفع لها هذا الاختيار المميز، عبر النمذجة لثلاث روايات تجريبية، لكل من عبد الله
العروي ومحمد برادة والميلودي شغموم.."
أما الكتاب فيتكون من مقدمة، ومدخل نظري، ثم أربعة فصول وخاتمة.
ففي المدخل النظري (التجريب والمعرفة الإبستمولوجية)، فقد
حاولت الباحثة الإمساك بالأبعاد اللغوية والاصطلاحية للتجريب، ثم وقفت عند علم
الجمال والحداثة باعتبارهما يشكلان الخلفية النظرية لمصطلح التجريب.
وفي الفصل الأول الموسوم (الأجناس الأدبية وتجليات
التجريب)،فقد حاولت الباحثة رصد تمثلات التجريب في مختلف الأجناس الأدبية من شعر،
وقصة قصيرة، ورواية، ومسرح.
أما الفصل الثاني، فقد خصصته الباحثة لمستويات التجريب
في رواية "الغربة" لعبد الله العروي من خلال (هيكلة النص، تشظي الشخصية،
التعدد السردي، تعتيم المكان، تيمة الغرب).
ثم انتقلت الباحثة في الفصل الثالت، إلى معالجة شعرية
رواية "الضوء الهارب" لمحمد برادة، من خلال تقنية توظيف آليات التجريب
(شعرية العنوان، تخييل المحكي، انكسار البطل، تجاور أنماط السرد، تيمة الجسد).
وأخيرا درست الباحثة في الفصل الرابع، الكيفية التي
تعامل بها الميلودي شغموم مع التجريب، في روايته "خميل المضاجع"، عبر (تدمير
الزمان، الانشطار، أسطرة السرد، شعرية اللغة، الكاتب – القارئ).
وختمت الباحثة الكتاب بخاتمة عامة،قدّمت فيها أهم
الخلاصات التي شكّلت معالم الجدّة والإضافة النقدية، إذ اعتبرت أن التجريب مفهوم
جمالي بالدرجة الأولى، يجد خلفيته النظرية في علم الجمال الألماني الكلاسيكي. وهذا
ما غيّبته الدراسات النقدية السابقة، التي ذهبت إلى أن التجريب يجد خلفيته النظرية
فقط في الحداثة.
كما أن الباحثة دة. مريم دمنوتي، قد انتهت إلى كون
التجريب، لا يعني خلخلة أسس الجنس الروائي، وتبنّي رهان الغموض والتعتيم لولوج بوابته من النافذة الخلفية، بل إن
التجريب الروائي، هو الذي يحتكم إلى رؤية جمالية حداثية، ووعي نظري بفنّ الرواية،
ورصيد ثقافي رصين، وخبرة حياتية عميقة، وفق ما يقرره علم الجمال، وذلك من أجل
تدعيم التحقق النصي بسياق الوعي النظري للممارسة الروائية، في إطارمرحلة ذات طبيعة
ملائمة.
كتاب"الرواية التجريبية التشّكلُ والسّماتُ"
مؤلف حديث صدر عن دائرة الثقافة بالشارقة سنة 2019 في 208 صفحة من الحجم المتوسط.
دة. مريم
دمنوتي
حاصلة على
دكتوراه في الآداب من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تخصص: السرد العربي:
البنيات والأنساق التداولية والمعرفية
-
عضو المجلس الدولي للغة العربية؛
-
عضو مختبر أرخبيل للدراسات والأبحاث في الأشكال الأدبية،
كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة؛
-
عضو المكتب التنفيذي لرابطة كاتبات المغرب.
ساهمت المؤلفة
في ندوات ومؤتمرات داخل الوطن وخارجه.
كما ساهمت
في تأليف كتب جماعية: "شعرية القصة القصيرة"، "الأدب
الحديث والمعاصر: التاريخ والخطاب"، منشورات كلية الآداب والعلوم
الإنسانية بالقنيطرة.