أريد أن نهرب من وجع السنين، من ألآم الوجع، تأخذنا الكتابة إلى عالم من نور، نهرب إليها حين توجعنا الأيام، نبحث عن مساحات للفرح فينا، لماذا أيها الفرح تخجلنا أمام هذا الوجع المتربص بنا، لماذا تترك له مساحة للتغلغل فينا، لماذا دائماً هو الذي ينتصر؟؟
رغم أن الدنيا جميلة، والفصول لا تتأخر عن موعدها، والطيور تغرد للربيع وتبني أعشاها، والسحب حبلى بالفرح في عز الشتاء، والعشبُ يهتز ويربو فرحاً بالمطر وينبت من كل زوجِِ بهيج، وينتعش كعذراء في ليلة زفافها، تعطي العنان للحب إلا الحب واللهفة الأولي،لميلاد الحياة، وشهقة العشق تنبعث من عمق الحب، وكل الفصول لا تتأخر عن موعدها، وعشق الريح للشجر تتعرى في فصل الخريف وتستسلم بكل جوارحها، لأنها تدرك أن الربيع حتماً سيأتي، والجنة الموعودة في الحقول، والكل يسبح لله، والماء في الغدير يغني سيمفونية الحياة والأحلام، التي تزرع الفرح في الطبيعة، لماذا.. ولماذا، أيها الوجع تسكننا، هناك الجمال والفرح والحب، هناك التيمم بالحب، هناك عزف للأحلام التي تطرب القلب وتلهمه الفرح، هناك الإبداع الذي نطير به إلى عنان السماء، هناك القلم الذي يمنحنا حرية التمرد عليك أيها الوجه، ونكتب أحلامنا، فرحنا، وأمانينا الضائعة بين الأفئدة، لكي ننساك يا وجع؟ ونزرع الفرح بين النجوم، بعيداً عن عيون البشر، في أغصان ضوئية تمتد على مدى الكون،كعناقيد من الفرح.
نحن نبحث دائماً على الراحة، الحياة لا تمنحنا تلك الراحة؟ لأنها متسلطة، على قلوبنا، وتريدنا أن نشقى وراء الفرح، هكذا هي الحياة لا تهدأ فينا، حتى ينتهي بنا العمر ونحن نبحث عنك يا فرح.