تعد الكتابة الإبداعية في العالم الحديث حقلاً واسعاً يضم مجالات متعددة ومتخصصة، وتخفي وراءها كماً هائلاً من الأفكار والقضايا التي أصبحت من الأكثر تأثيراً في الجمهور على اختلافه.
ولعل الكتابة الدرامية التي باتت صنعة تضم عشرات الآلاف من العاملين في حقلها بالعالم العربي قد حققت قفزة نوعية خلال العقدين الماضيين، خاصة في ظل تطور الإنتاج العربي الدرامي بأنواعه المختلفة.
وفي إطار اهتمام دولة قطر بالأعمال الإبداعية المتنوعة من فن الرواية والقصة إلى الشعر وإحياء التراث خصصت جائزة للكتابة الدرامية تكون سبباً بزيادة المساهمة في هذا الحقل المهم والآخذ بالتطور والنمو عربياً.
الدوحة تحتضن كتاب الدراما
تعد الدراما النواة الحقيقية لكافة الفنون التي عرفتها شعوب الحضارات قديماً، واستمرت في تطورها إلى عصرنا الحالي بما يُعرف اليوم بالمسرح والسينما والتلفزيون، وما تقدمه من عروض ومسلسلات وأفلام.
وانطلاقاً من ذلك أبدت وزارة الثقافة والرياضة القطرية اهتماماً بالمجال الدرامي العربي؛ فقد جمعت نحو 50 كاتباً ومخرجاً عربياً وآخرين قطريين في "ملتقى كتاب الدراما" بنسخته الأولى، في نوفمبر عام 2018.
وكانت فكرة الملتقى تقوم على توفير نصوص درامية للتعبير عن الواقع العربي من أجل دعمها وتنفيذها انطلاقاً من رؤية الوزارة بـ"مجتمع واعٍ بوجدان أصيل وجسم سليم".
وكان الملتقى فرصة أولى لمناقشة إشكالية كتابة النصوص الدرامية، والمساهمة بشكل ما بالارتقاء فيها، وجعلها من أفضل الوسائل الفنية العربية تعبيراً عن قضايا المجتمع.
وأطلق الملتقى "جائزة الدوحة للكتابة الدرامية" ضمن لجنة تحكيم عربية تتمتع بالاستقلالية، وهدفها فتح مسارات جديدة وإزالة العوائق أمام الكاتب العربي.
ليصبح بمنزلة لقاء سنوي يجمع كتاب الدراما العرب بهدف النهوض بهذه الصنعة الجمالية.
وفي عام 2019، أصبح الملتقى بنستخته الثانية أكثر حضوراً من ناحية المشاركة العربية التي ضمت أكاديميين وفنانين ونقاداً من 14 دولة عربية متناولين المضمون الفكري وأفق التجربة الجمالية للدراما العربية.
لتزداد الدول المشاركة به في النسخة الثالثة منه، في نوفمبر عام 2020، من 20 دولة عربية، عبر ممثلين من نخبة الكتاب والنقاد والفنانين العرب الذين اجتمعوا افتراضياً بسبب تفشي وباء فيروس كورونا، مناقشين سبل النهوض بدراما العربية ترسخ قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، مع رفع الوعي لدى الشعوب.