أعلن وزير الثقافة، عثمان الفردوس، على أن وزارته سترصد غلافا ماليا محددا في 10 ملايين درهم لإحداث تطبيق يمكن من زيارات افتراضية لموقع “وليلي” الآثري بنواحي مكناس، في إطار برنامج لرقمنة التراث من خلال استخدام الواقع المعزز لتقديم مسارات بالألعاب للزوار المحليين والدوليين. وتراهن وزارة الثقافة على هذا التطبيق الإلكتروني على مضمون هذا التطبيق بعدة لغات لتلبية حاجات زوار من بلدان مختلفة.
وتقول وزارة الثقافة إن هذا التطبيق سيمكن السياح من زيارة افتراضية للموقع الآثري، لكنها ستكون أقرب إلى الواقع. وسيقدم خدمات ترفيهية، وتجارب مغامرة بفضل التقنيات الجديدة. وحددت الوزارة مدة 18 شهرا لإخراج المشروع إلى حيز الوجود.
وقال عثمان الفردوس، في صفحته الرسمية على الفايسبوك، إن موقع وليلي الأثري سيكون أول موقع تجريبي نموذجي لرقمنة التراث. وذكر بأنه سيتم الإعلان عن طلب عروض بقيمة 10 ملايين درهم في غضون الأسابيع المقبلة.
وتهدف وزارة الثقافة بهذا المشروع إلى إدماج التكنولوجيات الحديثة في النهوض بالسياحة، والاستفادة من التقنيات الجديدة في الصناعات الثقافية.
ويقع فضاء “وليلي” الأثري بمنطقة مولاي ادريس زرهون والتي تبعد عن مدينة مكناس بحوالي 15 كيلومترا. وتعود جل مآثره إلى حقبة الحكم الروماني للمغرب. وتنظم وزارة الثقافة كل سنة مهرجان “وليلي”. لكن هذا المهرجان يتم تنظيمه بمدينة مكناس.
ويشير مسؤولو الوزارة إلى صعوبات مرتبطة بتنظيمه في الفضاء الأثري نفسه، بالنظر إلى غياب التجهيزات الأساسية وبنيات الاستقبال والإيواء، وضعف شبكة النقل الطرقي.
وتطالب فعاليات محلية، منذ مدة، بتأهيل الفضاءات المجاورة لهذا الموقع الأثري، وذلك لرد الاعتبار له والمساهمة في الترويج له وتحويله إلى مزار يساهم في النهوض بالتنمية المحلية.
وتحدثت، في المقابل، فعاليات مهتمة بالتراث المغربي بأن الاستعجالية في التدخل ينبغي أن تهم انقاذ المآثر التاريخية المهددة بالضياع بسبب الإهمال، وليس لتطبيقات افتراضية مكلفة يمكن أن تتحول إلى مشاريع “فاشلة”.